أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2023
1184
التاريخ: 2023-11-12
949
التاريخ: 2023-04-06
1019
التاريخ: 2023-03-18
972
|
من أكثر الحقائق أهمية - بل ربما أكثرها أهمية - بخصوص الكون أننا جزء منه. لكن ينبغي من البداية أن أقر بأن العديد من العلماء والفلاسفة يختلفون بشدة مع هذه العبارة؛ بمعنى أنهم لا يرون للحياة أو الوعي البشري أي أهمية في النظام الكوني، إلا أنني أولي أهمية كبيرة للحياة والعقل (الوعي)، وذلك لأسباب سأذكرها قريبا. من الوهلة الأولى قد لا يبدو أن هناك علاقة بين الحياة وعلم الكونيات من المؤكد بالطبع أن سطح كوكب الأرض تغير بفعل الحياة، لكن على النطاق العظيم للكون ما كوكب الأرض إلا نقطة متناهية الصغر. ومع ذلك هناك إحساس غير مباشر بأن وجود الحياة في الكون هو حقيقة كونية لها أهميتها؛ إذ إنه كي تظهر الحياة، ثم تتطور إلى كائنات واعية مثلنا، من الحتمي الوفاء بشروط معينة؛ فمن المتطلبات الأساسية للحياة - على الأقل الحياة كما نعرفها - وجود مخزون كاف من العناصر الكيميائية المتنوعة اللازمة لتكوين الكتلة البيولوجية. إن الكربون هو العنصر الأهم لظهور الحياة، إلا أن للأكسجين والهيدروجين والنيتروجين والكبريت والفسفور أهميتها هي الأخرى. ويعد الماء السائل من المكونات الضرورية للحياة هو الآخر. وتتطلب الحياة أيضًا مصدرًا للطاقة وبيئة مستقرة، وهو ما يتوفر في حالتنا عن طريق الشمس. كي تتطور الحياة لما بعد مستوى الميكروبات البسيطة، ينبغي أن تستمر هذه البيئة المشجعة للحياة على اعتدالها لوقت طويل، وقد استغرق الأمر مليارات السنين كي تصل الحياة على الأرض لمرحلة الذكاء.
على نطاق أشمل ينبغي أن يكون الكون قديمًا وباردا بشكل ملائم بما يسمح بوجود مثل هذه الكيمياء المعقدة، وينبغي أن يتسم بقدر كاف من التنظيم بحيث يستوعب ذلك التكوين غير المحدود من المجرات والنجوم. أيضًا لا بد من وجود نوعية مناسبة من القوى بين جزيئات المادة كي تعمل على إيجاد ذرات مستقرة، وجزيئات معقدة، وكواكب، ونجوم. إن كان أي من الملامح الأساسية للكون مختلفا - بداية من خصائص الذرات إلى توزيع المجرات - لكان من المحال ظهور الحياة.1 يتصادف أنه من أجل تحقيق هذه المتطلبات المتعددة ينبغي الالتزام بعدد من الشروط الصارمة في قوانين الفيزياء الأساسية التي تنظم حركة الكون، وهي صارمة إلى حد أن حقيقة أن الكون ملائم للحياة تبدو كأنها مدبرة، أو «مقصودة»، إذا استخدمنا الوصف القوي لعالم الكونيات البريطاني الراحل فريد هويل. بدا لهويل كما لو أن هناك قوى ما تعدل من قوانين الفيزياء.2 وقد كان محقا في فكرته هذه؛ فمن الظاهر يبدو الكون بالفعل كما لو أنه مصمم تصميمًا مقصودًا من أجل ظهور الحياة البشرية العاقلة تمامًا مثل العصيدة في حكاية جولديلوكس والدببة الثلاثة، يبدو كأن الكون ملائم تمامًا للحياة، بصور عديدة مثيرة للاهتمام. ولا يمكن اعتبار أي تفسير علمي للكون كاملا إذا لم يضع في الحسبان فكرة التصميم الحصيف تلك.
حتى وقت قريب كان عامل جولديلوكس محل تجاهل من جانب العلماء، لكن هذا الأمر يتغير الآن تغيرًا سريعًا. صار العلم على وشك العثور على حل لغز ملاءمة الكون للحياة بهذا الشكل المذهل، لكن يتطلب هذا التفسير فهم كيفية بداية الكون وتطوره إلى شكله الحالي، ومعرفة المادة التي يتكون منها، وكيف يتشكل ويتركب بفعل قوى الطبيعة المختلفة. وأهم من كل ذلك يتطلب الأمر منا أن نتقصى طبيعة قوانين المادة نفسها.
______________________________________________
هوامش
(1) I shall restrict my discussion to life, as we know it. The possibility of exotic forms of life based on other chemical elements, or other physical processes entirely is certainly fascinating but completely speculative. If life is common, we have no reason to suppose that our form of life is atypical. Readers interested in a less conservative approach will find an up-to-date discussion in Peter Ward, Life as We Do Not Know It (New York: Viking, 2005).
(2) Fred Hoyle, “The Universe: Past and Present Reflections,” Annual
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|