أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-09-2015
2972
التاريخ: 25-03-2015
5154
التاريخ: 26-09-2015
4739
التاريخ: 25-03-2015
3367
|
وهذا
الباب أيضاً سماه الأجدابي التشريع، وفسره بأن قال: هو أن يبني الشاعر البيت أو
الناثر النثر على قافيتين إذا اقتصر على إحداهما كان البيت له وزن، وإن كمله على القافية
الأخرى كان له وزن آخر، وتكون القافيتان متماثلتين، وتكونان مختلفتين، وهذه
التسمية وإن كانت مطابقة لهذا المسمى فهي غير معلومة عند الكافة، فسميته التوأم،
وهو أن يكون للبيت كما ذكر قافيتان، وصحة القول في تفسيره أن يقال: أنه متى اقتصر
به على القافية الأولى كان من ضرب ذلك البحر الذي عمل الشاعر بيته منه، فإذا
استوفى أجزاءه وبناه على القافية الثانية كان البيت من ضرب غير ذلك الضرب من ذلك
البحر، وغالبه أن يختلف الرويان وإن جاز توافقهما، هذا إن كان الكلام شعراً، وذلك
كقول الشاعر [كامل]:
وإذا
الرياح مع العشي تناوحت ... هدج الرئال، تكبّهن شمالا
ألفيتنا
نفري العبيط لضيفنا ... قبل القتال، ونقتل الأبطالا
فإن
هذا الشاعر لو اقتصر على الرئال، والقتال كان الشعر من الضرب المجزوء المرفل من
الكامل، فإذا أتممت البيتين صارا من الضرب التام المقطوع منه، فقدر أن لكل بيت من
هذين البيتين قافيتين على تساوي القافيتين في الردف وتماثل الرويين وإن اختلف
المجرى فيهما، وعلى هذا بنى الحريري قوله في المقامات [كامل]:
يا
خاطب الدنيا الدنية إنها ... شرك الردى، وقرارة الأكدار
لأن
اقتصاره على قوله شرك الردى تجعل الشعر من الضرب المجزوء من الكامل، وتمامه يجعله
من الضرب المضمر المقطوع منه، وإن اختلف القافيتان والرويان والمجرى فيهما، وقد
جاءت من هذا الباب في الكتاب العزيز أكثر سورة الرحمن كقوله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا
مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا
بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) يرسل عليكما شواظ من نار
وغاس فلا تنتصران فبأي آلاء ربكما تكذبان وهكذا إلى آخر السورة فإنه يجوز الاقتصار
على أولى الفاصلتين دون الثانية لو كان التنزيل كذلك، والله أعلم.
هذا
آخر ما جمعته من كتب الناس بعد التنقيح والتحرير، وتغيير ما حسن فيه التغيير، وقد
تكملت الأبواب بهذه الثلاثة التي عوضت بها ما تداخل في باب التمكين التهذيب تسعين
باباً غير متداخلة ولا متواردة، والله أعلم.