مناهج جغرافية السكان

من الواضح أن معظم البحوث الجغرافية لا تتبع منهج وطرق ووسائل واحدة أو متقاربة في كل فروعها، لذلك فمن الخطأ تصور التزام كل الدراسات الجغرافية بمنهج وطرق ووسائل واحدة فليس هذا في صالح الجغرافية وفروعها، كما أنه لا ينبغي المغالاة بإتباع هذا المنهج أو هذه الطريقة في كل البحوث والدراسات الجغرافية، وذلك لأن كل الأدلة تشير إلى استحالة ذلك، لهذا فإن هناك مناهج وأساليب يمكن إتباعها في دراسات جغرافية في حين لا تصلح في دراسات جغرافية أخرى.

ولعل من المستحسن أن نشير أولا إلى مفهوم - المنهج – الذي يعني الطابع العام أو الرئيسي لكيفية الدراسة أو البحث وبتعبير آخر فإن المنهج هو فرع من الاستقراء والاستنباط، ومن الاكتشافات والإبداع. حيث يتخذ من كل من الملاحظة والتجربة أداة تجريبية له، كما يتخذ من الرياضيات أداة تعبيرية، أو لغة يعبر بها عن قضاياه، كلما كان التعبير الكمي عن الظواهر الكيفية ممكناً. أو أنه يمثل إطاراً تنظيمياً عاماً، ويشتمل على مجموعة من الخطوات المنظمة والعمليات الفعلية والمبادئ العامة والإجراءات العملية التي يستخدمها الباحث في دراسة ظاهرة معينة أو معالجة مشكلة محددة، أو أنه عبارة عن برنامج متكامل أو نظام من التحليل العلمي الذي يتألف من الخطوات أو المراحل المتميزة من التفكير العلمي الذي يحقق أهداف معينة.

تخلص من هذا، إلى أن المنهج الجغرافي هو عبارة عن سلسلة من الإجراءات والأساليب والخطوات والطرائق التي يعتمدها الباحث للوصول إلى الحقيقة العلمية تبعاً للموضوعات التي تتناولها فروع الدراسات الجغرافية المختلفة وفق خطوات البحث الجغرافي. وينبغي الإشارة إلى أن جغرافية السكان تخضع موضوعاتها إلى عدة مناهج يختار الباحث الجغرافي بعضها أو كلها حسب الظاهرة السكانية المدروسة وبشكل متكامل دون التحيز أو الإفراط في منهج على حساب منهج آخر، وبالتالي الخروج بنتائج غير دقيقة.