أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2019
2039
التاريخ: 2-5-2017
5070
التاريخ: 10-9-2016
7577
التاريخ: 20-8-2020
1971
|
كان شعب الأويغور أحد قبائل التتار، وكانوا في البداية يستوطنون الحوض الأعلى لنهر أرقون علی رافد نهر آمور وسفوح جبال قرا قروم (يابلونوي حالياً)، وكانوا يعيشون على الترحال والبداوة كسائر عشائر المغول. وفي أواسط القرن الثاني الهجري، هاجرت جماعة منهم إلى حدود تركستان واستقرت في وادي نهر تأريم الخصيب وانتزعوا تلك المنطقة من أيدي التخاريين وهم قوم آريون ولهم حضارتهم ولغتهم الخاصة، وأقاموا لأنفسهم دولة ذات شأن في تركستان الشرقية تضم مدن تورفان وكوجا وبيش باليغ وبرقول وقره شهر وآلماليغ (كولجاي الحالية)، واتخذوا من بيش باليغ (ومعناها الأحياء الخمسة) عاصمة لهم، وهي المدينة نفسها التي تعرف حالياً باسم أرومجي وتقع إلى الجنوب من صحراء دز ونجاري والسفوح الشرقية لجبال تيانشان. وبعد انتزاع الأويغور لبلاد تركستان الشرقية اختلطوا مع التخاريين وأدى اختلاطهم معهم إلى نشأة جنس جديد ساد تلك النواحي لمدة أربعة قرون وإلى قيام واحدة من أهم حضارات العصور الوسطي. ونظراً لسكنى الأويغور في منطقة كانت معبراً لعامة شعوب آسيا المتحـضـرة فـي العـصـور الوسطى، فقد أصبحوا بمثابة حلقة وصل بين الفرس والصينيين والهنود؛ ولما كانوا هم أنفسهم ورثة الشعب الآري المتحضر، فقد صاروا جنساً كالتخاريين؛ فتعرفوا على منجزات الشعوب ذات وفي سنة 143هـ اعتنق خانهم الديانة المانوية وتبعه الكثير من أتباعه في اعتناق هذه الديانة. وكان دخول المبشرين المسيحيين من إيران إلى تلك البلاد سبباً في انتشار أحد أنماط الخط السرياني بين المسيحيين الأويغور وبدأوا تدريجياً في تدوين لهجتهم التركية بذلك الخط الذي أصبح يُعرف بالخط الأويغوري، وكان هذا هو السبيل الذي اتخذه المبشرون المسيحيون في الدعوة بين قبائل النايمان واستمالتهم إلى المسيحية. وفي أواسط القرن الثاني الهجري، أصبحت للأويغور قوة فائقة ففتحوا المناطق المحيطة بأنهار سلنجا وأُرخُن وكيرولين أي بلاد منغوليا الشمالية ونقلوا عاصمتهم إلى مدينة قره بلغاسون التي تحولت فيما بعد إلى قرا قروم عاصمة جنكيز خان ودانت لهم منغوليا كلها لمدة قرن من الزمان وكان أباطرة الصين كثيراً ما يستمدون العون منهم. إلا أن القرغيز الذين كانوا يستوطنون الجزء الغربي من سيبيريا طردوهم من قره بلغاسون في سنة 226 واستولوا على منطقة أُرخُن، وعادت دولة الأويغور إلى حدودها الأولى. وكان شعب الأويغور إبان سيطرتهم على تركستان الشرقية والواحات الداخلية بصحراء جوبي الوسطى قد هجروا تلك المنطقة التي كانت قديماً موطناً للتخاريين الآريين تدريجياً. وعلى الرغم من غلبة حضارة أربي آسيا الغربية فقد زال شعب التخاريين وحل محلهم الأويغور الذين يعدون أول طائفة من الترك صفر الوجوه تتعرف على الحضارة. وقد ثبت من الآثار التي تم العثور عليها حديثاً في مختلف مدن صحراء جوبي وتركستان الشرقية، خاصةً، تورفان أن حضارة شعب الأويغور كانت حضارة آريه خالصة، ولم يتم العثور على الكثير من آثار الحضارة الصينية فيها وكان زيهم ورسومهم مقتبسة من الفرس، وهو ما يدل على أن اتصال الأويغور بجيرانهم من الآريين غرب بلادهم كان أكبر من اتصالهم بالصينيين وكان مما عزز من نفوذ الحضارة الإيرانية بين شعب الأويغور اعتناق جماعة منهم للديانة المانوية. وكان المانوية كما نعلم قوماً مرهفي الحس ومحبين للفنون والجمال، وكان لهم طراز خاص في التصوير كان منشؤه التصوير الفارسي في العصر الساساني. فقد اقتبس الأويغور هذا الفن من معلميهم الفرس وزينوا كتبهم وآثارهم وعمائرهم الدينية بهذا الطراز من التصوير. وقد وجد هذا الطراز التصويري الأويغوري الذي تم الكشف مؤخراً عن آثار عديدة منه طريقه إلى الصين بـعـد استيلاء المغول على تركستان الشرقية. وفي الصين، طرأت على هذا الفن بعض التغييرات، وهو الطراز نفسه الذي عاد إلى إيران من جديد بعد اجتياح المغول لإيران ونبع منه فن التصوير والتذهيب المغولي والتيموري والصفوي. كان شعب الأويغور يدين بالمسيحية والبوذية والمانوية كما أشرنا ولم يعرف الإسلام طريقه إليهم. وكان أول قوم يعتنقون الإسلام من بين شعوب الترك في شرق سمرقند وسيحون هم طائفة القرلق الذين كانوا في البداية يستوطنون المنطقة المحيطة بجبال تار، باجاتاي، وهم الطائفة نفسها التي كانت قبل دخول الإسلام قد ساعدت الأويغور على فتح منطقة أُرخُن ومنغوليا الشمالية، وأنزلت بإمبراطور الصين هزيمة نكراء في سنة 134هـ واستولت على ولايات كاشغر ويارقند وأقاموا سهم دولة ودخلوا الإسلام في القرن الثالث الهجري وصاروا جيراناً للدولتين السامانـيـة لانفي والغزنوية. سبق أن أشرنا إلى أن الجورخان القراخطائي المعاصر للسلطان محمد خوارزمشاه استولى على ما وراء النهر من ملوك الخانية وولى عثمان خان سلطان السلاطين حاكماً عليها وفي السنة نفسها أخضع بلاد الأويغور وأرسل عاملاً له عليها. واتخذ عامله سبيل الظلم والقهر ونفر الناس من حكم القراخطائيين. وما إن وصلت أنباء زحف جنكيز خان إلى أسماع ملك الأويغور حتى قتل عامل الجورخان وأرسل المبعوثين إلى خان المغول بقبوله طاعته وصار منذ ذلك الوقت من رفاق جنكيز. وكان الأويغور كما سبقت الإشارة أيضاً يدونون كتاباتهم بالخط الأويغوري وكانت لهم دفاتر ودواوين تكتب بهذا الخط. وأدى اختلاطهم بالمغول إلى انتشار هذا الخط بين أتباع جنكيز خان، ومنذ ذلك الوقت أخذ كتاب المغول ومنشؤهم في تعلم الخط الأويغوري ودونوا به كتابات المغول.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|