المكان وثنائية الجغرافية:

يميل بعض الكتاب الجغرافيين إلى التعامل مع علم الجغرافيا بثنائية غير علمية، أما اعتقادا منهم بحجة اختصاصهم أكثر علمية من الاختصاصات الجغرافية الأخرى، أو نزوعهم عن أيجاد علاقة متميزة مع العلوم الأخرى، أو ايجاد أسس مشتركة أو متشابهة مع تلك العلوم لتقعيد هذا العلم، مما جعل أن تكون وجهة نظرهم تلك أن هناك جغرافية طبيعية وجغرافية بشرية، وجغرافية نظرية وجغرافية تطبيقية مثلاً. هذه الثنائية في رأي الباحث أضعفت علم الجغرافيا وعرقلة مسيرته مقارنة بالعلوم الأخرى، علما أن ما يتميز به علم الجغرافيا هو التنوع في اختصاصاته، وأن وحدة هذا العلم هو في هذا التنوع أو التباين.

فرغم تخصص الجغرافيين بوصفهم أفرادا وتوزعهم بين الجغرافية العامة والجغرافية الاقليمية، بين الجغرافية الطبيعية والجغرافية البشرية، فأن الجغرافيا علم واحد تضم دراسته كل الظواهر موزعة على العالم ). ولما كان التخصص ظاهرة يشترك فيها الجغرافي مع باقي تلامذة حقول المعرفة الأخرى، لذلك فأن أتهام الجغرافيا بأنها موضوع مزدوج أو ثنائي هو أدعاء يتطلب التصحيح ومن الأفضل أن يوصف بأنه حقل تخصصي، لأن الجغرافيين يختلفون في درجة التأكد والتركيز على بعض جوانب الموضوع أكثر الأخرى. ولكي تكون هذه الثنائيات أكثر وضوحا أمام القارئ سيتم عرضها على النحو الآتي:

1- ثنائية الجغرافية الطبيعية والجغرافية البشرية.

2- ثنائية الجغرافية العامة (الأصولية) والجغرافية الإقليمية.

3- ثنائية الجغرافية الحتمية والجغرافية الإمكانية.

4- ثنائية الجغرافية التقليدية الوصفية والجغرافية المستندة إلى تحليل رياضي وإحصائي.

5- ثنائية الجغرافية أحادية الموضوع والجغرافية المتعددة المواضيع.

6- ثنائية الجغرافية التاريخية والجغرافية المعاصرة.

7- ثنائية الجغرافية النظرية والجغرافية التطبيقية.