المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



شهادة عمرو الأنصاري  
  
3339   04:06 مساءاً   التاريخ: 29-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص209-211.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 3476
التاريخ: 28-3-2016 18317
التاريخ: 29-3-2016 3178
التاريخ: 28-3-2016 3801

انبرى إلى ساحات الجهاد والشرف عمرو بن قرظة الأنصاري وهو من افذاذ الأنصار وأحرارهم وقد خاض في استبسال معركة الفداء والايمان فجعل يحصد الرؤوس وينزل الدمار والموت بالأعداء وهو يرتجز :

قد علمت كتيبة الأنصار           اني سأحمي حوزة الذمار

ضرب غلام غير نكس شار       دون حسين مهجتي ودار

ودلل بهذا الرجز على أنه من حماة الذمار واصحاب الامام كلهم موصوفون بهذه الظاهرة فهم نخبة المسلمين في حماية الذمار والحفاظ على العهد وأعلن لهم أنه سينزل بهم الضربات القاسية ويحاربهم ببسالة وشجاعة ليذب عن سيده الحسين ويفديه بنفسه ومهجته وجعل يقاتل بنية صادقة وعزم ثابت حتى استشهد وسمت روحه الى الرفيق الأعلى وكان له أخ من الضالين مع ابن سعد فلما رأى اخاه قتيلا دنا من معسكر الامام واندفع يصيح : يا حسين يا كذاب ابن الكذاب اضللت أخي حتى قتلته ؛ ورد عليه الامام : ان اللّه لم يضل أخاك ولكنه هداه واضلك .

لقد هدى اللّه عمروا وعمّر قلبه بالايمان فجاهد حتى استشهد عن اقدس قضية في الاسلام وأما اخوه فقد اضله اللّه وازاغ قلبه فاشترك في أخطر جريمة يقترفها الأشقياء.

وضاق المعسكر الأموي ذرعا من المبارزة فقد رسم أصحاب الامام صورا رائعة للبطولات وقد ضج الجيش من الخسائر الفادحة التي مني بها وقد رأى عمرو بن الحجاج الزبيدي وهو من الأعضاء البارزين في قيادة جيش ابن سعد أن الاستمرار في المبارزة سيؤدي إلى هلاك جيشه وذلك لشدة بأس أصحاب الامام وقوة يقينهم واستهانتهم بالموت فهتف بجيشه ينهاهم عن المبارزة قائلا : يا حمقاء أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون نقاوة فرسان أهل المصر وقوما مستقلين مستميتين فلا يبرزن لهم منكم أحد إلا قتلوه , واللّه لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم .

ووضعت هذه الكلمات اليد على السمات البارزة من صفات أصحاب الامام واتجاهاتهم وهي :

أ ـ إنهم فرسان اهل المصر بما يملكون من البطولات النادرة وقوة الارادة التي لم تتوفر في جيش ابن سعد.

ب ـ انهم اهل البصائر الذين وعوا الحق وفهموا القيم النبيلة التي رفع شعارها الامام وناضل من اجلها فهم يقاتلون على بصيرة وبينة من امرهم وليسوا كخصومهم الذين تردوا في الغواية وماجوا في الباطل والضلال.

ج ـ انهم مستميتون في دفاعهم عن الامام (عليه السلام) ولا أمل لهم في الحياة ؛ لقد توفرت فيهم جميع فضائل الانسان من العقل الراجح والشجاعة الفائقة والشرف الرفيع والايمان العميق.

يقول المؤرخون : ان ابن سعد قد استصوب رأي ابن الحجاج فاصدر اوامره الى جميع قواته بترك المبارزة مع اصحاب الامام .

وشن عمرو بن الحجاج هجوما عاما على اصحاب الامام والتحموا معهم التحاما رهيبا واشتد للقتال كأشد ما يكون القتال عنفا وقد تكبد كلا الفريقين بخسائر كبيرة في الأرواح.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.