أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2022
1821
التاريخ:
2210
التاريخ: 2024-07-29
501
التاريخ: 2023-04-08
2260
|
من جملة مصاديق اللبس والخلط بين الحق والباطل الذي كان يمارسه علماء أهل الكتاب هو أنه قد تم التحذير في كتبهم من الميل إلى الكذابين من مدعي النبوة، كما أنّه قد وردت فيها البشارة بظهور نبي من ولد إسماعيل مع بيان علاماته وخصائصه. والخلط الذي اتبعه علماء أهل الكتاب بعد ظهور الإسلام كان يتلخص بالإيهام بأن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) كان - والعياذ بالله - من أولئك الكذبة المدعين للنبوة؛ أي إنّهم، عوضاً عن إعلانهم بأن النبي (صلى الله عليه واله) هو عين ذاك الولد لإسماعيل بنفس مميزاته وعلاماته، فقد عرّفوه بأنه من جملة المدعين للنبوة كذبا (1).
ويؤيد هذا التطبيق رواية عن الإمام الحسن العسكري يقول فيها: "خاطب الله بها قوماً من اليهود لبسوا الحق بالباطل بأن زعموا أن محمدا (صلى الله عليه واله) نبي، وأن علياً وصي، ولكنهما يأتيان بعد وقتنا هذا بخمسمائة سنة" (2).
المعلوم لدى أهل الكتاب أن هناك بضعة أقوال في ما هو المعلوم في قوله: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22[:
1. العلم بتدليسهم وكتمانهم؛ أي إنّكم تمارسون التدليس والكتمان وأنتم عالمون به. 2. العلم بصفة الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) بمعنى أنكم تكتمون اسمه وأنتم عالمون بأنه حق. 3. مطلق العلم؛ أي: وأنتم من ذوي العلم والمعرفة. 4. العلم بتشخيص الحق من الباطل؛ يعني إنّكم تخلطون الحق بالباطل أو تكتمون الحق في حين أنكم تميزونهما عن بعضهما (3).
خلاصة القول إن هناك مباحث كثيرة مطروحة في هذا المجال وأنتم تعلمونها كلها أو جلها: 1. كون الوحي المنزل (القرآن) حقاً. 2. وكون نبوة حامله حقاً. 3. وانطباق ما أتى في العهدين على الرسول الأعظم. 4. وكون القبول حقاً والنكول باطلاً 5. وكيفية التصرف من قبيل اللبس أو اللبس أو الكتمان.
يُظهر قيد {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22[ مدى خبث سريرة الإسرائيليين، ورسوخ الترسبات الجاهلية البالية فيهم، وتصلب الكفر وتعصب الحقد لديهم؛ وذلك لأن العلم بحقانية دين ما يترك أثراً إيجابياً في قلب الإنسان المتحري عن الحقيقة فهو يرشده إلى القبول بالحق؛ كما أن الشك في ذلك هو من موجبات التوقف، وإذا كان له أثر سلبي في المرء فإنّه معلوماً أن دوافعه لمخاصمة الحق كثيرة؛ لأنه بالرغم من امتلاكه للعلة التخلف الرادعة، والعامل الناهي عن عن الحق فإنه ينهض لمقارعته. من يصبح من الواضح أن قادة بني إسرائيل ناهيك عن كونهم أول كافر - هم كنودون، لجوجون لدودون، عنودون، آثمون. أعاذنا الله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير المنار، ج ۱، ص۲۹۲.
(2) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، ص۱۸۸؛ والبرهان في تفسير القرآن، ج۱، ص۲۰۳.
(3) راجع تفسير أبي السعود، ج۱، ص ۱۹۲؛ وتفسير البحر المحيط، ج۱، ص335-336.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|