المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
داء المستخفيات الرئوية Pulmonary cryptococcosis
2024-12-22
احكام الوضوء وكيفيته
2024-12-22
أحكام النفاس
2024-12-22
من له الحق في طلب إعادة المحاكمة في القوانين الجزائية الإجرائية الخاصة
2024-12-22
PRIONS
2024-12-22
أحكام المياه
2024-12-22

MATTER AND ANTIMATTER
17-9-2020
Metals, Nonmetals, and Semimetals
26-5-2019
أحمد أبو عبّيّة
10-2-2016
Halogen Atomic Radius (increases down the group)
20-12-2018
«إذن، حسب ادعائهم، ما الذي يحتويه كل هذا الفضاء؟»
2023-09-12
هل الإيمان إلا الحب والبغض
24-3-2020


شخصية الشباب والمراهقين  
  
1369   08:26 صباحاً   التاريخ: 2023-02-10
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص87ــ94
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تتمايز فترة المراهقة والشباب عن الفترات السابقة عليها، في جوانب رئيسية فهم من جهة صاروا ذوي شخصيات مختلفة، الا انها لا تزال تحمل جوانب ضعف، وهذا نفسه يؤدي الى ظهور صفات وحالات وسلوك متعبة للمرين والاوياء.

فالشباب في هذا العمر انانيون ومغرورون يسعون الى الغلبة والتفوق وذوي احلام واسعة، وفي بعض المواضع يبدون متجبرين ومتكبرين ويلوح في اعمالهم الخلل والاخلال، معتقدين انهم اصبحوا كباراً ويدركون الامور حتى افضل الاباء والامهات يسقطون ضحايا لضيق الافق هذا.

ولإثبات شخصياتهم والعظمة التي تنطوي عليها يصرون الشباب على آرائهم الساذجة ويسعون الى فرضها على الاخرين، عن طريق مخالفتهم، والخشونة المفرطة، واحيانا التسرع غير المحسوب، وردود الفعل المرفوضة التي تؤدي في بعض الاوقات الى غضب الوالدين والمربين.

• الغرور:

سن الشباب هو سن الغرور والتحليق في عالم الخيال. سن هياج الشهوات والغضب. سن الغفلة وقلة الخبرة والتعرض الى انواع المخاطر.

هذا الغرور يصيبهم بنوع من الهوس يدفعهم الى الاستهزاء بالجميع وانتقاد كل الاخرين، والتحاور معهم لا لأجل الوصول الى الحقيقة بل لأجل ادانة الاخرين.

وبسبب هذا الغرور يشاركون في المسابقات من اجل الحصول على ارقام قياسيه او القيام بأعمال خطرة لإشباع نزعاتهم تلك. واحياناً يظنون بأنفسهم القدرة على انجاز كل شيء، ومعرفة كل شيء وان والديهم لا يجارونهم في سعة الاطلاع لأن افكارهم مختلفة. وبسبب هذا الغرور فان كل من يطرح وجهات نظر تخالف وجهات نظرهم فانهم مدانون.

والغرور ايضاً يقف وراء قفزهم لتحمل ما يروق لهم من المسؤوليات او انهم يسرعون باتجاه ما يرون انه مفيد دون التشاور مع الاخرين. فالجانب الفردي بارز وقوى لديهم، وينظرون الى الاخرين باستصغار بما فيهم البالغين. فهذا الغرور هو الغالب على كل ميولهم ويترك لديهم حساسية غير اعتيادية ازاء الاخرين وهم ايضاً يشعرون بحياء وخجل يوازي هذا الغرور امام الاخرين، وفي قلب هذا الحياء يحافظون على انانيتهم وانفلاتهم الطفولي. مغرورين ولكن يثقون بأنفسهم وبقدراتهم ومعلوماتهم ساعين الى التخلق بأخلاق الكبار وخصائصهم.

ـ عبادتهم لذواتهم:

هؤلاء في هذه السن يمنحون لأنفسهم أهمية فائقة، تقترن بنوع العبادة للذات تصل الى درجة النرجسية. ففي السنين ١٣-١٤ تنصرف اذهانهم الى ذواتهم. وتنشأ عنها انطباعات هي عبارة عن جملة من التجارب والادراكات الابتدائية وحالة من النهوض تعادل اوضاع الضعف الذي كانوا عليه في زمن الطفولة.

ان سعيهم لإثبات شخصياتهم يأتي مترافقاً مع الانانية، فكأنهم يقولون للجميع تأملونا. فحتى اسلوبهم في التفكير يعكس حالة الانانية. انهم لا يفكرون الا بذواتهم ويتلذذون من تأمل محاسنها. واحياناً فيأملون محاسنهم ثم يعشقونها.

