مرض التعفنات البكتيرية الطرية Bacterial Soft Rots

تهاجم البكتريا مختلف انواع الفواكه والخضروات والأجزاء الخازنة للمواد الغذائية كالدرنات والأبصال والكورمات والريزومات والأوراق والسيقان العصارية للنباتات المختلفة نمو البكتريا السريع ونشاطها الإنزيمي الفعال يحيل الأنسجة النباتية المصابة إلى كتل لينة مائية بسبب انهيار جدران الخلايا والصفائح الوسطى. إن هذا العرض يسمى بالتعفن الطري. ونتيجة لفقدان القوة الميكانيكية للعضو المصاب أو عند حدوث تشققات أو جروح تخرج مواد هلامية لزجة تتألف من خلايا البكتريا ونواتج تحلل الخلايا بما فيها بعض الغازات التي تعطي رائحة كريهة وهذا ما يميز البكتيرية عن التعفنات الطرية المتسببة عن بعض القطريات.

التعفنات

الممرض (Pathogen):

تتسبب التعفنات البكتيرية الطرية عن البكتريا Erwinnica carotovora pv. carotoword و E. chrysanthemig  التي تصيب الخضروات والفواكه اللحمية ونباتات الزينة والبكتريا التي تسبب الساق السوداء (Black leg) في البطاطا Erwinia carotonora pv. atroseptica، والبكتريا Pseudomonas حيث تسبب البكتريا Pseudomonas fluorescens أمراض التعفن الطري في الخضروات والفواكه اللحمية مثل العين الوردية في البطاطا والجلد الزلق والجلد الحامض في البصل إضافة إلى أنواع Pseudomonas cichorii و P. marginalis و P. viridiflava. وتسبب بعض أنواع Pseudomonas أمراض التعفن الطري في البطاطا وأوراق التبغ أثناء الخزن وتعفن بادرات الطماطة وفول الصويا. كما يتسبب التعفن الطري عن بعض انواع Clostridium على البطاطا وأوراق التبغ أثناء الخزن ومتلازمة تعفن الخشب الرطب (Wetwood Syndrome) في الحور والدردار.

تتسبب العديد من أمراض التعفن عن بكتريا ثانوية غير ممرضة عادة تهاجم الأنسجة المتضررة أو المصابة بمسببات مرضية أخرى أو مسبات مرضية غير حية كالظروف البيئية المتطرفة والتي تفقد الخلايا والأنسجة مقاومتها الطبيعية، امراض التعفن واسعة الانتشار جدا لدرجة ان من النادر عدم حدوثها بهذه الدرجة أو تلك سواء في الحقل أو المخزن أو في محلات بيع الخضروات وحتى في المنازل وهذا يرجع بالأساس للمديات العوائلية الواسعة للبكتريا المسببة وسهولة وسعة انتشارها (1990 ,Agrios,1997; University of Illinois).

الأعراض (Symptoms)

تتشابه أعراض التعفن الطري على مختلف النباتات المصابة، تبدأ الأعراض على الأوراق أو السيقان أو الجذور بشكل بقع أو قروح مائية. تتوسع وتتعمق القروح بسرعة حيث تلين الأنسجة وتصبح رخوة أو مائية، وخلال فترة قصيرة بحدود 20 إلى 72 ساعة يتعفن العضو المصاب بالكامل وينهار ولا يبقى منه شيء سليم احيانا سوى القشرة أو الجلد. عان ما يخرج السائل الهلامي المحتوي على اعداد هائلة البكتريا مع نواتج تحلل الخلايا المختلفة عند تشقق الجلد. يختلف لون النسيج ليصبح معتما أو أبيض أو كريمي أو رمادي أو بني أو اسود ويطلق رائحة عفنة مميزة.

هذه الرائحة غالبا ما تكون نتيجة نشاط بكتريا ثانوية. البكتريا الثانوية تشمل بكتريا رمية وحتى بكتريا ممرضة للإنسان من جنس Salmonella وغيرها من البكتريا المعوية، فالبكتريا Salmonella تنتمي إلى العائلة نفسها Enterobacteriaceae التي تنتمي اليها مسببات التعفن الطري من جنس Erwinia كما أن كليهما يتمكنا من استيطان التربة وينموان في النسيج النباتي المتعفن. أظهرت إحدى الدراسات أن نسب عزل البكتريا Salmonella من ماء غسيل الفواكه والخضروات يتضاعف في الفواكه والخضروات المصابة بالتعفن الطري مقارنة بالفواكه والخضروات السليمة وتزداد أعداد من البكتريا Salmonella في ماء غسيل الفواكه والخضروات المصابة بالتعفن الطري بأكثر من 37 مره مقارنة بالنماذج السليمة.

كما ان تلقيح أقراص الفلفل والجزر والبطاطا بالبكتريا Salmonella typhimurium سوية مع بكتريا التعفن الطري Erwinia carotovora زاد تركيز البكتريا الأولى بحوالي 10 أضعاف مقارنة بتلقيحها لوحدها (1997,Wells & Butterfield). هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى مرافقة ونمو البكتريا الممرضة للإنسان مع الفواكه والخضروات (: 1984 ,.Al-Hindawi & Rihab-Rised, 1979; Rude et al Saddik et al., 1985 ).

