المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الغور في عالم الأوهام!
17-12-2015
زاوية ميلان المحور Obliquity
2024-11-28
الأضداد (التأليف في الأضداد)
15-8-2017
Reticular Fibers-Thyroid Gland
12-1-2017
حسين بن محمد علي بن حسين الأعسم.
14-7-2016
الصفائح الأرضية أو الالواح الأرضية
24/11/2022


حكاية مشرقية عن الورد والياسمين  
  
1318   09:57 صباحاً   التاريخ: 30-1-2023
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص:353-354
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-08 533
التاريخ: 2024-02-24 723
التاريخ: 2024-02-25 1057
التاريخ: 23-8-2022 1621

حكاية مشرقية عن الورد والياسمين

وتذكرت هنا بذكر الورد ما حكاه الشيخ أبو البركات هبة الله بن محمد النصيبي المعروف بالوكيل ، وكان شيخاً ظريفاً فيه آداب كثيرة إذ قال:

٣٥٣

كنت في زمن الربيع والورد في داري بنصيبين ، وقد أحضر من بستاني من الورد والياسمين شيء كثير ، وعملت على سبيل الولع دائرة من الورد تقابلها دائرة من الياسمين ، فاتفق أن دخل علي شاعران كانا بنصيبين أحدهما يعرف بالمهذب والآخر يعرف بالحسن ابن البرقعيدي ، فقلت لهما : اعملا في هاتين الدائرتين ، ففكترا ساعة ثم قال المهذب:

يا حسنها دائرة                          ياسمين مشرق

والورد قد قابلها                       في حلة من شفق

كعاشـق وحبه                                    تغـامـزا بالحـدق

فاحمر ذا من خجل                     واصفر ذا من فرق

قال : فقلت للحسن : هات ، فقال : سبقني المهذب إلى ما لمحته في هذا المعنى، وهو قولي:

يا حسنها دائرة                من ياسمين كالحلي

والورد قـد قابلها             في حلة من خجل

كعاشـق وحبه                           تغامـزا بالمقـل

فاحمر ذا من خجل           واصفر ذا من وجل

قال : فعجبت من اتفاقهما في سرعة الاتحاد ، والمبادرة إلى حكاية الحال ، انتهى .

وما ألطف قول بعضهم:

أرى الورد عند الصبح قد مدة لي فما              يشير إلى التقبيل في حالة اللمس

وبعد زوال الشمس ألقاه وجنة                     قد أثرت في وسطها قبلة الشمس

 

٣٥٤

140- وقال ظافر في " بدائع البدائه "(1): اجتمع الوزير أبو بكر ابن القبطرنة والأديب أبو العباس ابن صارة الأندلسيان في يوم جلا ذهب برقه ، وأذاب ورق ودقه ، والأرض قد ضحكت لتعبيس السماء ، واهتزت وربت عند نزول الماء فقال ابن القبطرنة:

هذي البسيطة كاعب أبرادها                        حلل الربيع وحليها الثوار

فقال ابن صارة :

وكأن هذا الجو فيها عاشق                            قد شفته التعذيب والإضرار

ثم قال ابن صارة أيضاً:

وإذا شكا فالبرق قلب خافق                        وإذا بكى فدموعه الأمطار

فقال ابن القبطرنة:

من أجل ذلة ذا وعزة هذه                             يبكي الغمام وتضحك الأزهار

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

1- بدائع البدائه 1:١٨٦ ومطالع البدور ۱:۱۲۳ .

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.