المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



الشباب واستماع الاغاني  
  
1206   09:01 صباحاً   التاريخ: 2024-01-16
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 198 ــ 202
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

أعزاءنا الشباب:

إنما أكتب لكم هذا الموضوع بعنوانه هذا إستجابة لطلب تقدم به أحدكم، وإن كان جميع المكلفين رجالاً ونساء، شباباً وكهولاً وغيرهم مدعوين إلى معرفة حكم إستماع الأغاني وحضور مجالسها.

للغناء في اللغة معان متعددة، وقد عرفه الفقهاء بتعاريف مختلفة، وليس له مصطلح شرعي خاص. ولعل أقرب ما يمكن أن يعرف به: أنه الصوت الإنساني الحسن الذي له شأنيّة الإطراب لمتعارف الناس. هذا بالنسبة لتشخيص موضوع الغناء.

وأما حكمه فقد ذكر الغناء في أكثر من ثلاثين رواية شريفة، ورتب عليه حكم التحريم في الشريعة، وذكرة الفقهاء وأكثروا البحث فيه، حتى ادعى بعضهم أن حرمته محل إجماع.

ومن أدلة الفقهاء على الحرمة نصوص كثيرة وردت في تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30].

فقد صرحت الروايات بأن المراد من قول الزور هنا الغناء، أو الغناء منه.

لذا دلت الآية الشريفة ببركة النصوص الواردة على حرمة الغناء، لأنه يدخل ضمن قول الزور الذي يشمل كل كلام باطل.

وحيث أنه لا يمكن القول بحرمة كل قول باطل، فلابد من حمله على الباطل الخاص. وهو ما ثبت تحريمه شرعاً كالكذب والفحش والهجر والقذف والشهادة الباطلة والتشبيب بالأجنبية، وإظهار عورات الغير، بل وكل الكلمات الدالة على الكفر والارتداد وإنكار الأصول والفروع.

ونظير ما تقدم، الاستدلال بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6]. فإن إطلاق لهو الحديث على الغناء إنما صح لما يتركه الغناء من الضلال وترك الواجب وفعل الحرام.

لأن اللام هنا للعاقبة، أي أن عاقبة إستماع الأغاني هو العزوف عن طاعة الله سبحانه والاستخفاف بنهيه.

ولدينا نصوص كثيرة أخرى لا إشكال في دلالتها على حرمة الغناء.

والغناء - أعزاءنا الشباب - من الكبائر.

قال الإمام الباقر (عليه السلام): (الغناء مما أوعد الله عليه النار) (1) ومعروف لدى كل مؤمن ومؤمنة أن كل ما أوعد الله عليه بالنار فهو من الكبائر.

وقد صرح بعض فقهائنا بالقول: (الغناء حرام فعله وسماعه والتكسب به، وليس مجرد تحسين الصوت بل مد الصوت وترجيعه بكيفية خاصة مطربة تناسب مجالس اللهو ومحافل الإستيناس والطرب ويوالم مع آلات الملاهي واللعب).

ومعلوم أن الإنسان إذا اعتاد على إستماع الأغاني، وتفاعل معها وحفظها وأحب مشاهدتها أو الذهاب إلى حفلاتها، فسوف يبتعد شيئاً فشيئاً عن الفروض الواجبة عليه، وسوف يمتلئ سمعه بقول الباطل فلا يكترث حينئذ لاستماع الحق وقبول الموعظة. وأن المشغول بالأنغام والطرب وسائر وسائل اللهو، متى يعرف الله والآخرة وحقائق الدين ومعارف القرآن؟ ومثل هذا الشخص مورد للوعيد لألهي بالعذاب في آية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي} [لقمان: 6]. حيث قالت: {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6].

وأيضاً في هذه الآية: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [لقمان: 7].

وأنتم ترون كل من يتعاطى الغناء ويهتم به بعيداً عن القرآن وآيات الله.

أما المؤمنون فترونهم قريبين من الله بطاعاتهم، بعيدين عن الشيطان بعباداتهم. والله قد وصفهم فقال: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].

وقال سبحانه أيضاً: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3].

واللغو في الآيتين يعني الغناء الذي ينزه المؤمن عنه.

وأما آثار الغناء، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إستماع اللهو والغناء ينبت النفاق، كما ينبت الماء الزرع) (2) وقال (عليه السلام) أيضاً: (الغناء عش النفاق) (3).

ويروى في موضوع الغناء أن أحدهم كان إذا دخل المرحاض أطال الجلوس فيه، والسبب أنه كان يستمع إلى صوت جارته وهي تغني وتضرب بالدف، فأخبر الإمام الصادق (عليه السلام) بحاله، فنهاه الإمام (عليه السلام) وقال: (لا تفعل. فقال: والله ما هو شيء آتيه برجلي، إنما هو سماع أسمعه بأذني!) فقال له (عليه السلام): (بالله أنت! أما سمعت الله - عز وجل - يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]). وأمره بالتوبة إلى الله.

واعلموا - إخواننا الشباب - أن مجالس الغناء هي محل غضب الله تعالى.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (لا تدخلوا بيوتاً، الله معرضُ عن أهلها) (4).

وقال أيضا: (بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا تدخله الملائكة) (5). وذلك بسبب عزف الموسيقى وإنشاد الغناء.

ثم إن الغناء يورث الفقر حسب قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (والغناء يورث الفقر ويعقب النفاق) (6).

نقل أحد الأخوة أنه قرأ في جريدة كانت بيده خبراً عن (عبد الحليم حافظ) أنه لما مات لم يكن يملك رسوم كمركية لسيارتين أهديتا إليه من إحدى دول الخليج، فباعت الدولة المصرية السيارتين واستقطعت الرسوم.

وإذا تحضر في الأذهان بعض أسماء المغنين أو المغنيات وهم من الأغنياء لجمع الثروة من محافل الغناء، فإن ذلك لم يكن غنى ولا رزقاً أصلاً، لأن الذي يأتي بهم الشيطان لا يعد من الرزق، فلا يصح من السارق أن يقول رزقني الله، فإن الله لم يأمره بالسرقة، بل نهاه عنها وأمر بحده. ولا المغني ولا الراقصة ولا المقامر ولا المرتشي.. حيث لا رازق إلا الله. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58].

ولكن يستثني علماؤنا الغناء في مجلس العرس بشروط ثلاثة:

1ـ عدم وجود رجل مستمع حتى لو كان من الأقارب.

2ـ عدم شمول الغناء كلاماً باطلاً.

3ـ عدم إستعمال آلات اللهو وأدوات الموسيقى. أما التصفيق العادي فجائز.

إلا أن الاحتياط يدعو إلى ترك الغناء في مجالس العرس حتى وأن توفرت الشروط التي ذكرت آنفاً. والاحتياط طريق النجاة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ التفسير الصافي، 4 / 140.

2ـ وسائل الشيعة، 17 / 316.

3ـ المصدر السابق، 25 / 315.

4ـ الحدائق الناضرة، 18 / 103.

5ـ وسائل الشيعة، 17 / 303.

6ـ مستدرك الوسائل، 13 / 213. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.