المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22



الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) وحكومة المهدي العبّاسي  
  
1365   03:48 مساءً   التاريخ: 8-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 9، ص91-95
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

ملامح عهد المهديّ العباسيّ

ويمكن أن نوجز ملامح حكومته وعهده فيما يلي :

أولا : لم يطرأ على سياسية الخليفة العبّاسي المهدي أيّ تغيير يعول عليه ، فقد التزم بالنهج العبّاسي كخط ثابت واستوحى منه ما يجب أن يعمله من تفصيلات قد تستحدث أثناء سلطته ، وسار على ما سار عليه الخلفاء العبّاسيون من قبله ، نعم طرأ بعض التغيير لصالح العلويين بعد ذلك التضييق الشديد من المنصور على العلويين فكانت مصلحة الحكم تقتضي شيئا من المرونة ، الأمر الذي دعا الإمام ( عليه السّلام ) أن يستغل هذه المرونة التي اتّخذها المهدي العبّاسي لصالح اتباعه وتوسعة نشاطه ومحاور تحرّكه .

ثانيا : إنّ المرونة التي طرأت على سياسة المهدي العبّاسي مع العلويين كانت في بداية حكمه وتمثلت فيما أصدره من عفو عام عن جميع المسجونين وفي ردّ جميع الأموال المنقولة وغير المنقولة والتي كان قد صادرها أبوه ظلما وعدوانا إلى أهلها ، فردّ على الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) ما صادره أبوه من أموال الإمام الصادق ( عليه السّلام ) .

ثالثا : بعد أن نشط الإمام ( عليه السّلام ) وذاع صيته خلال حكم المهدي استخدم المهدي سياسة التشدد على الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) ، فلقد استدعاه إلى بغداد وحبسه فيها ثم ردّه إلى المدينة[1] .

وكان ذلك في أواخر حكم المهدي تقريبا . كما خطط في هذه المرّة لقتل الإمام عن طريق حميد بن قحطبة ، حيث دعا المهدي حميد بن قحطبة نصف الليل وقال : إنّ إخلاص أبيك وأخيك فينا أظهر من الشمس ، وحالك عندي موقوف .

فقال : أفديك بالمال والنفس ، فقال هذا لسائر الناس .

قال : أفديك بالروح والمال والأهل والولد ، فلم يجبه المهدي .

فقال أفديك بالمال والنفس والأهل والولد والدين فقال : للّه درّك .

فعاهده المهديّ على ذلك وأمره بقتل الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) في السحرة[2] بغتة ، فنام فرأى في منامه عليا يشير اليه ويقرأ : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ[3].

فانتبه مذعورا ، ونهى حميدا عمّا أمره ، وأكرم الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) ووصله[4].

رابعا : شجّع المهدي الوضّاعين في زمنه فقام هؤلاء بدور اعلامي تضليلي فأحاطوا السلاطين بهالة من التقديس وأبرزوهم في المجتمع على أنهم يمثلون إرادة اللّه في الأرض وأن الخطأ لا يمسّهم فمثل غياث بن إبراهيم الذي عرف هوى المهدي في الحمام وعشقه لها فحدّثه عن أبي هريرة أنه قال :

لا سبق إلّا في حافر أو نصل - وزاد فيه - أو جناح .

فأمر له المهدي عوض افتعاله للحديث بعشرة آلاف درهم ، ولمّا ولّى عنه قال لجلسائه :

أشهد أنه كذب على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ما قال رسول اللّه ذلك ولكنه أراد أن يتقرب اليّ[5].

وأسرف المهدي في صرف الأموال الضخمة من أجل انتقاص العلويين والحطّ من شأنهم فتحرّك الشعراء والمنتفعون وأخذوا يلفّقون الأكاذيب في هجاء العلويين ومن جملة هؤلاء الزنديق مروان بن أبي حفصة الذي دخل على المهدي ذات يوم وأنشده قائلا :

يا ابن الذي ورث النبي محمدا * دون الأقارب من ذوى الأرحام

الوحي بين بني البنات وبينكم * قطع الخصام فلات حين خصام

ما للنساء مع الرجال فريضة * نزلت بذلك سورة الأنعام

أنى يكون وليس ذاك بكائن * لبني البنات وراثة الأعمام

فأجازه المهدي على ذلك بسبعين ألف درهم تشجيعا له ولغيره على انتقاص أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

ولمّا سمع الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) بقصيدة مروان تأثّر أشدّ التأثّر ، وفي الليل سمع هاتفا يتلو عليه أبياتا تجيب على أبيات بشار وهي :

أنى يكون ولا يكون ولم يكن * للمشركين دعائم الاسلام

لبني البنات نصيبهم من جدهم * والعم متروك بغير سهام

ما للطليق وللتراث وانما * سجد الطليق مخافة الصمصام

وبقي ابن نثلة واقفا متلددا * فيه ويمنعه ذوو الأرحام

إنّ ابن فاطمة المنوّه باسمه * حاز التراث سوى بني الأعمام[6].

