مفهوم تأثير الحرارة على حالات المادة عند ابن رشد (القرن 6هـ/12م) |
795
12:55 صباحاً
التاريخ: 2023-04-29
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2020
1374
التاريخ: 2023-04-30
773
التاريخ: 7-8-2019
1452
التاريخ: 2023-05-08
936
|
يعتبر ابن رشد أنَّ الحرارة تُغيّر من حالة الجسم حسب ما يتهيأ له أن يتغير إليه، مثل الطعام الذي يتغير بعد هَضْمه في مَعِدة الإنسان بتأثير الحرارة عليه، يقول: «كل حرارة تغيّر الشيء الواحد إلى ما في طبعها أن تُغيّره، كما أنَّ كل غذاء يتغير عن الحرارة الواحدة إلى ما في طبعه أن يتغير.» 67
وقد لاحظ ابن رشد أن التبخر يزداد مع زيادة مساحة السطح الذي يُوضع عليه الماء أمام أشعة الشمس الحارة، «وقد يقول قائل ما بال الزّيادة التي تكون في البحار من الأنهار لا تظهر في البحار إذا كانت مستقرة المياه، فنقول: إنَّ السبب في ذلك عرض البحر وسعته وانتشار الماء الواقع فيه مع التحلُّل الذي يكون في جميع أجزاء البحر من حر الشمس. ومثال ذلك: لو أنَّ أحدًا أخذ قدحًا مليئًا من ماء ثم صَبَّه في موضع مُستوِ واسع حتى لا يكون ذلك الماء في ذلك الموضع يسيرًا يجفُّ على الفور، بخلاف ما كان يعرض له إذا كان مجموعا في القدح.» 68 وهذا النَّص فيه تحديد مُبَكِّر لأحد العوامل المؤثرة في سرعة التبخر، أما بقية العوامل فهي درجة الحرارة والرطوبة النِّسْبِيَّة والرياح ونوعية الماء والضغط الجوي.
ويُعَرِّفنا ابن رشد بإحدى الحالات التي تؤثّر فيها الحرارة على الرطوبة الكامنة في الجسم، وهي حالة الشي بأنها «المبالغة في الحرارة واليُبْس، والأشياء المشوية الحرارة الظاهرة فيها أقوى من الباطنة، والنَّضيجة الحرارة الباطنة فيها أقوى من الحرارة الظاهرة، والأشياء إنما يعرض لها الاشتواء من قِبَل علَّتَين؛ إحداهما: يبس هيولاها، والثانية: شدة الحرارة مثلما يعرض للأشياء اليابسة الهيولى إذا دنت من النار، وعدم الاشتواء يعرض لعلَّتَين؛ إحداهما: قلَّة الحَرَارة الواردة عليه من خارج؛ أعني الغريبة. والثانية: كثرة المائية المخالطة للشيء المنفعل.» 69 أي إن ابنَ رُشد مَيَّز بين حالة الأجسام التي تتعرّض للشي وتلك التي تتعرّض للطبخ، ويحدث شي للجسم بسبب جفاف مَادَّته وشدة الحرارة التي يتعرض لها من النار، ويُمكن ألا يحدث اشتواء للجسم بسبب ضعف الحرارة التي يتعرض لها الجسم وكثرة الرُّطوبة المائية التي بداخله.
_______________________________________
هوامش
67- ابن رشد رسائل ابن رشد الطبية، ص 366.
68- ابن رشد تلخيص الآثار العلوية، ص88.
69- المرجع السابق نفسه، ص 184-185.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|