x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

الصحافة في عهد الاحتلال العثماني

المؤلف:  أ. د. خالد حبيب الراوي

المصدر:  تاريخ الصحافة والاعلام في العراق

الجزء والصفحة:  ص 11-18

24/11/2022

1097

الصحافة في عهد الاحتلال العثماني

عرف العراق الصحافة في القرن التاسع عشر، وكان آنذاك يعانى كثيراً من الفقر والجهل والخراب أثناء الحكم العثماني الذي كان مهيمنا مئات من السنين، ويمكن القول بأن المدن في القطر العراقي في القرن الماضي والقرون التي سبقته كانت معزولة عن بعضها بعضاً، وكانت الفوضى عارمة، ولم يستتب الأمن إلا فترات محدودة، وكانت نسبة التعليم متدنية جدا، والموارد الاقتصادية محدودة للغاية.

وقد تناقل بعض مؤرخي الصحافة العراقية القول بأن أول صحيفة عراقية كانت قد صدرت عام 1816 في عهد داود باشا الكرجي، وكان اسمها (جرنال العراق)، واعتادت على نشر أخبار قبائل العراق، ونسبت هذه المعلومات إلى بعض الرحالة الأجانب الذين مروا بالعراق، ذكروا ذلك في كتبهم، لكن لم يحددوا اسماً دقيقاً يمكن الرجوع إليه ، كما لم يثبت لدى من اهتم بالأمر وجود مثل هذه الجريدة بالإضافة إلى أن بقية الأدلة تنفي صدورها وهي :

1- عدم وجود مطبعة في العراق آنذاك، فالجريدة كما هو معلوم لابد من مطبعة لطبعها. ورغم أن خيال البعض قد ذهب إلى أن الوالي أو إدارته قد قاموا بطبع الجريدة خارج العراق ووضعوا اسم العراق عليها إلا أن الزعم ضعيف.

2- لم يذكر أحد من المؤرخين ممن عاصروا داود باشا وجود جريدة في عهده.

3- لم يعثر أحد على نسخة من هذه الجريدة لكي يمكن التعويل عليها في إثبات وجودها.

إن أهمية إثبات وجود جريدة في تلك الفترة المبكرة تعني أن العراق سبق معظم الأقطار العربية في إصدار الصحف، وهذا قد يفسر إصرار بعض على وجود هذه الجريدة. بالرغم من هذا الأمر، لم يشر هؤلاء المؤرخون إلى حقيقة وجود صحيفة عبرية قديمة اسمها (همجيد) أي الواعظ صدرت في عام 1863. ويشير مصدر آخر إلى أن صحيفة عبرية أخرى اسمها هادوبر (Ha - Dober) صدرت في بغداد ما بين عامي 1868 - 1870 وباللغتين العربية والعبرية.

على أية حال، عول على اعتبار(الزوراء) أول جريدة صدرت في العراق في 5 ربيع الأول 1286 هجرية أي في 15 حزيران 1869، وبعض آخر قال إنه يصادف 16 حزيران، ولكن يوم 15 حزيران هو الذي اعتمد يوم تأسيس الصحافة في العراق ومن ثم يحتفل به عيداً للصحافة.

وتبدأ قصة الصحافة مع تعيين الوالي مدحت باشا على العراق، حيث جلب معه مطبعة من باريس وصارت تطبع فيها الجريدة، ثم أسس بعدها مدرسة صناعية في بغداد ، وكان من بين أهدافها سد حاجة المطبعة إلى العمال الفنيين والمرتبين، وقد اختير بعض الطلاب الأيتام ليكونوا مرتبين في مطبعة الولاية. وكان الهدف الأساسي للجريدة هو إعادة الثقة المفتقدة ما بين المواطنين والسلطة. ويشكل ظهور هذه الجريدة علامة تحول بارزة وانعطافه للتحول إلى الحياة الحضارية والتقدم الذي كان يتسارع في العالم وخصوصاً في أوربا.

