المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

جمع محصول الجوز
2023-11-16
الموطن الأصلي والوصف النباتي للمانجو
2023-12-22
اشتراط البلوغ والعقل والحرية في وجوب زكاة الفطرة
26-11-2015
Possession Preposition
31-5-2021
حالة فرض الجنسية الأصلية العراقية على أساس حق الإقليم وحده
2-12-2021
Fructosemia
20-5-2018


أخبار الصادق (عليه السلام) مع دعاة بني العباس  
  
3598   06:49 مساءً   التاريخ: 16-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص515-516
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

في أمالي المرتضى روي أن دعاة خراسان صاروا إلى أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فقالوا له أردنا ولد محمد بن علي فقال أولئك بالسراة ولست بصاحبكم فقالوا لو أراد الله بنا خيرا كنت صاحبنا فقال المنصور بعد ذلك لأبي عبد الله أردت الخروج علينا فقال نحن ندل عليكم في دولة غيركم فكيف نخرج عليكم في دولتكم .

و في عمدة الطالب : لما قدم أبو العباس السفاح وأهله سرا على أبي سلمة الخلال الكوفي ستر أمرهم وعزم أن يجعلها شورى بين ولد علي والعباس حتى يختاروا هم من أرادوا ثم قال أخاف أن لا يتفقوا ثم عزم أن يعزل الأمر إلى ولد علي من الحسن والحسين فكتب إلى ثلاثة نفر منهم ، جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، وعمر بن علي بن الحسين ، وعبد الله ابن الحسن بن الحسن ، فبدأ الرسول بجعفر بن محمد فلقيه ليلا وأعلمه أن معه كتابا إليه من أبي سلمة فقال وما أنا وأبو سلمة هو شيعة لغيري فقال تقرأ الكتاب وتجيب عليه بما رأيت فقال جعفر لخادمه قدم مني السراج فقدمه فوضع عليه كتاب أبي سلمة فاحرقه فقال أ لا تجيبه فقال قد رأيت الجواب ، فخرج من عنده وأتى عبد الله بن الحسن المثنى فقبل كتابه وركب إلى جعفر بن محمد فقال أي أمر جاء بك يا أبا محمد لو أعلمتني لجئتك فقال أمر يجل عن الوصف قال وما هو يا أبا محمد قال هذا كتاب أبي سلمة يدعوني للأمر ويرى أني أحق الناس به وقد جاءته شيعتنا من خراسان فقال له جعفر الصادق (عليه السلام) ومتى صاروا شيعتك ؟ أ أنت وجهت أبا مسلم إلى خراسان وأمرته بلبس السواد ؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه ونسبه كيف يكونون من شيعتك وأنت لا تعرفهم ولا يعرفونك ؟ فقال له عبد الله إن كان هذا الكلام منك لشئ فقال جعفر قد علم الله أني أوجب على نفسي النصح لكل مسلم فكيف أدخره عنك فلا تمنين نفسك الأباطيل فان هذه الدولة  ستتم لهؤلاء القوم وقد جاءني مثل ما جاءك ؛ فانصرف غير راض بما قاله .

وأما عمر بن علي بن الحسين فرد الكاتب وقال ما أعرف كاتبه فأجيبه ؛ فهذا الذي صدر من الصادق (عليه السلام) يدل على عظم قدره وإصابة رأيه على الأقل وعلى قصور نظر عبد الله في اغتراره بذلك وعدم قبوله النصح من الصادق واتهامه إياه بعد ما أقام له الحجة الواضحة على صحة ما أشار به ، ولله أمر هو بالغه .

وفي قوله لو أعلمتني لجئتك دليل على كرم أخلاقه ومحافظته على حق الرحم مع مزاحمة عبد الله له فيما ليس له باهل ، وايصائه إلى خمسة أحدهم المنصور الباقون محمد بن سليمان والي المدينة وولداه  عبد الله وموسى وحميدة جاريته أدل دليل على بعد نظره بتخليص وصيه  لحقيقي من القتل باشراكه في الوصية مع جماعة أحدهم فرعون بني العباس .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.