المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الضغط الجوي
16-8-2017
الاشتغال
9-07-2015
آداب المجلس / أين تجلس؟
2023-03-29
احكام المساجد
2023-03-20
مثل الحق كمثل الماء راسخ في الارض اما الباطل كالزبد لا يمكث الا قليلا
27-11-2014
الجينات الضرورية Essential Genes
26-3-2018


الشباب قضاياهم ومشاكلهم  
  
1383   09:06 صباحاً   التاريخ: 31-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص259 ــ 265
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

الظواهر الخاصة في حياة الشباب تعم كل الشباب في العالم فيتساوون فيها، لكنها تتفاوت في الجزئيات تبعاً للثقافة المحلية، اذ ان اغلب المربين يواجهون مسائل من هذا النوع، وقد اكدت الابحاث على اهمية هذه المسائل.

وتحت عنوان عدم الانسجام او خلق المشاكل واحيانا الجرائم والجنح والتي ترتبط في هذا العمر مع تلك الظواهر وكل ما يمنح حيات الشباب لونها الخاص فلا يبقى بمنأى عنها ايضا، ومن هنا تنشأ اهمية معرفتها من قبل المربين وبالتالي اتخاذ موقف مناسب منها.

• انواع المشاكل:

تتنوع المشاكل التي تواجه الشباب في الجوانب الشخصية والاجتماعية. والاخلاقية والاقتصادية، والثقافية. والدراسية وحتى الدينية، وسنشير الى بعضها:

أ - في الجانب الشخصي: لابد ان نشير هنا الى العلاقات المتعددة والصعوبات بهذا الخصوص:

١- ما يتعلق بالجسم: بخصوص القضايا الشخصية تبرز مظاهر القلق على ظاهر البدن وبشكل مضحك وهذا كله دليل الاحباط والعجز او القلق من ظهور البثور التي تؤدي الى ذهاب جمال الوجه، وهذا يرتبط بالغدد التناسلية ووصول عمر البلوغ.

وتشكل النظافة افضل السبل لإصلاح الحال والامتناع عن تناول الاغذية المقوية او الحلويات.

بعض القضايا تختص بالرغبات الجسمية مثل تخفيض الوزن او زيادته أو تقويته ومنحه الجمال والجاذبية، الاعتدال في المزاج، السلامة والصحة. النوم الكافي. عدم التعب. التخلص من المتاعب، التعقل.

والقسم الاخر يرتبط بالغدد الجنسية وافرازاتها واشباع الغريزة عبر الحصول على الاغذية المناسبة والملابس الملائمة. ووعي حقيقة التغيرات في البدن، وما هي وظائف الاعضاء، و...

٢- في ما يتعلق بالنفس: من المشاكل النفسية احلام اليقضة، الاحساس بالذنب، والحقارة واليأس والحياء. فقدان الثقة بالنفس. القلق، الاحساس بالتعب والدوار، سرعة الانفعال. عدم الدقة والعصبية. الحاجة الى المعايير الصحيحة عدم مراعاة الرؤية الموضوعية، ضيق النفس، عدم الاحساس بالسعادة، المخاوف، الاضطراب والتألم الخوف من النقد. تنمية المواهب، وهناك متاعب كثيرة.

٣- في ما يتعلق بالعواطف: في هذا الاطار توجد مشكلات كثيرة منها. الانفعال السريع والشديد وبكثرة. الاعتداد بالنفس والذي يسبب في بعض الاحيان متاعب. محبة الاصدقاء بإفراط. الغضب المفرط. الاضطراب. الاحساس بعدم وجود ملجأ في لحظات الصعوبة الاحساس بالضياع في بعض القضايا لعدم وجود التجربة الكافية. التردد في الاختيار، الاحساس بان سلوكه وتصرفاته مورد سخرية من قبل الاخرين. الانزواء والعزلة.

الرغبة في اكتساب الاعجاب الخوف من الحرمان وعدم الكفاية او فقد الاصدقاء.

