اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
المرأة والصحافة: نظرة تاريخية
المؤلف: أ. د. خالد حبيب الراوي
المصدر: تاريخ الصحافة والاعلام في العراق
الجزء والصفحة: ص 93-97
7/12/2022
1492
المرأة والصحافة: نظرة تاريخية
صدرت أول مجلة نسوية عام 1923 ولكان اسمها (ليلى) ورفعت شعاراً لها (في سبيل نهضة المرأة العربية) وقدمت نفسها بأنها (مجلة نسائية في كل مفيد وجديد فيما يتعلق بالعلم والفن والأدب والاجتماع وتدبير المنزل). ولكانت ميزة تلك الصحيفة أن صحفية هي بولينا حسون وقفت خلفها.
وقد أخذت إحدى الدراسات على هذه المجلة أن معالجاتها كانت لا تخرج عن نطاق الاهتمام بما يتعلق بالفن والأدب وتهذيب الفتاة وصحة الأسرة، وخلصت إلى أن المرأة في معالجات مجلة (ليلى) قد خلقت للمنزل. لكن أغفلت هذه الدراسة الظروف التي كان يمر بها العراق في بداية العشرينات ، حيث كان موضوع المرأة حساساً وجالباً للمتاعب لمن كان يحاول أن يقف بصورة أو بأخرى إلى جانب المرأة، (ومن أمثال المواضيع آنذاك الحجاب والسفور والتعليم المختلط وعمل المرأة في دوائر الدولة). وعانت مجلة (ليلى) من الضغوط مما أدى في النهاية إلى إيقاف المجلة بعد أن ظلت تصدر لمدة عامين وسافرت صاحبتها إلى فلسطين ولم تعد بعدها.
لقد قدمت مجلة (ليلى) نفسها إلى الشعراء بشكل معتدل في البداية، وبعد أن استقرت راحت في السنة الثانية تدعو إلى تحرير المرأة والقيام بدورها الحضاري، ولا تتوافر معلومات تبين أن هناك صحفيات أخريات ظهرن بعد توقف مجلة (ليلى) وإلى حين ظهور المجلات النسوية في عام 1936 .
ومن المفيد ذكره أن وثيقة لمنظمة العمل الدولية في جنيف أظهرت أنه في عام 1925 كان عدد الصحفيات قليلا جداً بالنسبة لعدد الصحفيين في العالم، وأن مقالاتهن كانت تقتصر على أعمدة تعالج قضايا الأزياء والصحة والتدبير المنزلي والنقد الفني والمساواة بين الجنسين. وبينت تلك الإحصائية أنه كان في اليونان 6 صحفيات من مجموع 300 صحفي، وفي جيكوسلوفاكيا 30 صحفية من بين 1000 صحفي، وفي ألمانيا 78 من بين 3235 ، وفي بريطانيا 400 من بين 7000 صحفي ، وبينت الإحصائية أن أعلى نسبة للصحفيات كانت في بريطانيا ولم تتجاوز 7.7 بالمائة.
وقياساً على حالة التقدم الموجودة في الغرب والتخلف الذي كان سائداً في العراق آنذاك ، فإن ظهور مجلة نسوية في دولة تبدأ خطواتها التطورية الأولى وتدار بواسطة امرأة كان حقاً حدثا مهماً وبارزا.
إن الانقطاع الذي حدث ما بين توقف مجلة (ليلى) عام 1925 وظهور مجلة نسوية أخرى في عام 1936 لا يعني أن المرأة العراقية توقفت عن الكتابة ، فهنالك عدد من المساهمات النسوية الأدبية في الصحافة العراقية ، وهي على الرغم من عدم كثرتها إلا أنها تدل على أن الصوت النسوي العراقي لم يتوقف.
لقد ظهرت مجلتان نسويتان عام 1936 واحدة باسم (المرأة الحديثة) وكانت جريئة في مطالبتها بتحرير المرأة ولم يصدر منها سوى ثمانية أعداد، وكان اسم المجلة الأخرى هو (فتاة العراق) وكانت تقتفي أثر زميلتها (المرأة الحديثة) في دعوتها التحررية ، لكن يلاحظ العمر القصير لهذه المجلات وتقارب فترات صدورها. استمرت (فتاة العراق) على الصدور أربع سنوات، وفي عام 1937 ظهرت مجلة نسوية أخرى اسمها (فتاة العرب) ودام صدورها سبعة أشهر. ومن جملة ما ذكرته مجلة (المرأة الحديثة) عن مشاكل الصحفية عام 1936 أن صحفية فرنسية زارت بغداد في تلك السنة وسألت متى نشاهد صحفية من هذا البلد بمقدورها السفر من بغداد إلى بعقوبة وحدها في الأقل.
