أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/12/2022
1586
التاريخ: 2023-02-18
861
التاريخ: 24-3-2020
2279
التاريخ: 2023-02-17
831
|
العولمة والجغرافيا
لما كانت العولمة الجغرافية تهتم بأعاده تنظيم الحيز أو المساحة في الكوكب فمن المؤكد أن الاتصالات الفورية الطابع لن تسفر عن (نهاية الجغرافية كما يرى البعض وذلك لأن الجغرافية السياسية قد ركزت جهودها كفرع من فروع علم الجغرافيا، برغم تراثها الكوني) في فهم الدولة الحديثة وعلاقاتها بكل من الأقاليم والأمة. فأي منظور جغرافي سياسي للنظام العالمي الحديث لن يصبح مشروعا ذي جدوى علمية، إلا إذا أنتج شيئا ليس في إمكان المنظورات الأخرى أن تقدمها أن ما أطلق عليه ريتشارد أوبرين Richard orbrien) نهاية الجغرافية End of Geography يستند إلى قوة رأس المال وحركته في حقبة التحرر من القيود وفي قدرته على التحرك بحرية إلى حيث يكون المردود أفضل أو المخاطر أقل.
فالعولمة تهمل المكان الجغرافي ولا تتعامل معه، فهي تجعل المكان أو . والعولمة لا تولي أهمية للأرض والحدود، بينما المساحة غير ذات أهمية كبيرة المحلية تفرزها والعولمة باعتبارها "موسعة للحدود" والمحلية باعتبارها "صانعة الحدود ولهذا نجد العولمة تعمل على احتواء العالم لدرجة تداخل فيها الزمان بالمكان، بحيث أضحت الجغرافيا حدثا تاريخيا، والتاريخ موقعا جغرافيا.
وبالنظر لبروز منظور جغرافي سياسي للاقتصاد العالمي، وهو يتطابق مع منظور العولمة وتطلعاتها، وحين تدخل الجغرافيا في علاقات القوة، عندها يصبح المكان ذاته هو ميدان أو معترك للتنازع والتنافس. فالمكان لم يكن ابدا مجرد مسرح تجري عليه الأحداث، فليس هناك شيء محايد يتعلق بالتنظيم أو الترتيب المكاني أن أي مكان لن يتسنى فهمه فهما كاملا من خلال النظر إلى محتواه المحلي وحده. فالعلاقات الخارجية مهمة، وهي تحدث على صعد أو نطاقات جغرافية مختلفة وتلك هي ـ الانطلاق بالنسبة للجغرافية السياسية القائمة على منهج "النظم العالمية".
ومع ايماننا بأن الجغرافيا لا يمكن أن تنعزل عن الاقتصاد ولا عن السوسيولوجيا وهذه لا يمكن أن تعمل دون ذاك، ولكن كما توجد حاجة لإدارة التنظيم الاقتصادي وحاجة لإدارة التنظيم الاجتماعي فثمة حاجة أيضا لإدارة تنظيم الجغرافيا المكان بما هو مجال للأنشطة البشرية، وهي حاجة تقع حكما على عاتق الجغرافيا.
ويبدو أن من ضرورات الجغرافيا ومهماتها في مواجهة العولمة هو تنظيم بنية المجال الجغرافي، حيث تقوم هذه البنية على خمسة أنواع من الأفعال وهي:
1- الفعل الأول هو الاستملاك من قبل الجماعة. فالمجال الجغرافي هو ملك عام رمزيا وفعليا ولعل أفضل تعبير عن هذه الملكية العامة التي يشعر بها السكان يتبدى في المجال الجغرافي -الوطني للدولة الحديثة، تجده في مقولات مثل: الوطن للجميع أو البلد لكل أبنائه، وما ينطبق على الوطن والبلد ينطبق على المنطقة أو الإقليم وحتى على العالم. وذلك بالإقرار والاعتراف من قبل الجميع أن الثروات الطبيعية هي ملك للإنسانية جمعاء.
2- الفعل الثاني: يتجلى في استخدام المجال الجغرافي مكانا للسكن والإقامة.
3- الفعل الثالث: استثمار موارد المجال الجغرافي الطبيعية والبشرية.
4- الفعل الرابع: يتمثل في جعل المجال الجغرافي إطاراً أو ميداناً للمبادلات المادية وغير المادية.
5- الفعل الخامس: يكمن في الإدارة، والإدارة تعني هنا كل ما يتعلق بمختلف الشؤون الاجتماعية، وعلى رأسها الإدارة السياسية.
هذه الأفعال والاستخدامات تتطلب استراتيجيات، والاستراتيجيات مبنية على تصورات معينة ومتعددة للمجال الجغرافي، وتختلف من مكان إلى آخر ومن زمن إلى آخر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|