ونشرت جريدة الزوراء البيانات الخاصة بها على صدر صفحتها الأولى كما يأتي : (هذه الغزتة (الجريدة) تطبع في الأسبوع مرة يوم الثلاثاء، وهي حاوية لكل نوع من الأخبار والحوادث الداخلية والخارجية. قيمتها عن مدة سنة (70) وعن مدة ستة أشهر (40) غرشاً، وكل نسخة منها (40) بارة في داخل الولاية ويضاف عليها إلى سائر المحال والأمكنة أجرة البوستة والذي يرغب في أخذها إما سنة أو ستة أشهر، فليراجع مطبعة مركز الولاية).

لقد صدرت الزوراء بأربع صفحات من الحجم الوسطي (تابلويد) على الرغم من أن بعض مؤرخي الصحافة العراقية قد ذهبوا إلى أنها كانت تصدر بصفحتين أو بثماني صفحات، ولكن أعداد الجريدة الصادرة تشير وبشكل حاسم إلى صدورها بأربع صفحات على الرغم من أن الزوراء قد صدرت بشكل استثنائي في بعض الفترات بأكثر من أربع صفحات. وبشكل عام، كانت صفحات الزوراء الأربع مقسمة إلى قسمين: صفحتان باللغة التركية وصفحتان باللغة العربية، وكانت الصفحتان العربيتان ترجمة حرفية للصفحتين التركيتين. وكانت تصدر في بعض الأحيان باللغة التركية وحدها، وربما يعود ذلك إلى عدم وجود محرر عربي في تلك الفترة، أو إلى عدم اكتراث الإدارة الحاكمة بالطبعة العربية ومن ثم بالجمهور الذي ينشر له تلك الطبعة. ولم تكن لغة الجريدة العربية على مستوى واحد من الجودة أثناء فترات صدورها، إذ كانت في بعض الأحيان حسنة الأسلوب ذات لغة سليمة وواضحة ، وفي حين آخر كانت ذات لغة سقيمة ورديئة، وهذا ما كان يعكس أسلوب ومستوى مترجمها أو محررها العربي؛ فإذا كان أديبا متمكناً من اللغة ظهر ذلك على المواد المنشورة والعكس صحيح.

ولكانت الزوراء جزءاً من آلية الإدارة العثمانية، فهي تابعة إدارياً ومالياً لإدارة الولاية،

ولكان العاملون فيها من الجهاز الوظيفي الحكومي، ومن ثم كانت تعبر عن سياسة الولاية، فلم يظهر في الصحيفة ما يتعارض مع السياسة العثمانية لأن الزوراء لم تكن صحيفة رأي؛ ولا كانت تنشر أفكاراً لا تنسجم مع سياسة الإدارة الحاكمة. وفي الواقع كانت معظم مواد الجريدة مكرسة لنشر الأنظمة والقوانين والمراسيم والإعلانات الرسمية والاهلية، لذلك كان ما هو مخصص لغير ذلك محدود المساحة والأهمية. وتذكر مقدمة الجريدة، وهي أول افتتاحية معروفة في الصحافة العراقية، دوافع صدور الزوراء ، ونقتبس ما ورد فيها ، حيث عرفت الجريدة بأنها :