ب - في الجانب الاجتماعي والاخلاقي: وفيه مسائل وصعوبات ليست قليلة وهنا سنشير الى ما يلي منها:

١- في اطار الاسرة: لديهم حساسية كبيرة اذ يتألمون بشدة مما يصادفهم في اطارها من مشاكل وصعوبات. فالاختلافات العائلية وعدم انسجام الوالدين والصدمات الناتجة عن ذلك، كالمشاجرات والطلاق المجادلات والنزاعات بين الاخوة والاخوات. القيود التي يضعها الاباء في دخول وخروج الشباب. الاطلاع على حقائق قبيحة في الاسرة. عدم وجود اماكن خاصة في المنزل الاحساس بوجود فاصلة بينهم وبين الاباء الخوف من مناقشة الوالدين بسبب قساوة الانتقادات التي يوجهونها البرود ازاء الاسرة. انتظار الحصول على كل الاماني من الوالدين. الاحساس بعدم اكتراث الوالدين بحياتهم.

٢- العلاقات مع الاخرين: من المشاكل على هذا الصعيد هي، جهلهم بأساليب السلوك. الاحساس بالقلق في الاطار الاجتماعي وعدم امتلاك السلوك المتوازن. الجهل بسبل اختيار الصديق. واحياناً يتعرضون الى ضغوط من الاقارب والتوهم بوجود رفض من قبل الاخرين. يظنون انهم لم يعرفوا بصورة جيدة فيتحرجوا من طرح قضاياهم. انهم يخافون من افتضاح نقاط ضعفهم. قلة الخبرة في الاطار الاجتماعي. العجز عن اقامة علاقات مع الاخرين او انها تكون علاقات بسيطة. يحبون الانتماء الى المجتمع بصورة عضوية وان يُحسب لهم حساب وطبعاً هذه الرغبة غالباً لا تتحقق. ويريدون أن يساهموا في المنظمات كما انهم يميلون لتولي القيادة.

٣- الانحرافات: انهم يريدون معرفة المنزلقات من خلال التجربة ويتسألون عن سبب النجاة منها، يذنبون ويعقبون ذلك بالندم ويريدون ان تغفر ذنوبهم فوراً وان تجاب ادعيتهم بدون ترك الذنوب ونرى فيهم على الاقل ان يجربوا ولو لمرة هذه الذنوب من قبيل لعب القمار. تتفشى فيهم العادات غير الصحيحة ويجاهدون للتخلص منها. فرعيتهم كبيرة بمعرفة الذنوب وسبل النجاة فيها.

ج - المشكلة الاقتصادية: في الجانب الاقتصادي هناك مشاكل كثيرة اهمها عدم الاستقلال المالي. الاحساس بالحقارة نتيجة لأخذ الاموال من والديهم البتة عند محاولة الحصول على عمل فهو لا يعمل اي عمل يليق به. الخوف من المسؤولية او من عدم الحصول على عمل، او عدم على الموفقية او البقاء معتمداً على الاسرة وما ينجم عن ذلك من اتهام بالعطالة، وكذلك الخوف من عدم الحصول على المال وبالتالي حرية انفاقها. مقارنة الذات مع الاخرين والاحساس بالحقارة والمتاعب المالية والخوف من ذهابها بماء الوجه.

د- مشكلة الدراسة والثقافة: وهنا ايضاً تواجهنا مسائل عديدة. اهمها قلة المعلومات العلمية والعامة. الجهل بالآداب والاعراف والشعائر والمناسك واساليب النقد، ضعف البيان، وطرق الاستدلال، الجهل، العجز عن الاستفادة الصحيحة من الكتاب والبرامج، ضعف الابتكار والابداع والاختراع والاحساس بالضيق من الامتحانات، والضعف في الدروس والتألم، لذلك انه لا يعلم كيف ينهي الصعوبات وقلة النوم قلة القراءة والشك في المستقبل والقلق من شرود الذهن في الدروس. الجهل بسبل التقدم في الدراسة.

