أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-20
2192
التاريخ: 9-1-2023
1171
التاريخ: 16-11-2021
2132
التاريخ: 8/9/2022
1647
|
أعزاءنا الشباب:
إنما أكتب لكم هذا الموضوع بعنوانه هذا إستجابة لطلب تقدم به أحدكم، وإن كان جميع المكلفين رجالاً ونساء، شباباً وكهولاً وغيرهم مدعوين إلى معرفة حكم إستماع الأغاني وحضور مجالسها.
للغناء في اللغة معان متعددة، وقد عرفه الفقهاء بتعاريف مختلفة، وليس له مصطلح شرعي خاص. ولعل أقرب ما يمكن أن يعرف به: أنه الصوت الإنساني الحسن الذي له شأنيّة الإطراب لمتعارف الناس. هذا بالنسبة لتشخيص موضوع الغناء.
وأما حكمه فقد ذكر الغناء في أكثر من ثلاثين رواية شريفة، ورتب عليه حكم التحريم في الشريعة، وذكرة الفقهاء وأكثروا البحث فيه، حتى ادعى بعضهم أن حرمته محل إجماع.
ومن أدلة الفقهاء على الحرمة نصوص كثيرة وردت في تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30].
فقد صرحت الروايات بأن المراد من قول الزور هنا الغناء، أو الغناء منه.
لذا دلت الآية الشريفة ببركة النصوص الواردة على حرمة الغناء، لأنه يدخل ضمن قول الزور الذي يشمل كل كلام باطل.
وحيث أنه لا يمكن القول بحرمة كل قول باطل، فلابد من حمله على الباطل الخاص. وهو ما ثبت تحريمه شرعاً كالكذب والفحش والهجر والقذف والشهادة الباطلة والتشبيب بالأجنبية، وإظهار عورات الغير، بل وكل الكلمات الدالة على الكفر والارتداد وإنكار الأصول والفروع.
ونظير ما تقدم، الاستدلال بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6]. فإن إطلاق لهو الحديث على الغناء إنما صح لما يتركه الغناء من الضلال وترك الواجب وفعل الحرام.
لأن اللام هنا للعاقبة، أي أن عاقبة إستماع الأغاني هو العزوف عن طاعة الله سبحانه والاستخفاف بنهيه.
ولدينا نصوص كثيرة أخرى لا إشكال في دلالتها على حرمة الغناء.
والغناء - أعزاءنا الشباب - من الكبائر.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): (الغناء مما أوعد الله عليه النار) (1) ومعروف لدى كل مؤمن ومؤمنة أن كل ما أوعد الله عليه بالنار فهو من الكبائر.
وقد صرح بعض فقهائنا بالقول: (الغناء حرام فعله وسماعه والتكسب به، وليس مجرد تحسين الصوت بل مد الصوت وترجيعه بكيفية خاصة مطربة تناسب مجالس اللهو ومحافل الإستيناس والطرب ويوالم مع آلات الملاهي واللعب).
ومعلوم أن الإنسان إذا اعتاد على إستماع الأغاني، وتفاعل معها وحفظها وأحب مشاهدتها أو الذهاب إلى حفلاتها، فسوف يبتعد شيئاً فشيئاً عن الفروض الواجبة عليه، وسوف يمتلئ سمعه بقول الباطل فلا يكترث حينئذ لاستماع الحق وقبول الموعظة. وأن المشغول بالأنغام والطرب وسائر وسائل اللهو، متى يعرف الله والآخرة وحقائق الدين ومعارف القرآن؟ ومثل هذا الشخص مورد للوعيد لألهي بالعذاب في آية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي} [لقمان: 6]. حيث قالت: {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6].
وأيضاً في هذه الآية: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [لقمان: 7].
وأنتم ترون كل من يتعاطى الغناء ويهتم به بعيداً عن القرآن وآيات الله.
أما المؤمنون فترونهم قريبين من الله بطاعاتهم، بعيدين عن الشيطان بعباداتهم. والله قد وصفهم فقال: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].
وقال سبحانه أيضاً: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3].
واللغو في الآيتين يعني الغناء الذي ينزه المؤمن عنه.
وأما آثار الغناء، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إستماع اللهو والغناء ينبت النفاق، كما ينبت الماء الزرع) (2) وقال (عليه السلام) أيضاً: (الغناء عش النفاق) (3).
ويروى في موضوع الغناء أن أحدهم كان إذا دخل المرحاض أطال الجلوس فيه، والسبب أنه كان يستمع إلى صوت جارته وهي تغني وتضرب بالدف، فأخبر الإمام الصادق (عليه السلام) بحاله، فنهاه الإمام (عليه السلام) وقال: (لا تفعل. فقال: والله ما هو شيء آتيه برجلي، إنما هو سماع أسمعه بأذني!) فقال له (عليه السلام): (بالله أنت! أما سمعت الله - عز وجل - يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]). وأمره بالتوبة إلى الله.
واعلموا - إخواننا الشباب - أن مجالس الغناء هي محل غضب الله تعالى.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (لا تدخلوا بيوتاً، الله معرضُ عن أهلها) (4).
وقال أيضا: (بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا تدخله الملائكة) (5). وذلك بسبب عزف الموسيقى وإنشاد الغناء.
ثم إن الغناء يورث الفقر حسب قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (والغناء يورث الفقر ويعقب النفاق) (6).
نقل أحد الأخوة أنه قرأ في جريدة كانت بيده خبراً عن (عبد الحليم حافظ) أنه لما مات لم يكن يملك رسوم كمركية لسيارتين أهديتا إليه من إحدى دول الخليج، فباعت الدولة المصرية السيارتين واستقطعت الرسوم.
وإذا تحضر في الأذهان بعض أسماء المغنين أو المغنيات وهم من الأغنياء لجمع الثروة من محافل الغناء، فإن ذلك لم يكن غنى ولا رزقاً أصلاً، لأن الذي يأتي بهم الشيطان لا يعد من الرزق، فلا يصح من السارق أن يقول رزقني الله، فإن الله لم يأمره بالسرقة، بل نهاه عنها وأمر بحده. ولا المغني ولا الراقصة ولا المقامر ولا المرتشي.. حيث لا رازق إلا الله. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58].
ولكن يستثني علماؤنا الغناء في مجلس العرس بشروط ثلاثة:
1ـ عدم وجود رجل مستمع حتى لو كان من الأقارب.
2ـ عدم شمول الغناء كلاماً باطلاً.
3ـ عدم إستعمال آلات اللهو وأدوات الموسيقى. أما التصفيق العادي فجائز.
إلا أن الاحتياط يدعو إلى ترك الغناء في مجالس العرس حتى وأن توفرت الشروط التي ذكرت آنفاً. والاحتياط طريق النجاة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ التفسير الصافي، 4 / 140.
2ـ وسائل الشيعة، 17 / 316.
3ـ المصدر السابق، 25 / 315.
4ـ الحدائق الناضرة، 18 / 103.
5ـ وسائل الشيعة، 17 / 303.
6ـ مستدرك الوسائل، 13 / 213.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|