المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

عصر انتعاش الخلافة العباسية
24-5-2018
تسويق قواعد البيانات: المفهوم والأساليب
8/9/2022
استخدامات الفينول
19-6-2018
β-endorphins
27-3-2017
Fruit Types and Seed Dispersal
7-11-2016
إلغاء تشتت كمبتون Compton Suppression
13-12-2021


السّريالية والأدب  
  
2145   03:31 مساءاً   التاريخ: 29-09-2015
المؤلف : عبد الرزاق الأصفر
الكتاب أو المصدر : المذاهب الأدبية لدى الغرب
الجزء والصفحة : ص179-181
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد الحديث /

لم يكن للدادائية أيّة أهميّة أدبيّة، بخلاف السريالية التي تعتبر الحركة الشعرية الوحيدة ذات الأهمية فيما بين الحربين. فما عطاء السرياليّة في مجال الأدب؟
يقول بروتون: السريالية آليّةٌ نفسيَّةٌ ذاتية خالصة تستهدفُ التعبير قولاً أو كتابة أو بأية طريقة أخرى عن السير الحقيقي للفكر وهي إملاءٌ من الذهن في غياب كل رقابةٍ من العقل، وخارج أيّ اهتمامٍ جماليٍ أو أخلاقي(1). وهذا القول يدلنا على أن السريالية رفضت كل المعايير الأدبية السابقة مثل معطيات الفكر ومعالجة الواقع المباشر والاستمداد منه والقيم الأدبية والجمالية... لأن ذلك في رأي بروتون لا يسفر إلاّ عن كتبٍ مَشينة ومسرحياتٍ مَهينة ودأبه تملّق العامة في ذوقها المنحط(2)
ولذلك صرفت السريالية اهتمامها صوب العالم الباطني وإملاءاته وهذياناته غير عابئة بما سوى ذلك. فالإبداع السريالي هو تفجير الينابيع العميقة الخبيئة وتركها تتدفق وتجري على هواها. وهذا الاختراق المدهش هو مصدر الجمال، ولا جمالَ فيما سواه. ولا مكان للقيم الأدبية والتقاليد السابقة المتعارف عليها في مختلف الأجناس الأدبية، ولا قيمة لها ولا حُرْمة ولا رعاية...! ولا سيطرة للماضي على الحاضر؛ وكل المراكب يجب أن تحرق منعاً للعودة، ولا ينبغي لأحدهم أن يلتمس أسلافاً، كما يجب الحذر من تقديس البشر مهما كانوا عظماء في ظاهرهم(3). والبديل عند السرياليين الثقة بالإنسان الراهن وما ينطوي عليه من القُدرات، وإيمانهم بأنه الوحيد القادر على تغيير العالم إذا استطاع النفوذ إلى هذه القدرات وإطلاقها بحريّة تامّة.
فما الذي أسفرت عنه السريالية في عالم الأدب؟
أصدرت الحركة السريالية بياناتٍ ونشراتٍ وإعلانات لتوضيح المذهب وكسب الأصدقاء والأعضاء وظهرت لهم أعمال جديدة امتزج فيها الروعة الشعرية بالثورة ولاسيما لدى بروتون الذي ألحّ على أولوية الحلم وامتزاجه باليقظة. وفي الشعر أصدر بنيامين بيريه (النوم في الحجارة) وبول إيلوار (عاصمة الألم) وظهرت مؤلفات لديسنوس منها (أجساد وخيرات) و (الحرية أو الموت) ثم أصدر بروتون (ناديا) في عام 1928 والبيان الثاني عام 1930.
وبرز من كتابها الروائيين الكاتب الإيرلندي جيمس جويس (1882-1948) الذي ظهرت لديه السريالية بأوضح أشكالها في روايته المطولة (يوليسيس) التي تصور العالم الداخلي غير المنظم وغير المحدود لبطل الرواية ليوبولد بلوم وهو يوليسيس خلال يوم كاملٍ في دبلن. إنها ارتحالاته النفسية اللاوعية إزاء الأمور اليومية التي تشبه ارتحالات يوليسيس بطل الإلياذة المغامر في البحار. وأصدر بيريه رواية (اللعبة الكبيرة) وغروفيل (الروح في مقابل العقل).
وكان الشاعر آراغون أبرعهم وأقربهم إلى الفهم. وأجملُ أوصافه في (فلاح باريس). وله مطولة روائية باسم (مُسافرو عربة الامبريال). يصف فيها انهيار المجتمع البورجوازيّ الآخذ في الاحتضار بعد أن بلغ غاية التفسّخ.
ومنهم الكاتبة الفرنسية ناتالي ساروت في روايتيْها (تروبيزم) و (صورة رجل مجهول -1940). وتتميز كتابتها بالغموض والتعقيد والانطلاق من الواقع النفسي. وتصور تفاهة الإنسان وانطواءه ومخاوفه وأوهامه وشعوره بالاضطهاد. وهي تعكس عذاباتها وارتباكها إزاء كل صغيرة أو كبيرة من شؤون الحياة اليومية. وتجمع بين الحقيقة والشك في الفرد والمجتمع والوجود-ويقول سارتر عنها: إن لرواياتها صفة ثورية من حيث انفصامها عن الواقع الكريه.
_______________________
(1) بيانات السريالية، ص41.
(2) المصدر السابق: ص17.
(3) انظر البيانات: ص78.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.