(الكلام المسطور المفيد لعامة أفراد الناس الذين يعلمهم ما حدث من الوقائع وما اشتهر في العالم من الغرائب والصنائع، ومن جملة فوائد الغزتة (الجريدة) أيضاً أنها تعلن أحوال العالم وتخبر عن السياسة (بوليتيقة) الجارية بين الدول المعظمة الذين يقبضون بيد إدارتهم زمام سياسة العالم، ثم أنها فضلا عن إشاعتها المخترعات الجديدة والصنائع المفيدة فأنها تتحف مطالعيها الالباء وقارئيها الأدباء أمثلة تتعلق بإرشادهم وإصلاحهم ثم أنها بإعلانها ما حدث في خمس قارات وخطط الأرض من الوقائع الممدوحة والمذمومة وتبسيطها تحت نظر الإمعان والمحاكمات والمشاجرات تساعد على انتشار الفنون والمعارف وبحسب اللزوم تساعد أيضاً على التربية وتحصيل الآداب وما عدا ذلك أنها بواسطة نشرها الحوادث وبسط أنواع المباحث تدل أبناء وطنها وأعزائها على الترقيات المادية والمعنوية وتهديهم إلى طريق ازدياد الثروات والنجاح وعمران المملكة التي قد قامت على ساق خدمتها في المساء والصباح فهي ترجمان الأحوال ومبلغة الآمال بيد الحكومة والأهالي بواسطة ما يندرج فيها من التدبيرات والمساعي المشكورة، وهي أما رسمية أو شبه رسمية).

ثم تبين أن الجريدة استحدثت لأول مرة في السلطنة العثمانية قبل أربعين سنة من إيجادها في العراق وأن السلطان أمر بإنشاء الصحف التابعة للسلطنة لكي تساعد على إحداث التطور، وبذلك أنشئت في كل ولاية جريدة وسميت باسم يناسب محل طبعها ونشرها وولايتها، ومن هذا المنطلق جاء اسم الزوراء . بالإضافة إلى ذلك ،  توضح الافتتاحية رغبة مصدريها في التغيير على وفق التطور الذي حصل في اوربا، كما تبين أسلوب ونوع الخطاب الذي كانت تتوجه به الجريدة إلى قرائها العرب.

ومن المؤسف حقاً أن المعلومات الدقيقة عن إدارة ومالية وأعداد نسخ وطريقة توريع الزوراء محدودة جداً ويعود السبب في ذلك إلى انعدام الوثائق الخاصة بهذه الجريدة.

ويبدو أن سجلات الصحيفة قد احترقت في فترة متأخرة من إصدارها ، وبذلك أصبح من المتعذر على مؤرخي الصحافة العراقية تناول عديد من الأمور المتعلقة بهذه الجريدة، ولم يبق أمامهم سوى الأعداد المتوافرة وهي ليست كاملة. وعلى أية حال فقد استمرت هذه الجريدة بالصدور حتى عام 1917، وكان آخر عدد منها قد صدر في يوم دخول القوات البريطانية إلى بغداد، وكان يحمل الرقم 2607 ومؤرخاً في 7 جمادى الأول 1335 الموافق للأول من مارس 1333.

وخلال القرن التاسع عشر صدرت جريدة الموصل في مدينة الموصل في 25 حزيران لعام 1885، وتوقفت أكثر من مرة وبشكل نهائي في عام 1934.  أما الجريدة الثالثة التي صدرت في العراق فكانت جريدة بصرة - التي صدرت في ولاية البصرة عام 1889 وتوقفت هذه الجريدة بعد احتلال القوات البريطانية للمدينة في عام 1914 . أما أول مجلة أنشئت في العراق، ولم تكن حكومية، فهي مجلة إكليل الورد التي أصدرها الآباء الدومنيكان في الموصل في كانون أول 1902 واستمرت في الصدور حتى عام 1909 .

وإجمالا ، فإن صورة الصحافة في العهد العثماني الذي سبق إعلان الدستور في عام 1908 قد صورها سليمان البستاني آنذاك تصويراً دقيقاً، حيث يلخص تلك الحقبة من تاريخ الصحافة تحت هيمنة السلطة العثمانية كما يأتي :

