العوامل البشرية للإنتاج: Human influences

إن طبيعة الموارد والظروف البيئية تفرض شكلاً معيناً من أشكال النشاط الاقتصادي، غير أن هذا النشاط الاقتصادي قد يتغير تبعاً لاعتبارات أخرى غير هذه الاعتبارات الطبيعية. ويرجع هذا التغير إلى الإنسان نفسه الذي يسكن هذه البيئة، قد تغير في خصائصه وفي كثافته، وفي فلسفته الإنتاجية، وفي نظام الحكم السائد، وفي مستواه العلمي والتكنولوجي، وفي إمكانياته المتاحة، والظروف الطبيعية، وطبيعة الموارد تفرض إمكانيات العمل وتحدده. والإنسان يختار شكل الاستغلال النهائي وفق خصائصه البشرية والاجتماعية وارتباطاته الدولية، وتبعاً لاحتياجاته ورغباته المختلفة التي هي أساس الإنتاج هي التي توجهه نحو موارد معينة، ونظراً لأن هذه الاعتبارات البشرية بعيدة عن الثبات والاستقرار فإن شكل الإنتاج يتغير مع تغيرها في حدود طبيعة الموارد والظروف الطبيعية.

وهناك عدة عوامل تؤثر في الإنتاج، غير أن الإنسان العامل الأول الذي يؤثر في هذا الإنتاج، ويختلف هذا التأثير باختلاف الإنسان نفسه من منطقة إلى أخرى من حيث الكم والكيف، وليس أدل على ذلك من اختلاف الحرف السائدة في بيئات متشابهة في مواردها الطبيعية، فالفحم يوجد بكميات كبيرة في الصين، ورغم ذلك قد تأخر استغلاله في الصناعة، بينما نجحت دول غرب أوروبا الصناعية والولايات المتحدة الأمريكية في استغلال ما تملكه من فحم. كما نجحت زراعة المطاط في ماليزيا واندونيسيا بينما تدهور الإنتاج في غابات الأمازون التي تُعد الموطن الأصلي لشجرة المطاط، وأصبحت لا تساهم إلا بنسبة ضئيلة في الإنتاج العالمي من المطاط.