أن عبادتهم لأنفسهم اذا خفتت فانهم سيعجزون عن ادراك الحقائق لانهم لا يرون احداً سواهم حتى انهم ليرغبون بأن تقلدهم الاخرين. وهذه العبادة تعد احد اسباب الانحرافات وارتكاب الجرائم اذ تقوده الى العربدة والتهديد والتخريب، وبواسطتها يحاولون الامساك بزمام الامور.

وفي المجال الثقافي فانهم يسعون الى تأكيد عظمتهم وشخصياتهم، وهذا سبب لعرض اناقتهم وعناصر التفوق لديهم، الى جانب اخفاء عناصر الضعف. مما يفرض علينا البحث عن حل لإصلاح هذه الحالة.

ـ البحث عن التفوق:

البحث عن البروز والتفوق من صفات وخصائص الشباب. وطبعاً انها خصائص ذات جذر غريزي. وربما يتصور الشاب ان بالتفوق على الآخرون وان يقبل الاخرون بتفوقه عليهم سيصل الى موقع اجتماعي مرموق وسلطة على الاخرين.

ويلجأ بعض هؤلاء الى اساليب مضحكة في أثبات تفوقهم. من قبيل الادعاء بأنهم درسوا سنة او سنتين اكثر من الآخرين. أو انهم يمثلون الثقافة الحديثة. فينتقدون ثقافة الشيوخ القديمة.

الانانية التي ينطوون عليها والرغبة في التفوق تدفعهم الى عقد مقارنات بينهم وبين الآخرين يقارنون ابعاد حياتهم مع حياة الاخرين دون أن يلتفتون الى معايبهم.

واحيانا تبرز رغبة لديهم لأداء اعمال كبيرة عملية واجتماعية، طبعاً قد تصادف احيانا النجاح والتوفيق لكنها ليست قربة لله تعالى بل لكي يتركوا انطباعاً لدى الناس بأنهم كباراً ومتفوقين وطبعاً بعضهم لا ينالون توفيقاً في هذا المجال ويعودون فاشلين منسحبين من الميدان.

انهم يتصورون وجود لديهم قدرة للاطلاع على كل شيء، وما يؤكدونه ويشخصونه افضل مما يشخصه الاخرون واصح بكثير. ولأجل أثبات التفوق فان الحدة والعنف هي السبيل اذ لعل في ذلك فرصة للتسلط على الاخرين.

بعضهم ومن اجل ان لا تتحطم شخصياتهم الواهية وقيمتها الموهومة، فانهم لا يتورعون عن اللجوء الى حماقات وذنوب كبيرة. فالرغبة في التسلط وحب القيادة والتفوق من الميول القوية والخطرة والتي اذا لم يتم ترويضها فإنها تحيل عقولهم وحياتهم الى ظلام.

- المنافسة:

في هذه السن يلاحظ ظهور الميل نحو المنافسة، فهم يرغبون أن تسلط عليهم الاضواء كالأبطال والمشاهير وينجحون أحياناً في الفات الانظار اليهم ولما يقومون به من اعمال عجيبة وغريبة، ودخولهم في منافسات مع اي انسان يواجهونه. والمنافسة اذا ادت الى نتائج حسنة فإنها سترضي رغبتهم وعواطفهم وتكرس الغرور والفخار لديهم، واذا لم تصادف توفيقاً فإنما ستنقلب الى حالة من العداء والحقد.

وبمجرد ان يشعر الشاب بغلبة الآخرين فانه سيصاب بحزن مفرط، وقلق خصوصاً اذا تم الامر بحضور الجنس الآخر.

فالمنافسة تصبح ممكنة في اجواء الحرية ولهذا فانهم يسعون الى توفير تلك الاجواء، ومع توفرها وعجزه عن التفوق فان الشاب يلجأ الى اختلاق الاعذار لإثبات تفوقه في كل الاحوال ويتحجج ان الظروف هي السبب في عدم تفوقه.

وبالنسبة للمنافسة قد نلاحظ انه في البداية يشرع الشاب في تحصيل العلوم مع اترابه ولكن حين لا يتمكن من التفوق فانه يسعى الى ذلك من خلال الالعاب والرياضة والفنون والطرق الاخرى، وفي كل الاحوال فانه لابد له من الدخول في مسابقات ومنافسات معهم.

ـ الآمال الكبيرة:

يعد عمر الشباب هو عمر الآمال العريضة، وهو امر ينشأ عن حب الذات ومنحها الاهمية. فهو يريد تسخير الجميع لخدمته. يتعبون اذهانهم من اجله دون مقابل.