أصبحت (الصحافة) تحت مراقبة حولتها إلى أبواق تمجيد وأغوال تهديد. يضطرب أصحابها خوفاً لكلمة تبدو منهم أو من محرريهم يتناولها أولوا الأمر على غير ما أرادته الجريدة. وما كانت رقابة المراقبين وان اطلعوا على جميع ما يكتب قبل الطبع لتخفف من أخطار العقاب ، فكم من جريدة ألغيت أو أوقفت لزمن محدود أو غير محدود لخبر روته عن جرائد أوربا ينبئ ، بمقتل وزير في الصين أو أمير في إفريقيا، أو اختراع ذكرته لآلة تطير في الهواء أو غواصة تسير تحت الماء. بل كم من مرة فاجأ الجريدة الأمر (بتعطيلها) وظل صاحبها يبحث اشهراً فلا يعلم لذلك سبباً ، بل كم مرة انقصت الصواعق على رأس الصحافي لجهله أن هذه الكلمة أو تلك قد انتزعت بحكم الاستبداد من معجم الألفاظ الكتابية - كالقانون الأساسي والخلع وما اشتق منه ، والجمهورية والديناميت - والثورة - والإنصاف والحرية - أو أن عبارة وجب حذفها من أبواب الإنشاء كقولك - العدل أساس الملك - والظلم مرتعه وخيم - والحرية منتهى غايات الأمم. أنا المقالات السياسية فباتت من أمثال العنقاء تذكر ولا ترى . وبات العثمانيون وهم يقرأون في جرائدهم القليلة نتفاً من أخبار الدول ويقرأون شيئاً عن سياسة بلادهم وادارتها إلا ما اشير به إلى نعمة سلطانية أو تعيين وال أو مأمور، أو أدعية متوالية تشف عن غل شديد في أعناق الصحفيين.

ولقد طالما شاقنا استطلاع الأخبار فتسقطناها من بريد أجنبي أو جريدة في سفارة أو دار قنصلية وسئم الناس قراءة جرائد بلادهم كما سئم محرروها كتابتها على هذا النهج ... وكانوا يأمرون أن تشوه الحقائق فتنقل إلينا الأخبار الكاذبة ، فإذا قتل ملك ايطايا امرتهم الصحف أن تقول (توفي فجأة) وإذا طعن كارنو رئيس جمهورية فرنسا على قارعة الطريق قالت بأمر منكم (مات بالنزلة الصدرية).

ومن الجدير بالإشارة أن بعض الصحف والمجلات المطبوعة خارج العراق كانت تصل عن طريق البريد، كما أن بعض المسافرين كانوا يحملون معهم بعض الصحف والمجلات، وبهذه الطريقة كان يتم دخول الصحف والمجلات الصادرة في الخارج إلى العراق.

ويمكن القول بأن أهم سمات الصحف العراقية في تلك الفترة أنها كانت تتضمن المراسيم والبيانات والبلاغات الرسمية والإعلانات الحكومية والأهلية والأخبار والأحداث، وكانت الصحف تستخدم اللغتين التركية والعربية باعتبار أن اللغة التركية هي اللغة الرسمية للدولة وأن اللغة العربية كانت لغة المواطنين. وفي أحيان عديدة كانت الصحف تصدر باللغة التركية وحدها.

وبعد إعلان الدستور العثماني في عام 1908 ، أتيحت الحرية التي منحها الانقلاب الدستوري في إصدار المطبوعات، لذا ظهر عديد من الصحف والمجلات في بغداد وبقية المحافظات. ولعل جريدة بغداد هي أول صحيفة أصدرها القطاع الخاص لصاحبها مراد بك في 6 آب 1908 وكانت تعبر عن حزب الاتحاد والترقي. وقد صدرت ثلاث مرات في الأسبوع وباللغتين العربية والتركية. ثم أصدر عبد الجبار الخياط جريدة العراق في 1909/1/1 وصدرت باللغتين  العربية والتركية أيضا.

ثم شهدت بغداد والبصرة والموصل صدور عدد من الصحف والمجلات في تلك الفترة، وقد قال أحد الكتاب آنذاك يصف وضع الصحف في بغداد : (من يزور بغداد في هذه الأيام يرى أن فيها ما ينيف على خمس عشرة جريدة).

