المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الرشحيات المنقولة بالمفصليات
21-1-2016
دور نظرية الظاهر في حماية الغير المعامل مع الشركات التجارية
1-10-2018
معنى الرشد
2024-05-21
الشروط القانونية للواقعة محل الاثبات
21-6-2016
قاعدة « وجوب التخلية بين المال و مالكه‌ »
20-9-2016
Andrea Tacquet
18-1-2016


زيارة البيوت  
  
1178   09:14 صباحاً   التاريخ: 12/11/2022
المؤلف : الشيخ. د. أكرم بركات
الكتاب أو المصدر : كيف تتواصل مع الناس؟
الجزء والصفحة : ص89 ــ 96
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 2165
التاريخ: 2023-12-27 1036
التاريخ: 2023-05-28 1272
التاريخ: 24-6-2016 2332

(تزاوروا)(1)، دعوة أكد عليها رسول الإسلام وأهل بيته الأطهار انطلاقا من الدور الاجتماعي الذي رسمه الله تعالى للإنسان في هذه الحياة.

ثواب الزيارة

ضمن سياسة الترغيب التي انتهجها الإسلام ورد الكثير من الروايات المبينة لثواب زيارة المؤمنين بقيمة عظيمة هي أن زائر المؤمن هو زائر الله، فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله): (من زار أخاه في بيته قال الله ـ عز وجل ـ له: أنت ضيفي وزائري، عليّ قراك....)(2).

شرط ثواب الزيارة

غير خافٍ ما تضمنه الحديث السابق من عظيم الثواب الذي يناله الزائر، لكن بشرط أن تكون الزيارة لا لمصلحة دنيوية من دون الله، بل أن تكون لله تعالى، وهذا ما بيّنته عدة روايات منها:

- عن الإمام الصادق (عليه السلام): (من زار أخاه في الله قال الله ـ عز وجل: إياي زرت، وثوابك علي، ولست أرضى لك ثوابا دون الجنة)(3).

- عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا لحاجة منه إليه، كتب من زوار الله، وكان حقيقا على الله أن يكرم زائره)(4).

- عن الإمام الصادق (عليه السلام): (من زار أخاه لله لا لغيره، التماس موعد الله، وتنجز ما عند الله، وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه: ألا طبت وطابت لك الجنة)(5).

- وعنه (عليه السلام): (من زار أخاه في الله ولله جاء يوم القيامة يخطر بين قباطي(6)، من نور لا يمر بشيء إلا أضاء له)(7).

- وعنه (عليه السلام): (إن لله ـ عز وجل ـ جنة لا يدخلها إلا ثلاثة: رجل حكم على نفسه بالحق، ورجل زار أخاه المؤمن في الله، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله)(8).

أهداف الزيارة

رسمت الأحـاديـث الـواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وأهـل بيته (عليهم السلام)، حول زيارة المؤمنين عدّة أهـداف يمكن مقاربتها من خلال العناوين الآتية:

1ـ تغذية العاطفة

لا يخفى أن للإنسان حاجات نفسية لا تقل شأنا عن الحاجات الجسدية، والتواصل الاجتماعي له أثر كبير في التغذية النفسية العاطفية المطلوبة، من هنا ورد عن الإمام علي (عليه السلام): (لقاء أهل الخير عمارة القلب)(9)، والزيارة هي من المصاديق الجميلة لهذا اللقاء والتواصل الذي يغذي هذه العمارة القلبية. وهذا ما أشار إليه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فيما ورد عنه: (الزيارة تنبت المودة)(10).

2ـ تطوير الوعي

أشارت بعض الأحاديث إلى ترشيد زيارة المؤمنين بتنضيج العقول لإيجاد ونشر الوعي في المجتمع من خلال الأحاديث التي تُطرح في الزيارة، فيكون فيها المغنم في إيجاد حالة النضوج العقلي بين الناس، فعن الإمام الهادي (عليه السلام): (ملاقاة الأخوة نشرة وتلقيح العقل، وإن كان نزراً قليلا)(11).

