المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16679 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


سيرة النبي في تدوين القرآن  
  
1355   11:29 صباحاً   التاريخ: 2023-07-22
المؤلف : السيد مرتضى جمال الدين
الكتاب أو المصدر : الأصول المنهجية للتفسير الموضوعي
الجزء والصفحة : ص45 - 50
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / جمع وتدوين القرآن /

لقد شجع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) على محو الأمية بتعليم القرآن، وقصة فداء أسرى بدر لتعليم القراءة والكتابة مشهورة[1]. ويعد رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم )  أول من قام بمحو الأمية في الجزيرة العربية، واتخذ رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم )  من أصحابه كُتاباً للوحي[2].

وقد عرفنا في مصطلح القراءة وكيفيتها في عصره(صلى الله عليه واله وسلم )  أنه كان يعلمهم عشر آيات فلا يتجاوزها حتى يعلموا العلم والعمل بها. والسؤال الذي يطرح نفسه هل كانوا يدونون تفسير القرآن مع القرآن أم لا؟ وهذا ما سنعرفه من خلال مصاحف الصحابة فقد كانوا يثبتون ما يُبينهُ الرسول الأكرم عند نزول الوحي من توضيحات تفسيرية تدل على وجود بذرة التفسير في عصر الرسول(صلى الله عليه واله وسلم ). وقد سجلها السجستاني في كتابه المصاحف وقد أشتهر عن أمير المؤمنين(عليه السلام )  قولهُ في أكثر من مناسبة: (ما أنزلت آية على رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم )  إلا أقرأنياها وأملاها عليَّ فأكتبها بخطي، وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا الله لي أن يُعلمني فهمها وحفظها ما نسيت آية من كتاب الله ولا علماً أملاهُ عليَّ منذ دعا لي ما دعا[3] فقد أثبت القرآن وتفسيرهُ ثمة دليل آخرغير مباشر يدل على وجود التفسير في عصر الرسول(صلى الله عليه واله وسلم )  ما تظافر عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم )  قولهُ: (من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعدهُ من النار)[4] هذه المقولة تكشف عن ظهور حالة خطيرة من المنافقين وهي محاولة لتحريف معاني القرآن في زمن الرسول وهذه ردةُ الفعل – من المنافقين – لا تأتي إلا إذا كانت هناك حملة تفسيرية رائجة تفصح عن حقائق الأمور وتفضح سرائر المنافقين. والرسول(صلى الله عليه واله وسلم )  يدافع عن التفسير الصحيح بردعه عن التفسير المزيف (التفسير بالرأي).

ثمة دليل تاريخي مهم يُدعم قولنا بأن التدوين كان (للقرآن وتفسيره) ما أشتهر في عصر الخلفاء من تجريد القرآن من أحاديث رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم )  مما يدل على وجود الأحاديث المفسرة بشكل واضح. فقد ذكر الطبري في سيرة عمر: (أنه إذا استعمل العمال خرج معهم ليشيعهم فيقول: جردوا القرآن، وأقلوا الرواية عن محمد وأنا شريككم)[5]. ومن ذلك أستظهر العسكري: أن قول عمر (جردوا القرآن عن حديث عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم )  يدل على أنه لدى الصحابة إلى ذلك العصر مصاحف كُتب فيها القرآن والحديث المفسّر للقرآن عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ).[6]

ثالثاً: سنة النبي(صلى الله عليه واله وسلم ) :

ويمكن تصنيفها من جهة دورها في إيضاح النص القرآني إلى صنفين:

الصنف الأول:

 الأحاديث الدالة على فضل تعلم القرآن في الدنيا والآخرة مما أعطى ثقافة واسعة الإنتشار للإهتمام بالقرآن وحفز جيل الصحابة بأن يضطلعوا بمهامهم كونهم الرعيل الأول الذي يحمل نور العلم إلى الأجيال اللاحقة، فقد ذكر الطوسي بسندهِ عن أمير المؤمنين عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ) : (خياركم من تعلم القرآن وعلمه)[7] يقول البغوي هذا حديث صحيح أخرجه البخاري[8]. وامتدح(صلى الله عليه واله وسلم )  حملة القرآن قائلاً: (أشرف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل)[9]. وقال(صلى الله عليه واله وسلم ): (ما أجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونهُ بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة)[10]. ومصطلح الدراسة ذكر في القرآن قال تعالى:{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُون}[11]فقد شجع النبي(صلى الله عليه واله وسلم )  على تدارسه وتداوله في حلقات العلم.

الصنف الثاني: من السنة النبوية:

 ومن خلال الأحاديث النبوية المفسّرة للقرآن نستطيع تصنيفها إلى ما يلي:

1. مجموعة الأحاديث التي صدرت عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم )  التي تصف القواعد والأصول المنهجية لتفسير القرآن، وهي تُبين بعض المصطلحات القرآنية الخاصة بعملية التفسير فقد روى المتقي الهندي عن طريق ابن النجار عن علي عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم )  قال في خطبةٍ له: (أيها الناس قد بيّن الله لكم في محكم كتابه ما أحل لكم وما حرم عليكم فأحلوا حلاله وحرموا حرامهُ، وآمنوا بمتشابهه وأعملوا بمحكمهِ واعتبروا بأمثالهِ) ([12]) فقد ذكر هذا الحديث خمسة مصطلحات: المحكم والمتشابه والحلال والحرام والأمثال وبين(صلى الله عليه واله وسلم )  كيفية التعامل معها.

