المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الوسائل الوقائية في مواجهة الطعون الكيدية
14/10/2022
Ethidium Bromide
5-5-2016
أمثلـة وحـالات تطـبيـقـية وأسئـلـة اختبار عن الـ ACPA
2023-09-25
Error Propagation
11-2-2021
الأسس النظرية لجغرافية التجارة الدولية
13-1-2016
موعد زراعة السمسم
27-2-2017


المسلم والواجب الإنساني  
  
1003   01:16 صباحاً   التاريخ: 2023-09-26
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص403ــ406
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

تؤكد الروايات الإسلامية أن المسلم الحقيقي هو الذي يضع في لائحة برنامجه اليومي حب الناس وإسداء الخدمة لهم ، ويعمل بهذا الواجب الإنساني والأخلاقي ضمن حدود قدرته .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم(1).

وقال (صلى الله عليه وآله) ايضاً: ليس بمؤمن من بات شبعاناً وجاره طاوياً(2).

وقال (صلى الله عليه وآله) ايضاً : من اصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم(3).

وقال امير المؤمنين علي (عليه السلام): المؤمن من نفسه في تعب والناس منه في راحة(4).

وقال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) :يا بني افعل الخير إلى كل من طلبه منك، فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله(5).

حب الغير والتعايش:

إن حب الغير والتودد لهم الذي يعتبر رمزاً للسمو النفسي والنضج الأخلاقي كان موضع اهتمام الأنبياء والرسل والعقلاء من الناس في جميع العصور، حيث كان يعتبر شرطاً ضرورياً في حياة الإنسان. ولكن وجود هذه الخصلة الحميدة في نفس الإنسان بات أكثر ضرورة اليوم من أجل استتباب الأمن والسلام والتعايش بين الناس في عصرنا الحالي.

لقد بات الإنسان في هذا العصر يملك قدرة كبيرة وطاقة عظيمة نتيجة التقدم العلمي والتطور الصناعي ، وفي مثل هذه الظروف إذا سعى الإنسان إلى دعم خصلة حب الغير في نفسه فإنه لا شك سيستفيد من القدرة والطاقة التي تحدثنا عنها في مجراها الصحيح من أجل تحسين أوضاعه الحياتية ، ويستثمرها لصالح الإنسانية ويحقق للناس راحتهم ورفاهيتهم ، وبذلك تنعم المجتمعات بالسلام ويسودها جو من المودة والألفة والأخوة والتعاون والمواساة .

وعلى النقيض من ذلك إذا ركز الإنسان في ظل التقدم العلمي والتطور الصناعي على حب الذات وإشباع الشهوات وعمل على تقوية هذه الغريزة في نفسه ولم يهتم بحب الغير ولم يبال للخصال الإنسانية ، فإنه سيعود على البشرية بالويلات ، حيث ستصحو في أعماقه غريزة حب السلطة وعبادة الذات ، وتتمرد أهواؤه النفسية، وتصبح الطاقة التي اكتسبها من العلم والصناعة وسيلة لإشباع غرائزه وشهواته فيظلم ويعتدي ويدمر ويسفك الدماء ويفسد في الأرض ، فيكتسب صفة الوحشية ، ويبدأ القوي بالإجهاز على الضعيف، وتسود المجتمع حالة من العداء والحقد والفساد والضياع .

أوضاع العالم اليوم:

«إن العلم غلام مطيع . فهو كقائد عسكري بإمكانه أن يقضي على العالم ، وكطبيب بإمكانه أن يعالج المرضى وينقذهم من الموت ، إن بمقدوره أن يطلق حمم المدافع أو أن يخفض من حرارة الحمى ، يبني جسوراً عظيمة أو يدمر جسوراً قائمة. والإنسان في ظل العلم قادر على تأمين راحته وسعادته أو أن يحرم منهما. وهذا الغلام المطيع يستطيع حتى القضاء على سيده . ومن المؤسف جداً أن هذا الإحتمال يبدو منطقياً من جميع جهاته ، ولكن متى ما شاء السيد فإن بإمكان غلامه إنقاذه من كل عذاب وسقاء» .

«مان المسلم به أن الأوضاع السائدة في العال ليست على ما مرام الناس أو حسب تمنياتهم ، فهي تعج بالعداء والحقد والمجازر والفشل والمجاعة والدمار واليأس والخوف والحزن ، ونحن نستصرخ غلامنا أن يزيد من هذه البلايا يوما بعد يوم» .

«حقاً إنه لأمر يبعث على الحيرة والسخرية أن يصنع العلم من الناس وحوشاً بعد أن كان قد حولهم من وحوش إلى بشر. أي بؤس هذا الذي يحيط بالمدنية ؟ ، هل المدنية مريضة ؟ ، هل إن قواعدها هشة من الأساس ؟ ، هل هي المعبود الذي يهلك مريدي أم إنها عاجزة عن المقاومة إزاء الخصال الرذيلة للإنسان» ؟.

«هل إن هذه الخصال هي مصدر كل هذه الهزائم والأمراض العالمية ؟ ، هل من الممكن أن يكون كل ما يتعرض له الإنسان هو نتيجة عمله ؟ ، العلم يجيب على هذه الأسئلة ، ولكنه ليس سوى غلام. ماذا كان يحصل لو أننا استفدنا من هذا الغلام المطيع أي العلم خير استفادة ؟ ، ماذا كان يحدث لو أننا استعنا به وفي ظل نوره وهديه لراحة المجتمعات وسعادة البشر بدل أن نستغله في صنع المدفع والبندقية»(6)؟.

__________________________

(1) الكافي 2 ، ص164.

(2) مكارم الأخلاق، ص 71.

(3) الكافي2، م163.

(4) ارشاد المفيد، ص143.

(5) روضة الكافي ، ص 153.

(6) إعجاز التحليل النفسي، ص10. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.