3- نشر الهداية

دعا أهل البيت (عليهم السلام)، إلى اغتنام اللقاءات والزيارات بإحياء أمرهم من خلال الحديث عن الإسلام المحمدي الأصيل، وإبقاء شعلته وضاءة في المجتمع، فعن الإمام الباقر (عليه السلام): (تزاوروا في بيوتكم؛ فإن ذلك حياة لأمرنا رحم الله عبدا أحيا أمرنا)(12)

4ـ مساعدة المؤمنين

إن زيارة المؤمنين التي تكلل بإحياء أمر الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)، وأهل بيته (عليهم السلام)، بذكر أحاديثهم الجاذبة تؤكد المودة والتعاطف بين المؤمنين، وتحثهم على مساعدة بعضهم البعض، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (تزاوروا؛ فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم، وذكـرا لأحاديثنا وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض....)(13).

ابليس وزيارة المؤمنين

مما تقدم نفهم سبب انزعاج إبليس من التزاور بين المؤمنين والذي ورد فيه عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده لعلها من زيارة الأخوان في الله بعضهم لبعض)(14).

نصائح للزائر

بعد التأكيد على كون القصد من الزيارة التقرب إلى الله تعالى دعت الأحاديث إلى مراعاة الأمور الآتية:

1ـ زيارة الأخيار

عن الإمام علي (عليه السلام): (زر في الله أهل طاعته)(15).

عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا زرت فزر الأخيار، ولا تزر الفجار)(16).

2ـ تخفيف الزيارة

عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (زر غباً تزدد حباً)(17).

 وعن الإمام علي (عليه السلام): (إغباب الزيارة أمان من الملالة)(18).

نصائح للمزور

1ـ الترحيب به

إن الترحيب بالزائر يشعر بأن المزور سعيد بالزيارة، ولو كان هذا الترحيب عبر ملامح الوجه، ففي حديث أدب اللقاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): (تلقى أخاك ببشر حسن)(19).

2ـ الأناقة

إن تزين المزور بمناسبة قدوم الزائر إليه يشعر الأخير بالاهتمام به، مما يزيد أواصر العلاقة، فعن الإمام علي (عليه السلام): (ليتزين أحدكم لأخيه المسلم إذا أتاه)(20).

3- كرم الضيافة

عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (إن الله كريم يحب الكرم)(21)، والكرم كما يفهم من الحديث الوارد عن الإمام علي (عليه السلام)، يتحقق بأن يأتي المزور بما لديه للزائر، ففي الحديث عن الإمام علي (عليه السلام): (الكريم من جاد بالموجود)(22).

ومن المعيب أن يتذمر المزور من ضيافة الزائر خوفا من نقص في رزقه، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ضمانة في عدم نقصان الرزق بضيافة الزائر، ففي الحديث عنه (صلى الله عليه وآله): (الضيف يجيء برزقه، ويذهب بذنوب أهله)(23).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج75، ص347.

2ـ المصدر السابق، ج71، من 345.

3ـ المصدر السابق.

4ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج72، ص364.

5ـ المصدر السابق، ج71، ص342.

6ـ قباطي: ثياب كتان بيض رقاق/ أنظر: ابن منظور، محمد، لسان العرب، (لا، ط). بیروت، دار صادر، (لا، ت) ج7، ص373.

7ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص177.

8ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج71، ص 348.

9ـ المصدر السابق. ج74، ص 208.

10ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج71، ص355.

11ـ المصدر السابق، ص353.

12ـ المصدر السابق.

13ـ المصدر السابق، ص258.

14ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج71، ص263.

15ـ الواسطي، علي، عيون الحكم والمواعظ، ص277.

16ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج75، ص202.

17ـ المصدر السابق، ج71، ص355.

18ـ الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ج2، ص1193.

19ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص103.

20ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج10، ص91.

21ـ الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ج3، ص2685.

22ـ الواسطي، علي، عيون الحكم والمواعظ، ص27.

23ـ الجزائري، عبد الله، التحفة السنية، شرح الجزائري. (لا، ط)، (الاسم)، (لا، ن). (لا، ت)، ص313. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.