أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-23
1959
التاريخ: 2023-04-06
1292
التاريخ: 2023-06-12
1497
التاريخ: 2023-06-08
1453
|
روي أنّ ذا القرنين عندما وصل إلى مشارف بلاد يأجوج ومأجوج استقبلته الأمم المجاورة لبلادهم بكل حفاوة واحترام، وعندما رأوا من أسباب القوة التي كان يتمتع بها ذو القرنين أجمعوا أمرهم على أن يستغيثوا به من شر يأجوج ومأجوج فقالوا له: يا ذا القرنين إنه قد بلغنا ما آتاك الله من الملك والسلطان والقوة، وما أيدك به من جنود أهل الأرض ومن النور والظلمة، ونحن جيران يأجوج ومأجوج، وهم خلف هذين الجبلين وهم مفسدون في الأرض، وليس لهم طريق إلينا إلا من هذين الجبلين وهم خلق كثير فيهم مشابهة للأنس لا يعلم عددهم إلا الله، وليست تمر بنا سنة منذ جاورناهم إلا ونحن نتوقع أن تطلع علينا أوائلهم من هذين الجبلين، ولو مالو علينا لأجلونا من بلادنا، ونحن لا نقدر على دفع عاديتهم، أو صد هجومهم فهل نجعل لك خرجاً من أموالنا نؤده إليك في كل عام على أن تجعل بيننا وبينهم سداً؟ فقال لهم ذو القرنين: لا حاجة بي إلى أموالكم، فإنّ الله أعطاني من المكنة ما لا حاجة معها إلى نقودكم، ولكن ساعدوني بالآلة والرجال حتى أجعل بينكم وبينهم سداً يقيكم بأسهم (1). وعندما استجاب ذو القرنين لطلب هؤلاء الأمم، قام بالتخطيط والإعداد لبناء هذا السد فروي أن أول عمل قام به ذو القرنين في هذا الصدد هو قياس المسافة الفاصلة ما بين الجبلين، ثم أمر العمال بحفر أساس عميق لإقامة السد عليه، فقام العمال بحفر الأساس حتى بلغ الحفر إلى الماء وعندما انتهى العمال من حفر الأساس، أمرهم ذو القرنين بأن يأتوه بزبر الحديد، ويطرحوه في الأساس المحفور حتى يسدوا به ما بين الجبلين فقام العمال بما أمرهم ذو القرنين بأن يجعلوا قطع الحديد الكبيرة بعضها فوق بعض ويتخللها الحطب والوقود حتى بلغ ارتفاع تراكم قطع الحديد قمم الجبلين، ثم وضعت المنافيخ الضخمة على مواضع من السد الحديدي، ثم أمر العمال أن ينفخوا بالنار على قطع الحديد المتراكمة فيما بين الجبلين، فنفخوا فيها حتى صار الحديد مثل النار ثم أمرهم بأن يصب القطر وهو النحاس على الحديد المتوهج، فاختلط به والتصق بعضه ببعض وصار كله كتلة واحدة وأصبح سداً حديدياً صلداً(2). وفي رواية الشعبي: أنّ ذا القرنين أمر بالحديد فأذيب، واتخذ منه لبناً عظاماً وأذاب النحاس، واتخذه ملاطاً لذلك اللبن، وبنى به الفج الذي كان يدخل منه يأجوج ومأجوج، فسواه مع قلتي الجبل (3). وفي رواية: أنّ ذا القرنين جعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج باباً من نحاس وحديد فحال بينهم وبين الخروج (4) وعلى هذا يعتبر ذو القرنين أول إنسان بني سداً من حديد على وجه الكرة الأرضية (5) والله العالم. سؤال: عندما أمر ذو القرنين العمال بأن ينفخوا بالمنافيخ على قطع الحديد الضخمة لابد وأن تنبعث من هذا الحديد المشتعل حرارة شديدة لا يمكن للبشر أن يتحملها فكيف حافظ العمال على سلامتهم من هذه الحرارة المنبعثة من الحديد المشتعل؟ أقول: لهذا السؤال عدة أجوبة منها: ما احتمله بعض العلماء أن الله تبارك وتعالى صرف تأثير تلك الحرارة الشديدة المنبعثة من الحديد المشتعل عن أبدان العمال على نحو المعجزة كما صرفها عن نبينا إبراهيم الخليل (عليه السلام). ومنها: أن العمال استخدموا أدوات وأساليب خاصة تقيهم حرارة النار كما في أيامنا هذه حيث يستعمل عمال الأفران الحرارية ملابس خاصة تمنع من وصول الحرارة إلى أجسامهم. ومنها: يحتمل أن يكون العمال بعيدين عن موقع اشتعال الحديد لمسافة بحيث لا تؤثر فيهم الحرارة المنبعثة من الحديد المشتعل، والله العالم. مساحة السد: لقد اختلفت المصادر في مساحة السد الذي بناه ذو القرنين فبعضهم يرى أنّ ارتفاع السد يبلغ مائتي ذراع، وعرضه خمسون ذراعاً، وطوله فرسخ (6). والبعض الآخر يرى أنّ ارتفاع السد يبلغ مائتي ذراع وخمسين ذراعاً، وطوله مائة فرسخ، وعرضه خمسون فرسخاً (7). وروي أن طول السد يبلغ مائة فرسخ (8). أقول: إنّ أرقام مساحة السد التي ذكرها المؤرخون فيها شيء من المبالغة ولست أدري كيف تم لهم قياس مساحة السد؟ والله عالم بحقائق الأمور.
.......................................................
1- القصد والأمم: ص ،39، وآثار البلاد: ص 596، وتفسير العياشي: ج2، ص 342، والدر المنثور: ج4، ص 243، واخبار الدول: ج1، ص 453، ودستور العلماء: ج3، ص 480.
2- الكشاف: ج2، ص 499 وغرائب القرآن ج 2، ص 500، وبحار الأنوار: ج 12، ص 179.
3- آثار البلاد: ص 596.
4 - بحار الأنوار: ج 12، ص 178.
5- بحار الأنوار: ج 12، ص 199.
6- تاريخ الخميس: ج 1 ص 103 مجمع البحرين: ج 6، ص 495، روح المعاني: ج 16، ص 41.
7- أخبار الدول: ج 1، ص 230
8- الكشاف: ج 2، ص 499، وأخبار البلاد ص 596، وغرائب القرآن: ج 2، ص 500، والفرسخ ثلاثة أميال أي ما يساوي خمسة كيلومترات ونصف الكيلو تقريباً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|