أقرأ أيضاً
التاريخ: 2/12/2022
1051
التاريخ: 7/12/2022
1252
التاريخ: 24/11/2022
1653
التاريخ: 2-6-2021
1375
|
صحف الاحتلال البريطاني في العراق
عمدت قوات الاحتلال إلى استخدام الصحف لمخاطبة الجماهير العراقية لتنقل لها ما تريده منذ الأيام الأولى لاحتلالها المناطق المختلفة، وكانت صحيفة (الأوقات البصرية) تصدر بثلاث لغات هي الإنكليزية والعربية والفارسية. وقد أسمى البريطانيون الجريدة الأوقات (TIMES) على غرار التسمية التقليدية لبعض صحفهم في بلادهم.
وحين احتل البريطانيون بغداد في عام 1917، توقفت جريدة الزوراء الشهيرة، وقاموا بإصدار جريدة العرب في 4 تموز 1917. بعدها هيؤوا مستلزمات طباعتها، وقد أعلنت هذه تحت ترويستها بأنها (جريدة سياسية اخبارية تاريخية عمرانية عربية المبدأ والغرض ينشئها في بغداد عرب للعرب). ويلاحظ أن البريطانيين عمدوا إلى الترويج للجريدة بأنها عربية بدءاً من اسمها وانتهاءاً بأنها عربية المبدأ والغرض ، وأن محرريها هم من العرب ، وأن قراءها من العرب، وحاولوا أن يتجنبوا ربطها بهم بشكل مباشر لكي لا ينفر الجمهور منها.
ورغم هذا الترويج ، إلا أن الجريدة كانت واضحة في اتجاهها البريطاني من خلال ما كانت تنشره ، وقد صدرت بإشراف من قبل قوات الاحتلال البريطاني، وأشار إعلان نشر في الجريدة إلى أن جريدة العرب وجريدة الأوقات البغدادية (باللغة الإنكليزية (Baghdad Times ) مستعدة لقبول نشر الإعلانات فيها اعتباراً من أول كانون الأول سنة 1918، ومن يريد نشر إعلان يراجع مدير نشر هاتين الجريدتين المقيم في دائرة مفتش تجارة العدو في رأس القرية. وكان الإعلان المنشور بتوقيع الحاكم العسكري، ويحدد الإعلان بصراحة أن جريدة العرب كانت تصدرها قوات الاحتلال البريطاني. وأصدر البريطانيون جريدة الأوقات البغدادية باللغة الإنكليزية في 1/1/ 1918 وكانت هذه الصحيفة مخصصة كما يبدو من مواضيعها للقراء الأجانب، أي للإدارة والقوات البريطانية بشكل أساسي ، ولم تكن تعنى بالأخبار المحلية، باستثناء نشرها لبعض الإعلانات عن بعض المنتجات وبعض الخدمات الدينية او الترفيهية . ولم يظهر اسم رئيس تحرير او من يحرر هذه الصحفية ، وهو سياق اتبعته قوات الاحتلال البريطاني في جميع إصداراتها الصحفية.
وأصدرت قوات الاحتلال جريدة باللغة الكردية في الأول من كانون الاول 1918 اسمها (تيكه يشتني راستي – اي فهم الحقيقة) في بغداد. كما اصدروا في الوقت ذاته جريدة باللغة الفارسية اسمها (إيران) وفي السنة نفسها اصدروا ملحقاً مصوراً لجريدة العرب وملحقاً مصوراً لجريدة الأوقات البغدادية. وحين احتل البريطانيون الموصل ، ابرق الضابط السياسي في الموصل إلى الضابط السياسي في بغداد يطلب منه المساعدة لإنشاء جريدة في الموصل. وفعلاً تم إرسال الكابتن ويكفورد إلى الموصل للإشراف على طبع الجريدة. لقد صدرت جريدة (موصل) في 15 تشرين الثاني 1918. وكتبت في عددها الأول أنها جريدة رسمية تصدر في الاسبوع مرتين الجمعة والاثنين ، وأبرق الحاكم السياسي في بغداد إلى الحاكم السياسي في الموصل يعلمه بأنه لاحظ بأن جريدة (موصل كتبت بأنها تصدر عن جهة رسمية وان الاعلان بهذه الطريقة سيؤدي إلى التقليل من قيمتها في الدعاية).
وفي 15 كانون أول 1918، أصدر البريطانيون جريدة في كركوك اسمها (نجمة كركوك)، وكانت صغيرة الحجم مكونة من ورقة واحدة بحجم الكتاب ووصفت نفسها بأنها (جريدة تجارية زراعية صناعية علمية).
كما اصدر البريطانيون مجلة (دار السلام) ، وكانت هذه المجلة تطبع 600 نسخة ، ولكنها لم تبع من عددها الأول سوى 190 نسخة للجمهور ، وكانت خسارتها الشهرية 600 روبية.
وأشارت تعليمات دائرة الحاكم العسكري بأن المواد التي تتضمنها المجلة هي :
1- ملخص اسبوعي بأخبار البرقيات.
2- معلومات تجارية مقدمة من محرر (الاوقات البغدادية).
3- ترجمة أشياء مثيرة للانتباه عن صحف الشرق الأدنى.
4- مقالات توضيحية للصور.
5- مقالات ثقافية وسياسية من قبل كتاب عرب (ويفضل ان يكونوا من بغداد).
