أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016
3338
التاريخ: 18-10-2015
3639
التاريخ: 8-04-2015
3318
التاريخ: 29-3-2016
3370
|
جمع الحسين (عليه السلام) أصحابه عند قرب المساء قال زين العابدين (عليه السلام) فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم وانا إذ ذاك مريض فسمعت أبي يقول لأصحابه : اثني على الله أحسن الثناء واحمده على السراء والضراء اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعل لنا اسماعا وابصارا وأفئدة فاجعلنا لك من الشاكرين أما بعد فاني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا ألا واني لأظن يوما لنا من هؤلاء ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم فإنهم لا يريدون غيري قال له اخوته وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر ولم نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك ابدا ، بدأهم بهذا القول أخوه العباس بن أمير المؤمنين واتبعه الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه ثم نظر إلى بني عقيل فقال حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم اذهبوا قد أذنت لكم قالوا سبحان الله فما يقول الناس لنا وما نقول لهم انا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا لا والله ما نفعل ذلك ولكننا نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك وقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال أنحن نخلي عنك وقد أحاط بك هذا العدو وبم نعتذر إلى الله في أداء حقك ولا والله لا يراني الله ابدا وأنا أفعل ذلك حتى اكسر في صدورهم رمحي وأضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك أو أموت معك وقام سعيد بن عبد الله الحنفي فقال لا الله يا ابن رسول الله لا نخليك ابدا حتى يعلم الله انا قد حفظنا فيك وصية رسوله محمد (صلى الله عليه وآله) والله لو علمت اني اقتل فيك ثم أحيا ثم أحرق ثم أذرى يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى القى حمامي دونك وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم أنال الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا وقام زهير بن القين وقال والله يا ابن رسول لوددت اني قتلت ثم نشرت ألف مرة وان الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن نفس هؤلاء الفتيان من اخوانك وولدك وأهل بيتك وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا وقالوا أنفسنا لك الفداء نقيك بأيدينا ووجوهنا فإذا نحن قتلنا بين يديك نكون قد وفينا لربنا وقضينا ما علينا ووصل الخبر إلى محمد بن بشير الحضرمي في تلك الحال بان ابنه قد أسر بثغر الري فقال عند الله احتسبه ونفسي ما كنت أحب أن يؤسر وابقى بعده فسمع الحسين (عليه السلام) قوله فقال رحمك الله أنت في حل من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك فقال أكلتني السباع حيا إن فارقتك قال فاعط ابنك هذا هذه الأثواب البرود يستعين بها في فداء أخيه فأعطاه خمسة أثواب برود قيمتها ألف دينار فحملها مع ولده .
وأمر الحسين (عليه السلام) أصحابه أن يقربوا بين بيوتهم ويدخلوا الاطناب بعضها في بعض ويكونوا بين يدي البيوت فيستقبلون القوم من وجه واحد والبيوت من ورائهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم قد حفت بهم الا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم وروى أبو مخنف عن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) قال إني لجالس في تلك العشية التي قتل أبي في صبيحتها وعمتي زينب عندي تمرضني إذ اعتزل أبي في خباء له وعنده جون مولى أبي ذر وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:
يا دهر أف لك من خليل * كم لك بالاشراق والأصيل
من صاحب وطالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل
وكل حي سالك السبيل * ما أقرب الوعد من الرحيل
وإنما الأمر إلى الجليل
فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها وعرفت ما أراد فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت وعلمت أن البلاء قد نزل واما عمتي فإنها لما سمعت وهي امرأة ومن شأن النساء الرقة والجزع لم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها حتى انتهت إليه ونادت وا ثكلاه ليت الموت اعدمني الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن يا خليفة الماضي وثمال الباقي فنظر إليها الحسين (عليه السلام) فقال لها يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان فقالت بأبي وأمي تستقل نفسي فداك فرد غصته وترقرقت عيناه بالدموع ثم قال لو ترك القطا ليلا لنام فقالت يا ويلتاه أفتغتصب نفسك اغتصابا فذلك اقرح لقلبي وأشد على نفسي ولطمت وجهها وأهوت إلى جيبها فشقته وخرت مغشيا عليها فقام إليها الحسين (عليه السلام) فصب على وجهها الماء حتى أفاقت وقال لها يا أخية اتقي الله وتعزي بعزاء الله واعلمي أن أهل الأرض يموتون وان أهل السماء لا يبقون وان كل شئ هالك الا وجهه الذي خلق الخلق بقدرته ويبعث الخلق ويعيدهم وهو فرد وحده جدي خير مني وأبي خير مني وأمي خير مني وأخي خير مني ولي ولكل مسلم برسوله الله (صلى الله عليه وآله) أسوة .
فعزاها بهذا ونحوه وقال بها يا أخية اني أقسمت عليك فابري قسمي لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا انا هلكت وفي رواية انها لما سعت الأبيات قالت يا أخي هذا كلام من أيقن بالقتل فقال نعم يا أختاه فقالت زينب وا ثكلاه ينعي إلي الحسين نفسه وبكى النسوة ولطمن الخدود وشققن الجيوب وجعلت أم كلثوم تنادي وا محمداه وا علياه وا أماه وا أخاه وا حسيناه وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله وقام الحسين وأصحابه الليل كله يصلون ويستغفرون ويدعون وباتوا ولهم دوي كدوي النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد فعبر إليهم في تلك الليلة من عسكر ابن سعد اثنان وثلاثون رجلا قال بعض أصحاب الحسين (عليه السلام) مرت بنا خيل لابن سعد تحرسنا وكان الحسين (عليه السلام) يقرأ {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 178، 179] فسمعها رجل من تلك الخيل يقال له عبد الله بن سمير فقال نحن ورب الكعبة الطيبون ميزنا منكم فقال له برير بن خضير يا فاسق أنت يجعلك الله من الطيبين فقال له من أنت ويلك قال انا برير بن خضير فتسابا فلما كان وقت السحر خفق الحسين (عليه السلام) برأسه خفقة ثم استيقظ فقال رأيت كان كلابا قد جهدت لتهشني وفيها كلب أبقع رأيته أشدها على وأظن أن الذي يتولى قتلي رجل أبرص .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|