وفي الواقع فإن جملة ما جابهته الصحافة النسوية هو عدم قدرتها على الثبات بوجه منافسة المجلات والجرائد ذات الإمكانيات الكبيرة، إضافة إلى قلة الفئة التي تقبل على هذا النوع من المجلات. وظهرت نشرة (صوت المرأة) عن الهيئة المؤسسة لجمعية تحرير المرأة عام 1953، وتوقفت عن الصدور بعد عددين فقط. وأصدرت دائرة العلاقات العامة في القنصلية البريطانية في البصرة مجلة نسوية اسمها (فتاة الرافدين) عام 1953 ، وتوقفت عن الصدور عام 1956 ،وكانت مجلة دعائية إضافة إلى كونها قد اهتمت بقضايا المرأة. وهي أول مجلة أصدرها أجانب للمرأة العراقية.
كما صدرت مجلة (الرحاب) وهي مجلة أدبية اجتماعية، استمرت تصدر مدة سنتين، وفي عام 1948 صدرت مجلة (بنت الرشيد) وصدر منها أربعة أعداد، كما صدرت مجلة (الأم والطفل)، وفي عام 1949 صدرت مجلة (الاتحاد النسائي). وبعد ثورة عام 1958 ظهرت مجلات نسوية أخرى منها : (الاتحاد النسائي العراقي) ومجلة (المرأة) عن الاتحاد العام لنساء العراق، واستمرت بالصدور فترة طويلة ، وتعد فترة صدورها هي الطولي بالنسبة إلى جميع المجلات النسوية العراقية.
وما ينبغي ذكره أن الصحف اليومية كانت تنشر صفحات أسبوعية خاصة بالمرأة، ولكان بعض من هذه الصفحات تحرره نسوة وبعضه الآخر يحرره رجال.
وعموماً، كان عدد الصحفيات العاملات قليلا ، على الرغم من نص الدساتير والقوانين العراقية على ضمان حقوق المرأة، ولكن لأن المرأة عانت من ظروف قهر وتأخير أكثر مما عاناه الرجل ، فإن جانباً كبيراً من قطاع النسوة بقي بعيداً عن المشاركة في الحياة العامة، ويظهر ذلك واضحاً عند مقارنة نسب عمل الرجل والمرأة في عديد من القطاعات والحقول، ومن هذه الحقول عمل المرأة في الصحافة.
إن عدم التمييز بين المرأة والرجل في العمل الصحفي، وعدم الأخذ بعين الاعتبار ظروف المرأة كعاملة وكربة بيت في أن واحد ؛ وانطلاقاً من رغبة المرأة نفسها في أن تبدع في جانبي العمل والبيت، دعت الحاجة إلى دراسة هذه المسألة ، ولا سيما أن حلقات دراسية دولية وإقليمية صارت تدور حولها. لقد كان ثمة اتفاق على وجوب مشا ركة المرأة العربية في مهنة الصحافة على نطاق أوسع مما هو عليه، وكان ذلك هو قرار مؤتمر الاتحاد العام للصحفيين العرب الأول الذي انعقد في الكويت عام 1965.
وساعدت أقسام الصحافة والإعلام في عديد من الجامعات العربية في إعداد كثير من الصحفيات والإعلاميات العربيات، إضافة إلى تأهيل كثيرات منهن من خلال العمل في الصحافة وأجهزة الإعلام. وعلى الصعيد الدولي ، بادرت منظمة اليونسكو منذ أواسط الستينات إلى إيلاء عمل المرأة في الإعلام بعض الاهمية ، وقامت النسوة في حقل الإعلام بتحقيق دراسات حول عمل المرأة في الإعلام.