وبسبب هذه الآمال الواسعة يخلق الشاب جملة من المشاكل. فهو يعتب على الجميع، ويبدى اراء ونظرات متناقضة ومتضادة وطلبات غير قابلة للتنفيذ. فكل رغبة تقوده في طريق ما وينظر من ورائها أملاً حتى لتتضمن له منافع واضحة وجراء هذه الآمال فانه ينتظر الحصول على مستوى متقدم وأن يحصل على المحبة. او الاطراء، فالجميع يلهجون بذكره فاذا لم يقع ما يريد فانه يدعي من ان الآخرين لا يفهمونه ويجهلون منزلته ويغمطون قدره وعليه فانه مستاء منهم الى الدرجة التي يمكن ان نسمي هذه المرحلة انها مرحلة الاستياء وعدم رضى.

ومن وراء الآمال العريضة فإننا نلاحظ رغبة قوية في التملك. فانه يظهر ارتباطاً قوياً بممتلكاته من قبيل ملابسه ووسائله الشخصية. ويعمل على حصر الانتفاع بها لذاته بصورة مفرطة فكل شيء يرتبط به مبعد عن الاخرين ومخفي عن اعينهم. 

ـ كتم الاسرار:

الشباب والمراهقون لا يفشون اسرار رفاقهم حتى بالنسبة للقضايا التافهة وعديمة الاهمية اذ يسعون الى منع تسربها الى الآخرين.

وتسود هذه بين الفتيات بصورة اكبر. اذ يلجئن الى كتابة اسرارهن في دفاترهن ولا يسمحن للمعلمين او الصديقات وحتى الامهات للاطلاع على ما كتب فيها. فإنهن ينطون على كتمان عجيب للأسرار وقد يتوسلن بالأكاذيب من اجل تحقيق هذه الاهداف اوقد يتظاهرن بالتظلم.

وجدير بالذكر انهن يجعلن في دائرة الاسرار حتى ما لا يستحق الذكر. فإنهن ملتزمات بالمحافظة على الاسرار وأن لا يطلع على امورهن الاخرين. وربما شاهدنا في المراحل الاخرى من العمر عندهن ظهور بوادر التخلص من هذه القيود بحيث تطفو على وجوههن الابتسامة حينما يتذكرن كيف انهن كن يكتمن التوافه من الامور.

ـ مساعدة الاخرين:

المراهق والشاب وتبعاً لما يلائم عمره وطبيعة وضعه العاطفي فانه ذا قلب مملوء بالعطف على الضعفاء والمحرومين. وحين يواجه ظرفاً من هذا النوع فانه يسرع الى تقديم العون. مع انه قد لا يقدم لأبيه قدحاً من الماء اذا علم بضمئه لكنه يتهالك على المساعدة مع الاخرين بالشكل الذي اشرنا اليه.

وهذا يعود الى ما قلناه عن الرغبة في التفوق وحب الظهور والبحث عن الشهرة. فاذا قام بأي فعل في المنزل فانه سوف لن يعود عليه بما يريد، وسوف لن يسمع كلمات الاطراء من قبيل «بارك الله فيك» او «احسنت» بينما اذا فعل ذلك بين جمع من الناس فان الوضع سيكون معكوساً فسيمدح على فعله.

وعليه فانه تركيبته النفسية ستقوده الى مساعدة المحرومين والضعفاء والمشاركة في المؤسسات الخيرية التي تدافع عن المظلومين. ولكن اذا صادف في هذا الاتجاه من يشيد بأفعاله فانه سيرتاح الى ذلك كثيراً.

ـ الرغبات والاماني:

ان عمر الشباب في احد تعاريفه هو الاخذ اكثر من العطاء. فالرغبات عديدة ومتنوعة تشغل ذهنه وتدفعه الى تحصيلها. الرغبات تبلغ ذروتها. والاهداف الراقية الكبيرة تحركه الى الوصول اليها، والتي ربما كان بعضها مستحيلاً. فهو دائم السعي بحيث اذا توقف عن ذلك فانه سيبدو عجيباً.

ان الشباب يرغبون بقطع طريق المئة سنة في مساء واحد، على الناس أن يحبونهم ويرضون عنهم ويمنحونهم الاهمية الفائقة. انهم يرغبون ببناء اسرة بلا متاعب ويرغبون ان يستقلو عن ذويهم.

وطرقهم في تحقيق الاهداف تقوم على تجاربهم الشخصية. ما قرأوه وما سمعوه عن الاصدقاء وتلقوه من خلال معاشرتهم للناس. ومن الانصاف أن نقول أن في هذه الرغبات الكثير مما يحسن الاطراء عليهم حتى اذ كانت مجرد احلام تتلاشى بمجرد اليقظة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.