المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الإمام العسكري ( عليه السّلام ) قيادة العلماء الأمناء على حلاله وحرامه  
  
1346   02:19 صباحاً   التاريخ: 2023-05-17
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص168- 170
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / قضايا عامة /

إن مرجعية العلماء وقيادتهم للشيعة بعد الغيبة الكبرى التي ابتدأت عام ( 329 ه ) بوفاة الوكيل الرابع[1] للإمام المهدي ( عليه السّلام ) كانت تأسيسا حيويّا من قبل الأئمة المعصومين ( عليهم السّلام ) وبأمر من اللّه ورسوله ، فهم الذين أمروا الشيعة بالرجوع إلى العلماء الفقهاء الذين تربّوا في مدرستهم الرسالية لأخذ معالم دينهم عنهم ، وهذا المفهوم قد أعطاه الإمام الصادق ( عليه السّلام ) صبغته التشريعية بقوله ( عليه السّلام ) :

« ينظر من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا ، فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه ، فإنما استخفّ بحكم اللّه وعلينا ردّ ، والرادّ علينا رادّ على اللّه وهو على حدّ الشرك باللّه »[2].

وقد استمرّ الأئمة ( عليهم السّلام ) على هذا النهج وقاموا لتحقيق هذه المهمّة بتربية الفقهاء الامناء على المنهج العلمي السليم الذي رسموا معالمه وتفاصيله بالتدريج ، وتواصلت جهودهم رغم كل الظروف العصيبة بعد عصر الإمام الصادق ( عليه السّلام ) .

ثم كان للخطوات التي اتخذها الإمام الهادي ( عليه السّلام ) الدور البارز في إعطاء الصيغة الاجتماعية الكاملة لمرجعية العلماء ، فقد قال ( عليه السّلام ) : لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم ( عليه السّلام ) من العلماء الداعين إليه والدالّين عليه ، والذابّين عن دينه بحجج اللّه ، والمنقذين لضعفاء عباد اللّه من شباك إبليس ومردته ، ومن فخاخ النواصب ، لما بقي أحد إلّا ارتدّ عن دين اللّه ، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء شيعتنا كما يمسك صاحب السفينة سكّانها ، أولئك هم الأفضلون عند اللّه عز وجل[3].

إن الأساس والمرتكز الذي تقوم عليه فكرة ارجاع الامّة إلى الفقهاء العدول هو : « أن الأجيال المسلمة تحتاج باستمرار إلى المرشد والموجه والمفكّر المدّبر كي يعطيهم تعاليم دينهم ويرتفع بمستوى إيمانهم وعقيدتهم ويشرح لهم اسلامهم ويوجههم في سلوكهم إلى العدل والصلاح ورضا اللّه عز وجل »[4].

ووفقا لذلك كان ما اتخذه الإمام العسكري ( عليه السّلام ) من مواقف ايجابية بالنسبة للعلماء ورواة الحديث الثقاة المأمونين على حلال اللّه وحرامه وإرجاع شيعته إليهم يعتبر تمهيدا اساسيّا لعصر الغيبة ، وتأكيدا لفكرة المرجعية الشاملة إلى جانب نظام الوكلاء الثقاة المأمونين من شيعته والذي كان من مهامّه إرجاع عامة الطائفة إلى العلماء منهم .

كما كان احتجابه عن الشيعة واتخاذ المراسلات والتواقيع الخارجة عنه سبيلا آخر للتمهيد أيضا - كما عرفت - فقد جاء عنه ( عليه السّلام ) في العمري وابنه محمد : العمري وابنه ثقتان فما أدّيا إليك فعني يؤديان وما قالا فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان[5].

وممّا يدل على أن الإمام العسكري ( عليه السّلام ) كان يوجّه القواعد الشعبية للرجوع إلى الفقهاء وتقليدهم وأخذ معالم دينهم عنهم ما جاء عنه ( عليه السّلام ) :

« فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه »[6].

وبهذه الخطوات أكمل الإمام العسكري ( عليه السّلام ) الدور الموكل إليه والمناط به في هذه المرحلة المهمة من تأريخ الرسالة الاسلامية ، فقد أنشأ مدرسة علمية لها الدور الأكبر في حفظ تراث أهل البيت الرسالي ومبادئ الإسلام أوّلا ، ومن ثم كان لها الأثر الكبير في نشر فكرة الغيبة وتهيئته الذهنية العامة لتقبّلها ثانيا ، كما كان لها مساهمة فعّالة في توجيه شيعة الإمام ( عليه السّلام ) بالرجوع إلى الفقهاء الذين هم حصن الإسلام الواقي للمسلمين من الأعداء ثالثا .

وبعد الغيبة الكبرى ظهرت الآثار الايجابية لمدرسة الإمام العسكري ( عليه السّلام ) وتعاليمه ووصاياه في التزام الشيعة وأتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) بخط المرجعية الرشيدة .

ويعدّ مبدأ الاجتهاد والتقليد عند الإمامية مظهرا لواقعية هذا المذهب في قدرته على الحفاظ على روح التشريع وحيويّة الرسالة الإسلامية بعد غيبة الإمام المعصوم ( عليه السّلام ) وإلى اليوم الذي يملأ اللّه به الأرض عدلا وقسطا بعد ما تملأ جورا وظلما .

 

[1] علي بن محمد السمري ، يراجع كشف الغمة : 3 / 207 .

[2] الكافي : 1 / 54 ح 10 و 7 / 412 ح 5 والتهذيب : 6 / 218 ح 514 و 301 ح 845 وعنهما في وسائل الشيعة :27 / 136 ح 1 ب 11 .

[3] الاحتجاج : 2 / 260 .

[4] الغيبة الصغرى للصدر : 219 .

[5] الغيبة الصغرى : 219 .

[6] تفسير الإمام العسكري : 141 وعنه في الاحتجاج : 2 / 263 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.