ويلاحظ على صحف تلك الفترة أن عديداً منها كان يصدر باللغتين العربية والتركية، وقسماً آخر باللغة الفارسية، وأن أعمار تلك الصحف والمجلات كان قصيراً، ولم تستطع أن تصدر بشكل يومي نظرا للظروف الطباعية، حيث كانت المطابع الموجودة والعائدة للقطاع الخاص صغيرة أو بدائية وتدار غالباً من قبل مالكيها ولا تملك إمكانات إصدار صحف يومية.

إن فترة التأسيس الأولى لصحافة القطاع الخاص والصحف غير الحكومية التي أعقبت إعلان الدستور العثماني ، والحافلة بالصحف والمجلات قد تركت ، من بين التجارب العديدة، تجربة فريدة ، سجلها صاحب مجلة العلم وهي من أوائل المجلات العراقية التي صدرت بعد الدستور ، حيث نشر كتيباً عن تجربته الصحفية في عام 1911 وهو أول كتيب عن الصحافة العراقية تحدث فيه صاحب المجلة عن عديد من الأمور التي تخص العمل الصحفي. وقد أسمى كتيبه (حياة مجلة العلم في العام الأول) وهو يمثل وضع الصحافة العراقية في تلك الفترة.

ومما أشار إليه الكاتب أن بعض العلماء المشهورين في تلك الفترة كانوا يحرمون قراءة الصحف على أولادهم، كما أن بعض شيوخ العرب في الخارج كانوا يحرقون الصحف والمجلات التي تصلهم قبل قراءتها، ولكنهم وبعد صدور مجلة العلم صاروا يقرؤونها ويدعون لقراءتها.

وحدد صاحب المجلة الفوائد الشخصية التي جناها من نشر مجلته بما يلي :

1-  شهرته في أقطار العالم نتيجة لكتاباته.

2-  معروفيته بالعلم والدين.

3- مجيء  كثير من الصحف والمطبوعات مجانا له.

4- نشر أفكاره وتوسيع نطاق قراء مجلته.

أما المضار الشخصية الناتجة عن إصداره للمجلة فكانت :

1- تشويه سمعته عند العامة وبعض رجال الدين.

2- ضعف صداقة أحبابه القدماء إلا من ندر ، حيث لم يتحفهم بالمجلة مجاناً.

3- بغضاء من خالفه في آرائه.

4- قصوره عن تكميل نفسه علماً وأخلاقاً بسبب شواغله.

5- قصوره عن تحقيق أكثر متطلباته.

6- تعب فكره المفرط بسبب تشتت أفكاره في أمور مختلفة.

7- تعبه في تحرير المجلة وفي تصريف أمورها ومتابعة قضاياها ، وقد أنذره أكثر أصحابه بابتلائه في المستقبل بامراض فكرية وبدنية صعبة العلاج.

8- حسد جملة من الناس له وتربصهم به.

9- الهم الذي يلازمه نتيجة لمتابعة المجلة في الطبع أو التصحيح أو التحرير أو الإدارة.

10- خسارات يومية من ماله.

11- مذلة أخذ الاشتراكات من المشتركين.

12- توقع كثير من أصدقائه أن يعاونهم على تحقيق أغراضهم الشخصية من المجلة من خلال المدح أو المقالات، وحين لا يفعل ذلك ، يعادونه عليها.

ثم يورد في الكتيب تفصيلا دقيقاً للنفقات والإيرادات الخاصة بالمجلة، وهذه تكاد تكون الوثيقة الوحيدة التي تبقت نتيجة لعدم وجود وثائق تخص اقتصاديات الصحف آنذاك. وكانت المجلة تطبع 1500 نسخة في الشهر منها 500 نسخة توزع في الأسواق و450 نسخة إلى المشتركين في البلاد العثمانية مع 50 نسخة للمبادلة مع بقية الصحف في الولايات العثمانية  و 445  نسخة إلى المشتركين في الأقطار خارج البلاد العثمانية مع 45 نسخة لمبادلات الصحف. وحدد صاحب المجلة احتياجاتها لكي تتطور بما يأتي :

1- الألوان الطباعية.

