اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الحملة الأولى ضد مجلة ليلى العراقية
المؤلف: أ. د. خالد حبيب الراوي
المصدر: تاريخ الصحافة والاعلام في العراق
الجزء والصفحة: ص 82-84
7/12/2022
1304
الحملة الأولى ضد مجلة ليلى العراقية
أثار صدور مجلة (ليلى) ردود فعل متباينة ، فمن كان يدعو إلى تحرير المرأة وتقدمها وقف مع المجلة، ومن كان يناوئ الأفكار الجديدة الثي تدعو للنهضة وقف ضدها، ومن المعروف أن الفترة التي ظهرت فيها مجلة (ليلى) شهدت صراعا حادا بين أنصار السفور وأنصار الحجاب في الصحف العراقية.
وقبل أن تمضي السنة الأولى من حياة مجلة (ليلى) بادر بعض الكتاب إلى الهجوم على المجلة والقدح في صاحبتها ، وبالمقابل انبرى بعض الكتاب للدفاع عنها . وكانت جريدة (المفيد) لصاحبها إبراهيم حلمي العمر في مقدمة الصحف التي هاجمت بولينا حسون.
ابتدأت الحملة بنشر مقالة هاجمت فيها بولينا حسون ومجلتها بقسوة ووقعها - خبير بما هنالك -، فقامت جريدة (العالم العربي) بنشر رد تحت عنوان - تكذيب المدعي الخبرة - ( فئدت فيه ما نشرته جريدة (المفيد) واختتمت (العالم العربي) ردها بالتوجه الى بولينا حسون :
(لا تجزعي أيتها الآنسة الفاضلة ولا تبرد همتك يا بنت العراق من أقوال سخيفة. بل تشجعي وثابري على العمل؛ فأهل الإصلاح مضطهدون في كل قرن. إن اليوم بدأ مجدك فلا مجد من دون آلام. ولا تنسي أن نور الشمس يضر بعيون البوم. ولا تغفلي من أن تلك الأيدي الأثيمة عينها أرادت أن تطعن (ليلى) الزهاوي قبل أن تطعن ليلى حسون، إلا أن كيدها رجع إلى نحرها وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون. لك يا ليلى أنصارك أيتها المصلحة النسائية من يأخذ بيدك والله وليك وولي كل مصلح).
ثم نشرت (العالم العربي) كلمة أخرى رداً على (المفيد) . أشارت فيها إلى أن بولينا حسون وهي بنت من بنات العراق، بعد أن عادت إلى بلادها وحملت في قلبها الآمال الكبيرة لإسداء كل الخدمات التي تستطيعها إلى أخوانها العراقيات، قامت بعمل مشرف وهو إصدار مجلة (ليلى) في (وقت صعب فيه الإقدام على أمر كهذا، وقد نجحت المجلة ونجحت صاحبتها الفاضلة نجاحاً باهراً بالوصول إلى آخر السنة الأولى).
وأضافت (العالم العربي): (إنه لا مبرر لأن يهب البعض بالقدح والذم في المجلة وصاحبتها)، ثم تقول : (فحسب المجلة أن تكون بشيراً لفجر سعيد يسطع نوره بين العالم النسائي). وكتبت إحدى الفتيات تساند بولينا حسون وتستنكر ما جاء في جريدة (المفيد)، وتشير إلى فضل مجلة (ليلى) على النهضة النسوية العراقية، ثم تدعم إسنادها المعنوي بالدعم المادي حيث تشترك بعددين في مجلة (ليلى) للسنة الثانية.
وقام وكيل مجلة (فتاة الشرق) المصرية في بغداد بمهاجمة مجلة (ليلى)، وغمز من قناة بولينا حسون (التي لم يسمع عنها أية علاقة بالفنون الأدبية)، ورد على سليم حسون الذي سبق وان وصفه بأنه بياع مجلات نسوية مصرية وسورية، بأنه مكلف من قبل صاحبة مجلة (فتاة الشرق) ليكون وكيلها في بغداد، واختتم كلمته بالقول : (مجلة ليلى لا تحتوي إلا على كل تافه لا يفيد الرجال والنساء وهي لا تزال طفلة رضيعة).
ونشرت جريدة (المفيد) كلمة هاجمت فيها صاحب جريدة (العالم العربي) لأنه رد على ما كتبته ، وذكرت: (وقد ادعى أن صاحبة مجلة ليلى تكتب وتؤلف وتنشر، وحقيقة الحال تكذبه. فقد عرفت صاحبة مجلة ليلى لا تحسن كتابة خمسة أسطر من دون عشرات الأخطاء. فهي لا تكتب ولا تطيق الكتابة، ولم يسمع عنها أنها كتبت، ولم يرها أحد تكتب سطراً واحدا إنما رأوا كراسات بعنوان مجلة (ليلى) فحسبوها لها بينما غير المسروق والمنقول والمقتبس منها يكتبه مدير العالم العربي ومعظمه مترجم، وبالطبع إن التي لا تحسن الكتابة لا تتمكن من التأليف والنشر).
وإزاء هذه الحملات القاسية، كتبت بولينا حسون كلمة تحت عنوان - إلى كل من يقرأ الصحف - وهي كلمة اتسمت بالسمو والترفع عن الحملات الشديدة التي واجهتها، وأبانت عن عزمها الصلب على الاستمرار في العمل : (لا يثني عزمي ولا يثبط مساعيي ، ما يقوله بعضهم عني أو ينشره في الصحف، ولا أكترث لتلك المطاعن والأراجيف، فمن شاء أن يصدق فليصدق ومن شاء أن يكذب فليكذب، أما أنا فلا أهتم لما يقال ولم أطلب من ابن عمي مدير هذه الجريدة أو من أحد غيره أن يدافع عني إنما أسدي الشكر لجميع الذين حملتهم نفوسهم الكريمة على مناضلتهم عن الحقيقة، ويكفيني أن ضميري يشهد لي أني مشتغلة بحب وإخلاص في مشروعي، وأن مشروعي مفيد لأهل وطني. أنا سائرة في طريقي إلى الأمام حتى النهاية والله حسبي وكفى).
ويبدو أن بعضهم تدخل لإيقاف الحملة الهجومية على بولينا حسون ومجلتها ؛ فقد نشرت جريدة (المفيد) وتحت عنوان - اعتذار - ما يأتي : (طلب إلينا من لا يسعنا مخالفته أن نغلق باب المساجلات حول مجلة ليلى فلم نربدا من العمل بهذا الطلب، ولذلك نلتمس من الكتاب الأفاضل الذين لم تنشر مقالاتهم حتى اليوم عذراً وصفحاً).
إن تلك (المساجلات) كما أسمتها جريدة (المفيد) كانت تتضمن كثيراً من عبارات الذم والتحقير والاستخفاف والتعريض بتلك الصحفية الرائدة التي كانت تعمل وحدها امرأة - وسط عالم رجالي معظمه يعاديها لأسباب متباينة ؛ وعلى الرغم من الانتصار لها من قبل جريدة (العالم العربي) لأسباب عائلية في الدرجة الأولى، إلا أن ذلك الدعم ما كان يوازي حجم الكتلة المناوئة لها. ورغم هذا لم يفت في عضد بولينا حسون كل ما تعرضت له والذى كان عبئاً جسيماً عليها، وربما لم يكن بمقدور غيرها أن تتحمله، والدليل على ذلك أنه لم تجرأ امرأة عراقية باسمها الصريح على مناصرتها علناً، كما أنه لم تصدر أية صحيفة أو مجلة نسوية إلا بعد مرور أكثر من عشر سنوات على توقف مجلة (ليلى).