ومن الحلقات الدراسية الدولية الخاصة يعمل المرأة في الإعلام الندوة التي انعقدت في نيويورك عام 1980 والتي أقرت توصيات كان من أهمها إيصاء الحكومات بإعادة النظر في تشريعاتها وأنظمتها القانونية التي تتعارض مع وضع المرأة في الإعلام سواء في ذلك العاملة والمستهلكة. والنظر - في المساواة بين أجور الرجل والمرأة أو عدم التمييز في الاستخدام والترفيع وشروط الأمان والضمان الاجتماعي والرعاية الصحية وتسهيلات رعاية , الاطفال. وكذلك أوصت تلك الندوة منظمة اليونسكو بإقامة وزيادة الدورات التدريبية الدولية والإقليمية للصحفيات العاملات. ومن توصيات الحلقة الدراسية الإقليمية التي عقدت في جامايكا تلك التي ركزت على تمثيل أكثر حقيقية للمشاركة النسوية في مجالات الحياة الكاريبية، ومشاركة أكثر فاعلية للمرأة في العمل الإعلامي، سواء في إجراء اللقاءات والحوارات وتعليقات الأخبار أو في التعليقات الإعلانات والأفلام الوثائقية ؛ واستبعاد التمييز بين الجنسين في اللغة.
وكذلك أوصت المؤسسات بأن تعطي للتدريب بالنسبة إلى النساء العاملات في حقل الإعلام أهمية خاصة، وأن تحقق للنساء العاملات ظروف عمل أفضل، كما أوصت بأن تضم بنى المجالس الإعلامية سواء في القطاع العام أو الخاص عناصر نسوية بنسب عادلة.
ولاحظت الحلقة الدراسية التي عقدت في ماليزيا أن المرأة ليست ممثلة بأعداد فعالة في المؤسسات الإعلامية، وخصوصاً في المستويات العالية. كما أوصت بتدريب نساء بإعداد أكثر للدخول في وظائف ذات علاقة بالأخبار والإعلام.
وأوصى المؤتمر الإقليمي الذي انعقد في مدينة مكسيكو عام1982 بتسجيل الصحفيات والعاملات في الصحافة والإعلام لكي يقمن بتزويد وسائل الإعلام التي يعملن فيها بالمعلومات الخاصة بالمرأة وفي الحقول التي يمارسن العمل فيها.
وجاء في توصيات المؤتمر الإقليمي الذي انعقد في فيجي عام 1982 أنه يجب ألا يوجد تمييز تجاه المرأة في التأهيل والتدريب والتقييم والترفيع. كما أوصت المنظمات النسوية بأن تعمل على تأسيس منظمة للنساء الإعلاميات في الباسفيك، وأن تشجع الإعلاميات على الانخراط في هذه المنظمة.
وجاء في توصيات المؤتمر الذي انعقد في تونس ما بين 6 تشرين أول 1983 أنه يجب إعطاء فرص لتتسنم المرأة أعمالا في اللجان المخططة وأن تحصل على مناصب ذات مسؤولية في وكالات الأنباء والأجهزة الإعلامية، كما دعت إلى إلغاء التمايز بين المرأة والرجل في كل الحقول والمجالات.
وجاء في المبادئ الرئيسة لتوصيات المؤتمر الذي انعقد في بولندا عام 1984 أن التحسينات في العمل وشروط العيش للمرأة العاملة في وسائل الإعلام يجب أن تدعم بشكل فعال وأن يجري دفع أجور متساوية في الوظائف المتشابهة وفي ظروف التأهيلات المتساوية ، ويجب إعطاء كلا الجنسين فرصا متساوية للتقدم في الوظائف الإدارية العليا ، وتوفير شروط للتدريب المهني وتحسين مؤهلات المرأة العاملة. وعلى الحكومات أن تراعي هذه المسائل في تشريعاتها. كما أن الأولاد والبنات ينبغي أن يستفيدوا من الفرص المتساوية في سنوات تدريبهم المهني في دراستهم الأولية لكي يتأكدوا من حصولهم على فرص تقدم متساوية للمناصب التكنولوجية في وسائل الإعلام.
كما ركز المؤتمر على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في حقول العمل في وسائل الإعلام كافة. ومن هذه العرض البسيط يتضح آن المؤتمرات التي عقدت في مناطق مختلفة من العالم رفضت جميعاً التمييز بين الرجل والمرأة في الحقل الإعلامي ، وأكدت ضرورة إعطاء المرأة فرصاً أكثر للتقدم ، مما يدل على وجود مشاكل حقيقية تتعرض لها المرأة الصحفية والإعلامية في مختلف مناطق العالم.