أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-1-2022
2938
التاريخ: 21-11-2020
2867
التاريخ: 19-4-2016
2691
التاريخ: 19-4-2016
4274
|
تؤكد الروايات الإسلامية أن المسلم الحقيقي هو الذي يضع في لائحة برنامجه اليومي حب الناس وإسداء الخدمة لهم ، ويعمل بهذا الواجب الإنساني والأخلاقي ضمن حدود قدرته .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم(1).
وقال (صلى الله عليه وآله) ايضاً: ليس بمؤمن من بات شبعاناً وجاره طاوياً(2).
وقال (صلى الله عليه وآله) ايضاً : من اصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم(3).
وقال امير المؤمنين علي (عليه السلام): المؤمن من نفسه في تعب والناس منه في راحة(4).
إن حب الغير والتودد لهم الذي يعتبر رمزاً للسمو النفسي والنضج الأخلاقي كان موضع اهتمام الأنبياء والرسل والعقلاء من الناس في جميع العصور، حيث كان يعتبر شرطاً ضرورياً في حياة الإنسان. ولكن وجود هذه الخصلة الحميدة في نفس الإنسان بات أكثر ضرورة اليوم من أجل استتباب الأمن والسلام والتعايش بين الناس في عصرنا الحالي.
لقد بات الإنسان في هذا العصر يملك قدرة كبيرة وطاقة عظيمة نتيجة التقدم العلمي والتطور الصناعي ، وفي مثل هذه الظروف إذا سعى الإنسان إلى دعم خصلة حب الغير في نفسه فإنه لا شك سيستفيد من القدرة والطاقة التي تحدثنا عنها في مجراها الصحيح من أجل تحسين أوضاعه الحياتية ، ويستثمرها لصالح الإنسانية ويحقق للناس راحتهم ورفاهيتهم ، وبذلك تنعم المجتمعات بالسلام ويسودها جو من المودة والألفة والأخوة والتعاون والمواساة .
وعلى النقيض من ذلك إذا ركز الإنسان في ظل التقدم العلمي والتطور الصناعي على حب الذات وإشباع الشهوات وعمل على تقوية هذه الغريزة في نفسه ولم يهتم بحب الغير ولم يبال للخصال الإنسانية ، فإنه سيعود على البشرية بالويلات ، حيث ستصحو في أعماقه غريزة حب السلطة وعبادة الذات ، وتتمرد أهواؤه النفسية، وتصبح الطاقة التي اكتسبها من العلم والصناعة وسيلة لإشباع غرائزه وشهواته فيظلم ويعتدي ويدمر ويسفك الدماء ويفسد في الأرض ، فيكتسب صفة الوحشية ، ويبدأ القوي بالإجهاز على الضعيف، وتسود المجتمع حالة من العداء والحقد والفساد والضياع .
«إن العلم غلام مطيع . فهو كقائد عسكري بإمكانه أن يقضي على العالم ، وكطبيب بإمكانه أن يعالج المرضى وينقذهم من الموت ، إن بمقدوره أن يطلق حمم المدافع أو أن يخفض من حرارة الحمى ، يبني جسوراً عظيمة أو يدمر جسوراً قائمة. والإنسان في ظل العلم قادر على تأمين راحته وسعادته أو أن يحرم منهما. وهذا الغلام المطيع يستطيع حتى القضاء على سيده . ومن المؤسف جداً أن هذا الإحتمال يبدو منطقياً من جميع جهاته ، ولكن متى ما شاء السيد فإن بإمكان غلامه إنقاذه من كل عذاب وسقاء» .
«مان المسلم به أن الأوضاع السائدة في العال ليست على ما مرام الناس أو حسب تمنياتهم ، فهي تعج بالعداء والحقد والمجازر والفشل والمجاعة والدمار واليأس والخوف والحزن ، ونحن نستصرخ غلامنا أن يزيد من هذه البلايا يوما بعد يوم» .
«حقاً إنه لأمر يبعث على الحيرة والسخرية أن يصنع العلم من الناس وحوشاً بعد أن كان قد حولهم من وحوش إلى بشر. أي بؤس هذا الذي يحيط بالمدنية ؟ ، هل المدنية مريضة ؟ ، هل إن قواعدها هشة من الأساس ؟ ، هل هي المعبود الذي يهلك مريدي أم إنها عاجزة عن المقاومة إزاء الخصال الرذيلة للإنسان» ؟.
«هل إن هذه الخصال هي مصدر كل هذه الهزائم والأمراض العالمية ؟ ، هل من الممكن أن يكون كل ما يتعرض له الإنسان هو نتيجة عمله ؟ ، العلم يجيب على هذه الأسئلة ، ولكنه ليس سوى غلام. ماذا كان يحصل لو أننا استفدنا من هذا الغلام المطيع أي العلم خير استفادة ؟ ، ماذا كان يحدث لو أننا استعنا به وفي ظل نوره وهديه لراحة المجتمعات وسعادة البشر بدل أن نستغله في صنع المدفع والبندقية»(6)؟.
__________________________
(1) الكافي 2 ، ص164.
(2) مكارم الأخلاق، ص 71.
(3) الكافي2، م163.
(4) ارشاد المفيد، ص143.
(5) روضة الكافي ، ص 153.
(6) إعجاز التحليل النفسي، ص10.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|