خامسا : لقد شاع اللهو وانتشر المجون وسادت الميوعة والتحلّل في حكم المهدي العباسي . وبلغ المهدي حسن صوت إبراهيم الموصلي وجودة غنائه فقرّبه اليه وأعلى من شأنه[7].

ولقد استغرق المهدي في المجون واللهو وظن الناس به الظنون واتهموه بشتى التهم وإلى ذلك أشار بشار بن برد في هجائه ايّاه .

خليفة يزني بعمّاته * يلعب بالدف وبالصولجان

أبدلنا اللّه به غيره * ودسّ موسى في حر الخيزران[8]

سادسا : إنّ جميع ما أخذه المنصور من أبناء الأمة ظلما وعدوانا وجمعه في خزانته وبخل عن بذله لإعمار البلاد واصلاح حال الأمة قد بذله المهدي على شهواته حتى أسرف في ذلك بالرغم من كل ما شاهد من البؤس والفقر التي كانت حاضرة أمام الناظرين أيّام حكومته .

وقد روي من بذخه واسرافه ما بذله لزواج ابنه هارون من زبيدة حتى قال معتز عن بدلة ليلة الزفاف : بأن هذا شيء لم يسبق اليه أكاسرة الفرس ولا قياصرة الروم ولا ملوك الغرب[9].

سابعا : انّ السفّاح والمنصور لم يسمحا لنسائهما بالتدخل في شؤون الدولة ولكن المهدي لمّا استولى على الحكم بدأ سلطان المرأة ينفذ إلى البلاط فزوجته الخيزران أصبحت ذات نفوذ قوي على القصر تقرب من تشاء وتبعّد من تشاء . ومن هذا العصر أخذ نفوذ المرأة يزداد ويقوى في بلاط الحكّام العباسيين حتى بلغ نهايته في أواسط العهد العباسي واستمر حتى نهاية حكمهم[10].

ثامنا : انّ انشغال المهدي باللهو من جانب وحاجته إلى الأموال من جانب آخر شجّع عمّاله على نهب الأموال وسلب ثروات الأمة حتى انتشرت الرشوة عند الموظّفين وتشدّد ولاته في أخذ الخراج . بل عمد المهدي نفسه إلى الاجحاف بالناس فأمر بجباية أسواق بغداد وجعل الأجرة عليها[11].

هذه هي بعض الظواهر التي جاء بها عصر المهدي لتضيف كاهلا آخر للتركة التأريخية المؤلمة التي خلفها بنو العباس والأمويون من قبلهم على الأمة .

وقد نشط الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) مستغلا هذه الفرصة المحدودة فكان برنامجه يتوزّع على خطين :

1 - خط التحرك العام في دائرة الأمة والانفتاح عليها بهدف إصلاحها ضمن صيغ وأساليب سياسية وتربوية من شأنها إعادة الأمة إلى وعيها الإسلامي وقيمها الرسالية .

2 - خط بناء الجماعة الصالحة وتأصيل الامتداد الشيعي فتوجّه خلال هذه الفترة القصيرة بكل قوة نحو هذا الخط حتى جاء دور الرشيد فضيّق على الإمام ( عليه السّلام ) وسجنه ثم قام بتصفية نشاطه وحياته ( عليه السّلام ) .

 

[1] قرب الإسناد : 140 ، البحار : 48 / 228 ح 32 واخرجه المالكي في الفصول المهمة : 216 والشبلنجي في نور الأبصار : 165 .

[2] السحرة بالضم : السحر .

[3] محمد ( 47 ) : 22 .

[4] المناقب : 4 / 325 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 139 ح 15 ، تاريخ بغداد : 13 / 30 ، وعنه في تذكرة الخواص : 313 ووفيات الأعيان : 5 / 308 .

[5] تاريخ بغداد : 2 / 193 .

[6] الاحتجاج للطبرسي : 2 / 167 ، 168 .

[7] الأغاني : 5 / 5 .

[8] شذرات الذهب : 1 / 365 .

[9] راجع حياة الإمام موسى بن جعفر : 1 / 439 - 440 .

[10] حياة الإمام موسى بن جعفر : 1 / 441 .

[11] تاريخ اليعقوبي : 2 / 399 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.