أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2021
![]()
التاريخ: 15-4-2021
![]()
التاريخ: 24-1-2018
![]()
التاريخ: 24-8-2020
![]() |
تمكن السلطان العادل صفي الدين توحيد الدولة الايوبية من جديد، ونظمها، ومن ثم عادت الجبهة الإسلامية متحدة. وحينما تولى البابا أنوسنت الثَّالث سنة 1198م، وضع برنامجاً هدفه محو آثار حروب صلاح الدين في الشرق، واستعادة بيت المقدس مرَّةً أخرى من المسلمين، فكانت الحملة الصليبية الرابعة، التي استهدفت مصر التي تشكل العمق الاستراتيجي لبلاد الشام في حرب الصليبيين، فهي مركز المقاومة الهام، والمخزن البشري الكبير. انحرفت الحملة الرابعة عن هدفها واتجهت إلى القسطنطينية، واستولت عليها سنة 1204م، وهي بلد مسيحي أباحوه لجند الحملة، فَنُهبت البلد، حتى الكنائس والأديرة لم تسلم من أيديهم وعبثها، حتّى تمنى شاهد عیان اسمه نقتاس خونياتس أن لو كانت العاصمة البيزنطيَّة سقطت في يد المسلمين بدلاً من سقوطها في أيدي الصليبيين (1)، لقد قارن أهل القسطنطينية بين سماحة المسلمين حينما استعادوا بيت المقدس، وبين ما فعلته الحملة الرابعة التي اقتحم جندها كنيسة القدِّيسة صوفيا وهم سكارى، فمزقوا الستائر والبسط.. وداسوا الكتب المقدسة بأقدامهم، وحطموا الأيقونات الفضّيَّة ذات القيمة الفنية النادرة، وباع الصليبيون كثيراً من منهوباتهم إلى المسلمين، وبعد هذا كله، أمر طبيعي أن يحرقوا الجامع الذي كان للمسلمين في القسطنطينية. وبعد انتهاء موجة النهب والسلب والحرق عُيّن بلدوين الرابع إمبراطوراً للقسطنطينية، وتوماس موروسيني بطريركاً، وهو أوَّل كاثوليكي يتولى رئاسة كنيسة القسطنطينية، ولم تعد القسطنطينية إلى أصحابها البيزنطيين إلا سنة 1261م على يد ميخائيل الثامن. وهكذا انحرفت الحركة الصَّليبية في حملتها الرابعة:
1- ارتكبت جرماً وحماقة أيَّدا وجهة نظر البيزنطيين، أن الحملات الصَّليبية منذ بدئها غزوات بربرية همجية، مغلفة بالدين.
2- وهي تحول خطير في تاريخ الحملات الصليبية، إذ احتلت التجارة والاقتصاد المكانة الأولى في الأهداف.
3- زادت البغضاء ونما العداء بين الكنيستين الشرقية والغربية، وحرمت الصَّليبيين بالشَّام من مساعدة المسيحيين في القسطنطينية وقت الشدة.
4- وقيام الإمبراطورية اللاتينية في القسطنطينية والبلقان، ترك أثراً خطيراً في حياة الصَّليبيين بالشَّام، لأنَّ الإمبراطورية الجديدة بدأت تجتذب كثيراً من المغامرين الغربيين الذين فكروا في النزوح إلى الشرق، واستهوت كثيرين من فرسان الصليبيين في بلاد الشام ذاتها، مما زاد في ضعف مركز الصليبيين بالشّام، حتى بات معروفاً عند مؤرخي الحروب الصليبية «أن الحملة الصليبية الرابعة جاءت بفشل الحركة الصليبية بأكملها» (2).
..................................
1- الحركة الصليبية 935.
2- حركة الصليبية 939.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|