أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015
3574
التاريخ: 17-04-2015
5490
التاريخ: 17-04-2015
3822
التاريخ: 16-10-2015
3861
|
لم تكن علاقة الإمام الصادق ( عليه السّلام ) مع جماعته وأصحابه من الناحية التربوية قائمة على أساس الوعظ والارشاد العام من دون تشخيص لمستويات وواقع سامعيه فكريا وروحيا وما يحتاجون اليه ، بل كان ( عليه السّلام ) يستهدف البناء الخاص ويميّز بينهم ويزقّ لهم الفكرة التربوية التي تحركهم نحو الواقع ليكونوا على استعداد تام لتحمل مسؤولية اصلاح الأمة فكان يزوّدهم بالأسس والقواعد التربوية الميدانية التي تؤهلهم لتجاوز الضغوط النفسية والاقتصادية ويمتلكوا الأمل الإلهي في تحقيق أهدافهم .
ونشير إلى بعض ما رفد به الإمام أصحابه من توجيهات ضمن عدّة نقاط :
النقطة الأولى : في الدعوة والاصلاح
قال ( عليه السّلام ) : « إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال :
عالم بما يأمر ، عالم بما ينهى . عادل فيما يأمر ، عادل فيما ينهى . رفيق بما يأمر ، رفيق بما ينهى »[1].
واعتبر الإمام ( عليه السّلام ) النقد البنّاء سببا لسدّ الفراغ والضعف الذي يصيب الافراد عادة ، فقال ( عليه السّلام ) : « أحبّ اخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي »[2].
وقال ( عليه السّلام ) : « إذا بلغك عن أخيك ما تكره ، فاطلب له العذر إلى سبعين عذرا فإن لم تجد له عذرا ، فقل لنفسك لعلّ له عذرا لا نعرفه »[3].
النقطة الثانية : التعامل التربوي في مجال العلم والتعلم
أكّد الإمام الصادق ( عليه السّلام ) على الخطورة التي تترتب على الرسالة العلمية إذا انفكت عن قاعدتها الأخلاقية ووظّف العلم لأغراض دنيوية وما ينجم عنه من تشويه لهذه الرسالة المقدسة . وقد لعب هذا الفصل بين العلم وقاعدته الأخلاقية دورا سلبيا حيث انتج ظاهرة وعاظ السلاطين التي وظّفت الدين لمصلحة السلطان من هنا حذّر الإمام ( عليه السّلام ) من هذه الظاهرة ضمن تصنيفه لطلبة العلم قائلا : « طلبة العلم ثلاثة فاعرفوهم بأعيانهم وصفاتهم : صنف يطلبه للجهل والمراء وصنف يطلبه للاستطالة والختل ، وصنف يطلبه للفقه والعقل .
فصاحب الجهل والمراء ، مؤذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع ، فدقّ اللّه من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه .
وصاحب الاستطالة والختل ، ذو خبّ وملق يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه ، فهو لحلوائهم هاضم ، ولدينه حاطم ، فأعمى اللّه على هذا خبره ، وقطع من آثار العلماء أثره .
وصاحب الفقه والعقل ، ذو كآبة وحزن وسهر ، قد تحنّك في برنسه ، وقام الليل في حندسه ، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا ، مقبلا على شأنه ، عارفا بأهل زمانه ، مستوحشا من أوثق اخوانه فشدّ اللّه من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه »[4].
النقطة الثالثة : الضابطة التربوية للتصدّي والقيادة
وضع الإمام ( عليه السّلام ) قاعدة أخلاقية عامة وضابطة يتعامل بها المؤمن ويطبقها في كل ميادين الحياة ، وبها تنمو الفضيلة ، وتكون أيضا سببا للتنافس الصحيح والبنّاء والتفاضل المبدئي . وبغياب هذه القاعدة واستبدالها بمقاييس مناقضة لها سوف يتقدم المفضول على الفاضل وتضيع القيم وتهدر الطاقات ، قال ( عليه السّلام ) : « من دعا الناس إلى نفسه ، وفيهم من هو أعلم منه ، فهو مبتدع ضالّ »[5].
النقطة الرابعة : المحنة والقدرة على المقاومة
لقد عبّأ الإمام الصادق ( عليه السّلام ) شيعته وعاهدهم في أكثر من مرّة قائلا : إن الانتماء لخطّه سوف يترتّب عليه من الاضطهاد والابتلاء ما لا يطيقه أحد إلّا من اختاره اللّه سبحانه ، كما أن التشيع لا يستحقه إلا أولئك الذين لديهم الاستعداد للتضحية العالية وتحمّل البلاء . وهذا أسلوب إلهي استخدمه اللّه مع أوليائه ، فعن أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السّلام ) عندما ذكر عنده البلاء وما يخص به المؤمن قال : سئل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) من أشد الناس بلاءا في الدنيا ؟ فقال : « النبيون ثم الأمثل فالأمثل ، ويبتلى المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن أعماله فمن صحّ إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف ايمانه وضعف عمله قلّ بلاؤه »[6].
وروى الحسين بن علوان عن أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السّلام ) إنه قال وعنده سدير : « إن اللّه إذا أحبّ عبدا غتّه بالبلاء غتّا »[7].
وقال ( عليه السّلام ) : « قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا ، ولكل نعمة شكرا ولكل عسر يسرا ، اصبر نفسك عند كل بلية ورزية في ولد أو في مال ، فإنّ اللّه إنما يقبض عاريته وهبته وليبلو شكرك وصبرك »[8].
وقال ( عليه السّلام ) : « إنا لنصبر ، وإن شيعتنا لأصبر منّا ، قال الراوي فاستعظمت ذلك ، فقلت : كيف يكون شيعتكم أصبر منكم ؟ ! فقال ( عليه السّلام ) : إنا لنصبر على ما نعلم ، وأنتم تصبرون على ما لا تعلمون »[9].
[1] تحف العقول : 358 ، وبحار الأنوار : 78 / 240 .
[2] تحف العقول : 366 ، وبحار الأنوار : 78 / 249 .
[3] إحقاق الحق : 12 / 279 ، والمشروع الرويّ : 1 / 35 .
[4] الكافي : 1 / 49 ، وبحار الأنوار : 83 / 195 .
[5] تحف العقول : 375 ، وبحار الأنوار : 78 / 259 .
[6] وسائل الشيعة : 2 / 906 .
[7] المصدر السابق : 2 / 908 .
[8] تحف العقول : 361 ، وبحار الأنوار : 67 / 216.
[9] مشكاة الأنوار : 274 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|