ويبدو أن بعض الصحف في بغداد كانت تستحصل الموافقة على نشر المقالات مسبقاً من دائرة الحاكم العسكري. وصدرت مجلة (مرآة العراق) التي طبعت بمطبعة الحكومة في البصرة في 8 شباط 1919، وأشارت إلى أنها (مجلة أسبوعية أدبية أخلاقية زراعية تجارية مصورة). وحملت صورة الملك البريطاني جورج الخامس على غلاف عددها الأول.
وفي الموصل صدرت مجلة (النادي العلمي) حيث ظهر عددها الأول في 15 كانون الثاني 1919، ووصفت نفسها بأنها (مجلة علمية فنية تاريخية أدبية أخلاقية). وكتب فيها أحد الكتاب افتتاحية جاء فيها (إن المجلة قد ضربت بينها وبين السياسة حجابا قويا) ، ولم يصدر من المجلة سوى ثمانية أعداد كان آخرها في 30 نيسان 1919.
وبعد أن استتبت الأمور للبريطانيين بعد الحرب العالمية الأولى، بدأوا يتجهون اتجاها جديداً في إصدار الصحف المعبرة عنهم، فأوفقوا إصدار جريدة العرب التي أضحت معروفة بكونها بريطانية، وجاء في العدد الأخير منها وفي حيز صغير في أسفل الصفحة الثانية : (يصدر غداً العدد الأول من جريدة العراق وهي جريدة يومية تبحث في السياسة والاقتصاد، لصاحبها الوحيد رزوق افندي داود غنام. وهذا العدد من جريدة ((العرب)) هو العدد الأخير فنودع قراءنا ونشكرهم على اقبالهم على مطالعتها ومؤازرتهم اياها منذ صدورها إلى الآن). وفي الإشارة إلى أن صاحب الجريدة هو رزوق غنام دلالة على الرغبة في تأكيد استقلال هذه الجريدة عن الإدارة البريطانية.
وصدر العدد الأول من جريدة العراق في 1 حزيران 1920 ووصفت الجريدة نفسها بأنها (جريدة يومية سياسية أدبية اقتصادية). وكانت تشبه جريدة العرب بحجمها وإخراجها ومواضيعها، ولكنها غيرت حجمها بعد أشهر قليلة من الحجم النصفي إلى الحجم الاعتيادي للصحيفة. وسهل البريطانيون إصدار جريدة اسمها (الشرق) لصاحبها حسين افنان في 30/8/ 1920 صفت الشرق نفسها بأنها (جريدة يومية سياسية تجارية أدبية)، وكانت جريدة نصفية الحجم. واستمر الإنكليز يشرفون على إصدار صحف باللغة الكردية مثل (سليماني بيشكوتن - أي تقدم السليمانية) التي صدرت في 2 أيلول 1920، و ( بانكي كوردستان) و (روزي كوردستان) وصدرنا في عام 1922 ، و(زيانه وه) في عام 1924. كعا أصدروا جريدة (تجدد) في 20 تشرين الثاني 1920 باللغة التركية، وكنت تطبع بمطبعة البلدية في كركوك.
لقد كان البريطانيون يضعون أيديهم على المطابع أينما حلوا، سواء عن طريق المصادرة إذا كانت حكومية أو بالشراء إذا كانت أهلية. وكانوا يقومون بفحص المطابع من قبل ضباط متخصصين في الطباعة لتقدير مدى صلاحيتها للعمل، فعلى سبيل المثال ضابط بريطاني أن مكائن الطباعة الموجودة في كركوك في حالة لا تصلح للعمل عندما تم احتلال المدينة.
وكانت توجد مطبعة صغيرة في كركوك يديرها شخص يهودي من سكنة المنطقة. وفيما يخص سيطرة البريطانيين على عملية الطباعة. يمكن الإشارة إلى الإعلان الذي نشرته جريدة العرب والذي نص على الآتي :
1- على جميع الأشخاص والشركات التي تشغل مطبعة الآن أو التي تريد أن تشغل مطبعة أن تطلب إجازة بذلك من نائب الحاكم العسكري أو معاون الحاكم السياسي الذي له الحكم على المحل الذي نصبت فيه المطبعة أو المحل الذي يراد نصب المطبعة فيه.
2- كل كتاب أو رسالة أو ورقة موسيقى أو خارطة أو رسم بلاد أو خطط تطبع في المطبعة تسلم منها نسخة إلى الحاكم العسكري أو الحاكم السياسي أو ضابط أمر ينسبه الحاكم العسكري.
من هذا يتضح أن البريطانيين إضافة إلى قيامهم باحتكار إصدار الصحف فرضوا رقابة شديدة على المطابع وعلى ما طبع فيها لمنع أية دعاية مضادة لهم من النشر و محاسبة من ينشرها إذا ما قام بذلك.
وكتب الحاكم السياسي في كركوك إلى الحاكم المدني العام في بغداد رسالة في 3 آب 1919 يخبره فيها بأن المكائن الطباعية الموجودة في كركوك صغيرة لكنها مفيدة، وهي تستخدم لطباعة جريدة (نجمة كركوك) منذ 300 يوم. وأوضح الحاكم السياسي لكركوك أن جريدة نجمة كركوك تخدم الأغراض الآتية :
1- تنشر الأخبار العالمية وتستقيها من البرقيات ومن الصحف المحلية.
2- تنشر معلومات ودعاية مصممة خصيصاً للمنطقة التركمانية.
3- تنشر عديداً من الأوامر والتعليمات الخاصة بكركوك والمناطق المحيطة بها باللغة التركية.
ولم يحبذ الحاكم السياسي إصدار جريدة باللغة التركية من بغداد، لأنها ستفقد النكهة المحلية بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى أسبوع للوصول إلى كركوك.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|