وقال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ): (من أفتى بالمقاييس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناسَ وهو لا يعرف الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك)[13]. وهنا رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم )  يؤكد على الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه مؤسساً للمفاهيم القرآنية التي لها دخل في الإستنباط (الفتوى) إذ لولاها لوقع الناس في شباك القياس المنهي عنه حسب سياق الحديث.

2. تفسير القرآن بالقرآن: فقد فسّر(صلى الله عليه واله وسلم )  الظلم بالشرك في قوله تعالى:{{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون}[14] حيث قال بعض أصحابه عند نزول هذه الآية: وأينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال(صلى الله عليه واله وسلم ): إنه ليس بذلك ألا تسمع قول لقمان لإبنه{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[15].[16]

بعض الروايات التفسيرية تورد كيف أن النبي(صلى الله عليه واله وسلم )  فسر القرآن بالقرآن من خلال الآية تفسرها الآية وأحياناً كثيرة الرسول(صلى الله عليه واله وسلم )  يفسر القرآن بنفس الطريقة إلا أنه لا يذكر الآية المفسرة، ولنذكر مثالاً: أخرج الترمذي وأحمد وحسنه ابن حيان في جامعه. عن عدي بن حيان قال: قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ): (إن المغضوب عليهم هم اليهود، وإن الضالين هم النصارى)[17] وهذا الحديث مشهور في كتب التفسير عند المسلمين ولو أمعنا النظر فيه لوجدناه ضرباً من تفسير القرآن بالقرآن وما علينا إلا أن نجد الآيات المفسرة لهذه الآية. وعندما نرجع إلى المعجم المفهرس مادة غضب نجد ما يقارب من خمس آيات تصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم منها {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ}[18]، إ{ِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ}[19]. وأما الضالين فعندما نرجع إلى مادة (ضلال) نجد قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل ِ}[20]. وهم النصارى وقد غَلوَا في دينهم فكانوا ضالين، وقد ورد ذلك أيضاً عن الإمام علي(عليه السلام).

3. تفسير الآية بالمصداق الخارجي: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}[21] قال: هم الخوارج لأن الخوارج تأولوا القرآن على غير تأويله وهنا تظهر قدرة النبي على الإستنطاق المستقبلي للنص. وهذا من باب تأويله بعد تنزيله و كذلك أخرج الحاكم وأحمد والترمذي: وابن حيان وابي سعيد قال: قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ): إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان قال الله:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[22] فقد وصف الذي يعمر المساجد بأنه مؤمن وهكذا.

4.تفسير القرآن بالسنة النبوية: من الأحاديث التي تبين (أسباب النزول) وهي تفيد القرينة الحالية الموضحة للنص القرآني والمؤولة فيه.

وأحياناً ترد في القرآن تشريعات كلية لا تفصيل فيها ولا بيان ولا شرائط مثل قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} فجاءت السنة مبينة أجزاءها وشرائطها وأركانها وموانعها.

 


[1] مسند أحمد بن حنبل 1/247، السيرة الحلبية 2/193، طبقات ابن سعد، القسم الأول ج2 ص14.

[2] الزرقاني، مناهل العرفان 1/239، محمد هادي معرفة، تلخيص التمهيد 1/127-129.

[3] الحسكاني، شواهد التنزيل 1/33، حلية الأولياء 1/67-68، طبقات ابن سعد 2/338، تاريخ ابن عساكر 2/21

[4] تفسير الطبري 1/41، تفسير العياشي 1/22، تفسير البرهان 1/47.

[5] تاريخ الطبري 4/204 دار المعارف بمصر 1963، طبقات ابن سعد 6/7، كنز العمال 2/183، سنن الدارمي 1/85، سنن إبن ماجة 1/12 في المقدمة تذكرة الحفاظ 1/7، المستدرك للحاكم 1/102.

[6] مرتضى العسكري، القرآن وروايات المدرستين 2/414.

[7] أمالي الطوسي 1/367.

[8] البغوي، معالم التنزيل 1/32.

[9] أمالي الطوسي 1/5، البحار 89/178.

[10] المتقي الهندي، كنز العمال ح 2320.

[11] آل عمران /79.

[12] المتقي الهندي، كنز العمال 16/138 ح 44169.

[13] تفسير القرطبي 1/39، كنز العمال ح 4213، مجمع الزوائد 1/165، البحار 92/106.

[14] الأنعام /82.

[15] لقمان /13.

[16] صحيح البخاري 6/143-144.

[17] السيوطي، الإتقان 4/205، ظ: الطبرسي، مجمع البيان 1/38.

[18] سورة البقرة /61.

[19] الأعراف /152.

[20] المائدة /77.

[21] آل عمران /7.

[22] السيوطي، الإتقان 4/208.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .