أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-02
1075
التاريخ: 10/9/2022
1647
التاريخ: 2023-03-09
1125
التاريخ: 2023-08-26
873
|
يعد البلوغ استمرارا لفترة الطفولة مع فارق ينحصر بظهور تحول جلي في جسم وروح اي انسان، واختلاف في الفعاليات النفسية، يفصل بين الشيخوخة والشباب والطفولة. لذا فان اول مسألة يجب معرفتها لتوجيه المراهقين والشباب هي الاطلاع على رغباتهم واقوالهم.
والاسس التي يجب الاطلاع عليها في هذا المجال كثيرة منها:-
١- حب الاستطلاع:
المراهق ينطوي على رغبة شديدة للاطلاع ومعرفة الاسرار انه يحب اكتشاف اسرار الكائنات والاطلاع على الاحداث بحيث لا تبقى عنده مساحة للمجاهيل.
وهذه الرغبة الشديدة للاطلاع تعد منشأ لكثير من الكشوفات في مجال الغريزة. ودفعها الى النشاط والمنافسة وكذلك في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لدى المراهقين.
وهم من جهة اخرى يسعون لمعرفة المعلومات والقوانين المرتبطة بحياتهم وخصوصاً ما يتعلق بعواطفهم، فرغبتهم لإشباع حب الاستطلاع وحل مشكلاتهم في هذا المجال محفزة بقوة.
ان حب الاستطلاع يدفع الشاب الى معرفة فلسفة الحياة والمستقبل ويرغب لمعرفة اسراره الى جانب الواجبات المترتبة على ذلك. ولابد من السعي لوضع فلسفة للحياة بين يديه واطلاعه على تجارب مورست في هذا المجال لكي يتمكن من منح حياته معنى وقابلية للسعي باتجاه اهداف واضحة وممكنة التحقق.
وقد يبدو من غير المعقول أن ننتظر منه التوصل الى عين فلسفة الحياة بكل دقائقها وتشعباتها الجوهرية، لكن يمكن هدايته الى الاحتفاظ بنظرة واقعية للأمور في نفس الوقت الذي يواصل فيه السعي الى اهدافه، ويتم هذا الامر عن طريق توعيته بعواقب الامور وشرح الاثار والنتائج للأعمال الخيرة.
ومن خصوصيات فترة حب الاستطلاع هذه على صعيد الذات، انها تؤدي الى كشف قدرته الفكرية. فهو يسعى الى امتحان استعداداته وقدراته وذاكرته وقابليته على التعلم والى حدود ارضية اصلاح ذاته وبناءها وابرازها في ذاته.
٢- في جانب المخيلة:
مرحلة المراهقة مرحلة اعمال الخيال، وتلاحظ لدى البنات بصورة اقوى منها لدى البنين، اذ انهن في جانب العواطف والاحاسيس اقوى من الفتيان ونحن نعلم بأن هذه التخيلات ستتحول الى افعال في نهاية فترة المراهقة.
ان الشباب يعيشون في دنيا الشباب وعالم الخيال ويبتعدون عن الحياة الواقعية ويخلقون رؤى بعيدة المنال وهذه الخيالات غالباً ما تكون في مجال المستحيلات وما لا يمكن تحققه، مما يؤثر على بعد امانيهم واحلامهم. انهم يصنعون لأنفسهم مدنا فاضلة وقصوراً وهمية.
وطالما تحتدم بينهم وبين معشوق موهوم حوارات، يدعونه فيها لقبول وجهات نظرهم. فيشعرون جراء هذه الاوهام احياناً بسعادة بالغة تجعلهم يقهقهون رغماً عنهم، واحياناً أخرى يشعرون لحزن شديد يدفعهم الى العزلة والانزواء.
انهم يرتقون جناح الاوهام ويطيرون بكل اتجاه، وهذا غالباً مل يحصل في السنين (١٦-٢٠) اذ تصل فترة الشباب الى ذروتها، وفيها يبذلون جهودا مضاعفه لتحقيق خيالاتهم. وهؤلاء هم اعجز من سواهم عن ادراك واقعيات الحياة وتزداد هذه الظواهر بروزاً في هذه السن.
وقد تسوق الخيالات المراهقين باتجاه الفن بحيث تلبس الاوهام المستحيلة ثوباً فنيا ولربما قادت المراهق الى عالم الاختراعات والاكتشافات، وطالما كان الخيال وراء كثير من الابداعات والاختراعات. وكذلك قد تقود الخيالات الشباب الى محيط العرفان او الزهد والتقوى وعالم الدين وتفرز نوع من الالتزام الديني المتطرف.
واحيانا تتفاقم الخيالات فتدفع باتجاه الشعر والشاعرية والعواطف الرومانتيكية وتسفر عن بروز محبة لدى الشباب لهذه الجوانب. وهذا قد يخلق هوة بين الخيال والواقعية، ويسفر عن البعد عن الواقعية واغفالها.
وفي مجال الاختراع يجب ان نقول ان الخيالات وكما يعتقد علماء النفس ربما كانت اساساً لتفكير الشباب، اذ تحركه وعن طريق التداعيات وتجمع الخواطر وتركيب الصور في الذهن الى خلق صور جديدة وعندها ينتقل الى عالم الواقعيات مرة اخرى.
وفي هذه الحالة سنقول أن الخيالات المستحيلة ستصبح ممكنه. وانها ستؤدي به الى اكتشافه لحقيقته وحقيقة العالم والحياة على الاقل.
المخيلة ستكون سبباً لحضور الشاب والمراهق في صفوف الدرس دون أن يفهم شيئاً مما يلقيه المعلم. اذ انهم سيكونون في عالم اخر. وفي المجتمع ربما كانت سبباً في ظهور سلوكيات غير متوازنة تخلق المتاعب لهم وللآخرين.
ولهذا سيصبح ضرورياً الى جانب اجتذابهم الينا والى نصيبهم من الحياة وابراز الآراء التي تكرس الواقعيات وتغني تجاربهم وتعيدهم الى ذواتهم.
في هذه السن يبرز عدم الاستقرار العاطفي وفوران الاحاسيس، الامر الذي يخفت عند كبار السن. اذ انهم يجدون الكثير من الشواغل والظواهر الجديدة مما لا يتاح لهم تحليلها بدقة وتركيز.
وعليه فانهم سيفتقدون الى الاستقرار والهدوء وامكانية اتخاذ القرارات الملائمة فالحسن والقبح والنتائج مجهولة. فتنشأ الوسوسة بصورة غالبة من هذه الناحية. فكأن الرغبات الشديدة للاستطلاع والتردد حاكية عن سعة دائرة الاختيار فهي أيضاً مؤثرة في هذه الجوانب.
هؤلاء وتبعاً لمقتضيات سنهم ورغباتهم يميلون الى الارتقاء، ولكن بسبب عدم الدقة وقلة التدبر الصحيح فانهم ينحرفون عن المسار ويفشلون بعد مدة، وهذه التجربة المريرة ستجعلهم ضحايا الوسوسة والتردد عند اختيار الطريقة لمعاودة الكرة.
هذه الوساوس تتبدل في بعض المواقع الى شكوك، وتتركز اعظم هذه الشكوك في الجانب الديني وفي الاعتقاد بوجود الله وعدالته والحياة الاخرة وحقيقة الموت وكيفيته. لتفرز ايماناً متيناً في النهاية فيما اذا صادفت التوجيه الصحيح من قبل الوالدين والموجهين.
وعن هذه الشكوك ينشأ الحياء المفرط والتردد في ابداء الرأي. والحديث المتلعثم؛ ولحسن الحظ ان هذه الظواهر لا تدوم وتزول بعد فترة موجزة.
٤- فيما يتعلق بالإرادة:
الارادة عند الشباب ليست ثابتة ولهذا لا يمكن الاعتماد عليها ولكن هناك موردان نجدهم فيها لا يتزحزحون عما يريدونه، هما:
١- عدم التورع والتهور وهو يأتي عن جهل حقيقة الخير والشر، فضلاً عن عدم العلم بعواقب الامور لانعدام التجربة.
٢- في موارد المنافسة والتسابق الذي يحفزه تشجيع الاخرين. وينشأ الاصرار في هذه الناحية عن عواطف واحساسات ليس الا.
القرار السريع والتنفيذ الاسرع هو ما يهدد الشباب، فانهم لكي يثبتوا أنهم ذوي ارادة فانهم يتجهون لمواجهة المشاكل بدون التفكير بالعواقب. وطبعاً أن التغلب على تلك المشاكل سيؤدي الى احساسها بالافتخار والسرور.
وفي واخر فترة المراهقة اي في حدود (١٨-٢٠) تبدأ ارادتهم باتخاذ شكل لها كأي طاقة موجبة. وفي ظلال هذه الفترة يمكن الطلب من المراهق او الشباب أن يتبع نظام وترتيب معين في حياته. وأن يقدم على خطوات عملية وأن يسعى لتنفيذ رغباته.
ان بعض هذه الاخطاء تظهرهم بمظهر الاطفال ولضعف ارادتهم في اتخاذ القرارات فان المدرسة او البيت لا تمنحهم فرصة الولوج الى الحياة العملية .
وفي المسائل غير الاساسية يجب الاستيناس بآرائهم واحترام ارادتهم.
المراهقين والشباب يعتقدون بأنهم لائقين وجديرين لتحمل المسؤولية والالتزام بها وهم يحسون ذلك في ضمائرهم لكنهم يتملصون من تحملها لأنهم يخشون العجز عن تحملها وعدم التمكن من ارضاء الكبار.
وهم يفرحون حين تسند اليهم مسؤولية بعض الاعمال التي لهم القدرة على ادائها. فالفتات او الفتيات يشعرن بسعادة حين يوكل اليهن اداء اعمال المنزل ويستطيعن بعدئذ اداءها فيجلبن رضا والديهم.
ويعود التردد في هذا الجانب الى انفعالية هؤلاء والى اسلوب التربية، اذ انهم كانوا تحت رعاية الوالدين، ويتمتعون بسماع اطرائهم دائما، وهذه القضية تخلق لديهم مخاوف من الفشل، الامر الذي سيعود عليهم باللوم والتوبيخ بدلاً من المدح والثناء.
لذا فانه لابد من تحميلهم للمسؤوليات بصورة تدريجية مع اعانتهم بالتوجيهات باستمرار لتمكينهم من اداء تلك المسؤوليات بأحسن وجه، وفي حال التعثر والاشتباه لابد من العزوف عن لومهم وتوبيخهم، وبدلاً عن ذلك يشار الى نقاط الخلل لتجاوزها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|