هـ - المشكلات الدينية: المشكلات في هذا الصعيد كثيرة وهي كالاتي: الحيرة والشك في المعتقدات الدينية. القلق من المصير هل الى الجنة ام الى النار؟ الاحساس بالتقصير في اداء العبادات والخوف من عالم ما بعد الموت والجهل بحقائقه. الاحساس بالحياء من الذنوب والقلق من عدم السيطرة على الذات وقواها الشعور بان العبادة غير مفيدة بالنسبة له، انه يتألم ويتساءل لماذا لا يستجيب الله دعائه، وحبه للتوبة والندم على الخروج عنها والشعور بضعف الدين والخوف من توجه الغضب الالهي نحوه. العجز عن معرفة الذات وهل انه عبداً صالحاً ام لا؟ الخوف من بعض الوساوس التي قد تسبب الكفر والالحاد.  الآمال الواسعة بالله والرغبة بالموت اثر اداء العبادة مثل احياء الليالي لأن يشعرون عندئذ بالطهارة فاذا مات فانه من اهل الجنة.

• منشأ المشكلات:

هناك عوامل عديدة تقود الى وقوع المشاكل منها:

- نمو البدن الذي يمنحه هيئة ضخمة تشعره بانه اصبح فردا كبيرا.

- نمو الفكر والعقل والنفس وهي ارضية للتعقل والتدبر وتكوين رؤية للمستقبل.

- نمو الغريزة الذي يسبب رغبات جديدة.

- اليقظة الدينية وهذا الامر يتزامن مع مرحلة البلوغ.

- لوازم مواجهة الحياة اليومية والحرمان في هذا الاطار.

- دخوله الى عالم الكبار ورغبته الشديدة في التحول الى احدهم وصعوبة ذلك.

- استيقاظ الرغبة الى الاستقلال وخصوصا بالنسبة لتكوين الاسرة.

- تزايد الغرور والاعجاب بالنفس والاحساس بالقيمة الذاتية والعزة والحرص الشديد على المحافظة عليها.

- بروز وتنامي العواطف ورقتها وشدة الانفعالات.

- توالي الافكار والمعتقدات اليومية والتي تسبب تحولات في افكارهم ونفوسهم.

- دفع وايحاء الاخرين الذين يشتركون في الالم.

• المواقف:

بخصوص القضايا والمشاكل التي استعرضناها فإن الافراد المختلفين يتخذون مواقف مختلفة. وفي العادة فان اولئك الذين تربوا تربية صحيحة ومتوازنة يجاهدون لمواجهة هذه المشاكل بهدوء لينتهوا الى الانسجام مع المحيط.

ان الصعوبات تواجه اولئك الذين لم يتعلموا سبل علاج المشاكل ومن الافضل ان نقول فنون الحياة. او عدم نضوج العواطف، ضعف قدراتهم الدفاعية، فتختلط كل اعمالهم وسلوكياتهم من الحب والبغض والمحبة والحقد والصداقة والعداوة .

من المشكلات المهمة التي تعيق تنمية وتربية الشباب تنشأ من عدم وجود النمو الفكري والنفسي الكافي. فأفكارهم بسيطة وساذجة ويريدون من خلال الخطأ والصواب والتجربة والفشل التقدم.

انهم يرون بحاجة الى اشياء كثيرة لكي يحبوا لكنها بعيدة المنال عليهم يحملوا افكار ويعتادوا على عادات وان يتعلموا سبل العيش لابد من الصمود امام الصعوبات ولكن بسبب عدم النضج فانهم سرعان ما يصابون باليأس. وينسحبون وكذلك فانهم ينكسرون امام الصعوبات الصغيرة ويجهلون سبل الالام الناتجة عن ذلك انهم عاجزون عن رؤية حسنات الحياة وجوانبها المضيئة. ولهذا فانهم في بعض المواضع فانهم يلجؤون الى الانتحار ويسببون خسائر بالنسبة لهم وللآخرين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.