أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-27
449
التاريخ: 2023-10-06
1183
التاريخ: 2024-08-02
485
التاريخ: 2023-11-13
1103
|
ودبَّ النشاط في صفوف قبائل القوط في قطاع الدانوب، وحسب يوليانوس لذلك حسابه، ولكنه آثر العمل في الشرق في جهة الفرات؛ لأنه كان يعتقد أنه هو الإسكندر في دور ثان، فقام إلى أنطاكية في صيف السنة 362 فوصلها في التاسع عشر من تموز يوم العذارى على مقتل أذوناي عشيق عشتروت، وكان ليبانيوس الفيلسوف الأديب قد عاد إليها ليعلم فيها إخوانه الأنطاكيين، فاستقبل الإمبراطور الجاحد استقبالا حارا، ولكن أنطاكية كانت قد أصبحت مسيحية فهال يوليانوس إعراضُ أهلها عن الدين القديم وقلة اكتراثهم بهياكل دفنة المقدسة، فقال في إحدى رسائله إلى الأنطاكيين: «هو ذا الشهر العاشر شهر لوس الذي تبتهجون فيه بعيد أبولون الإله الشمس، وكان من واجبكم أن تزوروا دفنة، وكنت أنا أتصور موكبكم لهذه المناسبة شبانًا بيضًا أطهارًا يحملون الخمور والزيوت والبخور ويقدمون الذبائح، ولكني دخلت المقام فلم أجد شيئًا من هذا وظننتُ أني لا أزال خارج المقام، فإذا بالكاهن ينبئني أن المدينة لم تقدم قربانًا هذه المرة إلا وزّةً واحدةً جاء بها هو من بيته!»(1). وأكرم يوليانوس ليبانيوس الفيلسوف الوثني، ورقّى عددا من الوجهاء إلى رتبة المشيخة فجعلهم أعضاء سناتوس أنطاكية، ووهب للمدينة مساحات كبيرة من أراضي الدولة، ولكن الأنطاكيين المسيحيين قابلوه بالهزء ووجدوا في النقيضين – لحيته الطويلة وقامته القصيرة – مجالًا واسعًا لأن يمارسوا ما طاب لهم من ضروب العبث والسخر(2)، وعبثًا حاول ليبانيوس أن يوفق بين الإمبراطور وبين رعاياه الأنطاكيين، ثم اشتد الخلاف وتفاقم الشر حين أخرج الإمبراطور بقايا شهيد أنطاكية القديس بابيلاس من قبره في دفنة، فغضب المسيحيون لكرامتهم وأحرقوا في الثاني والعشرين من تشرين الأول هيكل أبولون، فأقفل الإمبراطور كنيسة أنطاكية الكتدرائية وأمر بنهبها وتدنيسها، فكسر المسيحيون تماثيل الآلهة وأبى الجند المسيحيون أن يسيروا تحت لواء الإمبراطور الجاحد لمحاربة الفرس(3). وعلم يوليانوس أن يسوع تنبأ بأن لا يبقى من الهيكل في أوروشليم حجر على حجر، فلكي يكذِّب الكتب اهتم لإعادة بناء الهيكل، فأرسل إلى أوروشليم أحد أمنائه إليبيوس ليشرف على العمل، وتقاطر اليهود واجتمع عدد كبير منهم في مكان الهيكل، فجرفوا المكان وحفروا في الأرض كبارًا وصغارًا رجالا ونساءً، ولَمَّا انتهوا من هدم الأساسات القديمة وأوشكوا أن يضعوا الأساسات الجديدة حدثت زلزلةٌ هَدمت الأبنية المجاورة وقتلت بعض الفعلة وملأت الحفر ترابًا.
..........................................
1- Julianus, Opera, II, 167; Wright, W. C., Works of Emp. Julian II, 487–489
2- Negri, G. Julian II, 430–470
3- Ammianus, XXII, 13, 1; Soz. V, 19; Piganiol, A., Emp. Chret., 130–132
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|