المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أسباب ودوافع التخريب لدى الأطفال / الأسباب النفسية  
  
1798   01:30 صباحاً   التاريخ: 22/9/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص283ــ285
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2018 1791
التاريخ: 12-10-2018 2179
التاريخ: 29-12-2022 1355
التاريخ: 25-4-2018 2439

في الواقع ان نزعة التخريب عند الاطفال جذوراً نفسية فالطفل لا يقدم على التخريب عملياً الا بعد ان يكون قد ورد على ذهنه وخطط له مع نفسه. ومن شأن شعور الطفل بحاجة الى شيء ما والحرمان من شيء أن يدفعه الى التخريب - ونشير فيما يلي الى بعض هذه الأسباب :

١ -التحري: قلنا ان الطفل يلجا احيان الى التخريب بسبب حب التحري والتقصي ومعرفة حقيقة الأشياء، دون أن يقصد التخريب لذاته .

٢ -الحساسية: الطفل بطبيعته حساس ازاء الاشياء التي يراها امامه، ومن مقتضيات نموه هو سعيه الى العبث بالاشياء وتجريبها وأحيانا تخريبها. فالطفل عادة يكون مغرماً بمعرفة ماذا سيحصل لو فعل الشيء الفلاني وماذا سيترتب على ذلك وهذا ما يدفع الوالدين لاتهامه بالنزوع نحو التخريب.

٣ -الخيال الطفولي: في بعض الأحيان يعبث الأطفال بشي ما بهدف إرضاء خيالاتهم الطفولية، لأن الأطفال يتمتعون بقدرة فائقة على التخيل حتى انهم قد يبنون في خيالهم قصوراً في القمر، ويصنعون اجنحة يطيرون بها في السماء. ومن هنا فانهم قد يقدمون على التخريب من اجل تحقيق اوهامهم وتخيلاتهم.

٤ -حب الاستفراد: وقد يلجأ الطفل الى التخريب أحياناً بسبب رغبته في الاستفراد بتملك شيء معين دون ان يستطيع تحقيق ذلك. وفي الواقع كانه يقول بذلك: اذا مت ظمآناً فلا نزل القطر.

5- الاضطراب: واحياناً قد يمارس الطفل التخريب بسبب نوع من الاضطراب النفسي الذي يخرجه عن توازنه ويفقده السيطرة على إرادته.

٦ -الأسباب العاطفية: الكثير من الممارسات التخريبية لها اسباب وجذور عاطفية، وبعبارة اخرى يلجأ الطفل أحياناً الى ممارسة التخريب لأن شيئاً ما يجرح عواطفه ويمكن الاشارة في هذا المجال الى مسائل عديدة منها:ـ

أ - افراغ الانفعالات: يلجأ الاطفال أحياناا لى التخريب بهدف افراغ انفعالاتهم النفسية. وهذه المسألة تعد من وجهة النظر العلمية نوعاً من رد الاعتبار. فمثلاً يلجأ الطفل الغاضب بسبب التأنيب أو التوبيخ او الضرب الى التخطيط في عالمه الخيالي للثأر ورد الاعتبار لكنه عندما يعجز عن تنفيذ مخططه في الواقع، يندفع بشكل لا ارادياً الى ممارسة الشغب والتخريب للتنفيس عن غيضه.

ب - الحسد: واحياناً يقدم الطفل على التخريب تعبيراً عن الحسد والاحتجاج على اهتمام الأخرين بطفل أخر اكثر منه.

ج - اليأس: الطفل يبني عادة آمالاً كبيرة على أبويه ويعتبرهما الملجأ الأول والأخير في حياته، ومن هنا إذا شعر في وقت ما انهما لا يعيرانه أهمية ويبخلان عليه بالعطف والمحبة، يصاب باليأس والاحباط، ولا يعد يكترث لعواقب أفعاله وتصرفاته.

د - إظهار الغضب: كيف يعبر الطفل الغاضب من والديه وذويه عن غضبه؟ في بعض الحالات يكون الطفل غاضباً بشدة ولا تسعفه الفاظه للتعبير عن غضبه بالكلام، فيلجأ للتعبير عن ذلك الى ارتكاب اشد الأفعال التخريبية




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.