2- الأغلفة الجميلة.

3- تنوع الحروف وبلغات مختلفة.

4- انتظام البريد وحسن عمله.

5- الإعانات التي تساعد المجلة على الاستمرار والتطور.

والجدير بالذكر أن عدد الصحف في الفترة التي أعقبت صدور الدستور العثماني ازداد زيادة كبيرة، حيث سجل أنه ظهرت 37 جريدة خلال ثلاث سنوات، حتى وصل مجموعها قبل الاحتلال البريطاني إلى تسع وستين جريدة ومجلة. وأدت هذه الزيادة ، إضافة إلى النقص في الخبرة الصحفية، إلى أن تنعكس سلباً على الصحف نفسها، فتدنت اساليب الجدل والنقاش فيها. ومن ناحية أخرى، فإن الصحف لم تنهض على أسس مالية راسخة ولم تكن مشاريع محسوبة، مما دفع بمعظمها إلى التوقف السريع.

وقد ضاقت الحكومة العثمانية بأعداد الصحف الكبيرة وما تحمله من اتجاهات مختلفة، إضافة إلى أوضاعها المالية المضطربة، مما دفعها إلى تصفية صحف بغداد والقضاء عليها ، فصدر أمر من وزارة الداخلية في الاستانة عام 1911 يقضي بأن (الجرائد التي حصلت على امتياز ولم تنشر حتى 5 آذار من تلك السنة أو نشرت بضعة أعداد منها ثم احتجبت إلى هذا التاريخ تلغي امتيازاتها).

وايجازا، فقد لخصت جريدة العرب الفقرات التي مرت بها الصحافة التي سبقت دخول القوات البريطانية واحتلالها كما يأتي:

1- دور عبد الحميد أو دور الضغط: حيث انحطت الصحافة وأصبحت تركية العبارة ليس فيها ما يهم الناس قراءته.

2- دور فجر الدستور أو دور إطلاق العنان: حيث صدر عديد من الصحف والمجلات، وحلت الفوضى، وكانت معظم الصحف تصدر باللغتين العربية والتركية.

3- دور ضحى الدستور أو  دور القبض على العنان : حيث نشأت صحف تنادي بالانفصال عن تركيا، فحظرت السلطات العثمانية نشر الصحف إلا برخصة من الاستانة أو بأمر خاص من الوالي.

وعموماً يمكن القول إن صحف تلك المرحلة عانت من :

1- قلة الخبرة بالعمل الصحفي، حيث كان مجمل من يعمل فيها يعتمد على إمكانياته الأدبية والثقافية وقدرته على التعبير. أما الفنون الصحفية فلم تكن معروفة، وكانت قضايا التصميم والإخراج والعناوين تدار وتدبر من قبل المرتبين في المطابع.

2- لم تكن الصحف تمتلك الموارد الكافية التي تعينها على الاستفادة من إمكانيات الصحافة في الدول المتقدمة سواء عن طريق الترجمة أو المراسلة، أو تعينها على الاستفادة من برقيات وكالات الأنباء إلا لماما.

3- قلة القراء نتيجة لانتشار الامية وضعف طرق التوزيع، ومن ثم قلة الموارد التي تعين الصحف على استمرار الصدور.

4- قلة الإعلانات التي تشكل موارد أساسية للصحف.

5- ظهور نزعات ارتزاقية حطت من شأن الصحافة.

وبعد إعلان الحرب العالمية الأولى ، ضيقت الحرية على الصحف ولم تبق منها إلا صحيفة الزهور، وحين دخلت القوات البريطانية البصرة في عام 1914 ، ازداد استخدام الصحافة من قبل الأتراك والبريطانيين لأغراض الدعاية واستماله الجمهور العراقي.

 

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+