يمكن أن تصاب درنات البطاطا المزروعة في التربة الرطبة حيث تظهر الأجزاء الهوائية النامية منها اعراض التعفن الطري ثم تذبل وتنهار. وإذا كانت رطوبة التربة منخفضة يحصل التعفن الطري في الجزء السفلي من الساق ويصبح لونه بنيا إلى اسود ويجف. أما الأوراق فتصبح متقزمة وقوية وملتفة إلى اعلى وذات لون أصفر أو احمر أو برونزي كما يتقزم النمو الخضري ويصبح شاحب اللون. إن هذا العرض هو ما يعرف بالساق السوداء وتتعفن الدرنات، هذه النباتات يمكن أن تموت قبل الأوان أو تكون ضعيفة الإنتاج.

وعندما تصاب جذور أو ريزومات بعض النباتات كالجزر واللفت والسوسن وغيرها تتركز الإصابة في منطقة التاج حيث تتعفن وينزل منها النز البكتيري إلى الأجزاء التي تحت التربة وتبقى الأجزاء الخارجية سليمة المظهر بينما تصفر الأوراق وتذبل ثم تنهار.

على نباتات الفلفل تبدأ الأعراض على الأوراق بتغير لون أنسجة العروق إلى الأخضر الداكن ثم حصول اصفرار ونخر وتتلون أنسجة اللب وتلك القريبة من نسيج الخشب باللون البني. ومع تقدم الإصابة يتكون تسوس جاف بني أو اسود على الساق غالبا ما يؤدي كسر الأفرع. النز البكتيري يمكن أن يحصل أو لا حسب العزلة البكتيرية. أخيرا يذبل النبات ويموت. الحامل الزهري هو أكثر الأجزاء حساسية للإصابة ومنه ننتقل إلى الثمرة الناضجة أو غير الناضجة والتي تبدأ عليها الأعراض بشكل بقع مائية تتوسع لتشمل الثمرة كلها والتي تبقى عالقة على النبات بشكل كتلة رخوة مائية تشبه الكيس.

وإذا ما أصيبت النباتات الورقية كالخس واللهانة والسبانخ ببكتريا التعفن الطري فإنها تتحول إلى كتلة مائية هلامية خضراء خلال يوم أو يومين إذا حفظت في اكياس نايلون في درجة حرارة الغرفة أو في المخازن الدافئة الرطبة.

تطور المرض (Development of Disease)

تشتي بكتريا التعفن الطري داخل الأجزاء اللحمية المصابة وفي التربة وعلى الأدوات والصناديق الملوثة وفي الحشرات. تدخل البكتريا من خلال الجروح في الحقل أو أثناء التعبئة والنقل أو في المخزن وكذلك من خلال الجروح التي تحدثها مسببات مرضية أخرى تحدث الإصابة في الحقل في ظروف تقترب الرطوبة النسبية فيها من 100% أو بوجود الماء الحر على سطوح الأجزاء الملوثة ببكتريا التعفن الطري وهو عامل حاسم في إحداث الإصابة. تتكاثر بكتريا التعفن الطري ما أن تدخل أنسجة النبات في المسافات البينية ويؤدي نشاط الإنزيمات المحللة للمواد البكتينية إلى تفكك الخلايا وفقدان النسيج لنظامه الطبيعي وقوته الميكانيكية وزيادة الجهد الأزموزي في محيط الخلية مما يؤدي إلى خروج عصارة الخلايا التي تستغل في تكاثر سريع للبكتريا وتكوين إنزيمات محللة أخرى للمواد المختلفة مما يسمح بدخول البكتريا إلى داخل الخلايا وتحليل موادها. وفي درجات الحرارة الملائمة (18 - 35 م) تتضاعف أعداد البكتريا كل 20 إلى 60 دقيقة علما أن درجات الحرارة الصغرى لتكاثر البكتريا بين 2 إلى 6 م والقصوى بن 35 و 41 م اعتمادا على نوع البكتريا تنتشر البكتريا عن طريق التلامس من خلال الأيدي أو الأدوات أو الحشرات أو المياه (University of Illinois, 1990).

السيطرة على المرض (Control)

1- التخلص من المتبقيات النباتية المصابة وإتلافها.

2- زراعة الشتلات والدرنات والأبصال السليمة.

3- الزراعة في تربة جيدة الصرف ومباعدة النباتات لتجنب تكثف الرطوبة وعدم استخدام الري بالرش والإغداق في الري وتجنب التسميد النتروجيني الزائد والظل الزائد. وفي المشاتل والبيوت المحمية يتوجب تعقيم التربة والأصص والأوعية.

4- يمكن القيام بمبادلة زراعة المحاصيل الحساسة بمحاصيل الحبوب كالذرة أو الجت إن أمكن.

5- مكافحة الحشرات الحفارة أو القارضة لتقليل فرص نشر البكتريا (University of Illinois, 1990).

6- تغطيس الثمار كالطماطة ما بعد الحصاد بالماء المحتوي على الكلور الحر بتركيز 150 جزء بالمليون وفي درجة حموضة 6.5 - 7.5 (2007 ,.Bartz et al).