كيف يكون الإمام المهديّ عليه السلام حجّة وهو غائب؟ وما هي الفائدة منه حال غيبته؟ |
1382
06:52 صباحاً
التاريخ: 19/11/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/12/2022
1391
التاريخ: 24/12/2022
1521
التاريخ: 21/12/2022
1358
التاريخ: 6/12/2022
1314
|
الجواب : لاشكّ ولا ريب أنّ الإمام المهديّ عليه السلام حجّة الله تعالى على الخلق ، بمعنى أنّ الله تعالى يحتجّ به على عباده يوم القيامة ، وعليه فالحجّية مهمّة من مهام الإمام ووظائفه.
فغيابه عليه السلام عن أنظار الخلق ـ بمعنى أنّ الخلق لا يراه بينما هو يراهم ـ لا يضرّ على هذا المعنى من الحجّية ، فهو ناظر إلى أعمالنا ، ومطّلع عليها.
وإن قلنا : إنّ معنى الحجّية هو الالتزام بأقوال الإمام عليه السلام ، وأوامره ونواهيه ، والعمل عليها ، فغيابه عليه السلام أيضاً لا يضرّ ، إذ يكفي في صحّة إطلاق الحجّية بهذا المعنى هو التزام المؤمن ، بأنّه إذا صدر أمر أو نهي من الإمام سوف يطبّقه ، ويسير على نهجه ، سواء صدر ذلك فعلاً أو لم يصدر ، كما في زمن الغيبة.
علماً أنّ وجود الإمام عليه السلام لا يقتصر على الحجّية ، بل له مهام وفوائد ووظائف أُخرى كثيرة جدّاً ، بحيث يكون الانتفاع به كالشمس إذا غيّبتها السحاب ، كما ورد ذلك في روايات أهل البيت عليهم السلام.
فقد سئل النبيّ صلى الله عليه وآله عن كيفية الانتفاع بالإمام المهديّ عليه السلام في غيبته فقال : « إي والذي بعثني بالنبوّة ، إنّهم يستضيئون بنوره ، وينتفعون بولايته في غيبته ، كانتفاع الناس بالشمس ، وإن تجلّلها السحاب » (1).
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال ـ بعد أن سئل عن كيفية انتفاع الناس بالحجّة الغائب المستور ـ : « كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب » (2).
وروي أنّه خرج من الناحية المقدّسة إلى إسحاق بن يعقوب على يد محمّد بن عثمان : « وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب » (3).
فيمكن أن يقال : إنّ الشبه بين مهدي هذه الأُمّة ، وبين الشمس المجلّلة بالسحاب من عدّة وجوه :
1 ـ المهديّ عليه السلام كالشمس في عموم النفع ، فنور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه.
2 ـ إنّ منكر وجود المهديّ عليه السلام كمنكر وجود الشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار.
3 ـ إنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها فإنهم ينتظرون في كلّ آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ؛ ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيّام غيبته عليه السلام ، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه ، وظهوره في كلّ وقت وزمان ولا ييأسون منه.
4 ـ إنّ الشمس قد تخرج من السحاب على البعض دون الآخر ، فكذلك يمكن أن يظهر في غيبته لبعض الخلق دون البعض.
5 ـ إنّ شعاع الشمس يدخل البيوت بقدر ما فيها من النوافذ ، وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع ، فكذلك الخلق إنّما ينتفعون بأنوار هدايته بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسّهم ومشاعرهم ، من الشهوات النفسية والعلائق الجسمانية ، والالتزام بأوامر الله والتجنّب عن معاصيه ، إلى أن ينتهي الأمر حيث يكون بمنزلة مَن هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب.
_______________
1 ـ كمال الدين وتمام النعمة : 253 ، ينابيع المودّة 3 / 238 ، كشف الغمّة 3 / 315.
2 ـ كمال الدين وتمام النعمة : 207 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 253 ، روضة الواعظين : 199.
3 ـ كمال الدين وتمام النعمة : 485 ، الاحتجاج 2 / 284 ، الخرائج والجرائح 3 / 1115.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|