أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-06
1052
التاريخ: 2023-03-18
1094
التاريخ: 2-9-2016
1887
التاريخ: 17-1-2019
2080
|
لا شك أن مجتمعاتنا اليوم مصابة بأنواع من الانحرافات الروحية، مرتطمة في بحر من المفاسد النفسية، وقد تقهقرت في أخلاقها بمقدار ما تقدمت في تأمين وسائل الحياة لنفسها، وهي بمرور الأيام تزداد اسقاماً ملأت محيط الحياة آلاما قاتلة. فالذين سعوا في سبيل الفرار من الآلام سعياً حثيثا تراهم قد آل أمرهم في النهاية إلى التورط في الآثام وإلى اللجوء إلى أحضان الرذائل، كي يخففوا عن أنفسهم الآلام الروحيّة ويقللوا القلق والاضطراب، وهيهات أن تشع شمس السعادة النيرة في حياة هؤلاء.
وكأنما تحرر آحادهم عن جميع القيود والشروط، وجعلوا يتسابقون في الانحطاط والسقوط، ونحن إذا لاحظنا جيداً رأينا أنهم يستعملون وسائل التقدم المتزايدة يوماً بعد يوم في ضد ما وضعت له، وقد أصبحت المظاهر المادية محور المنى والآمال، وأصبح ظلام الآثام مضللاً على هذا المجتمع.
فيا ليتهم كانوا يصرفون جزءاً من هذه الثروة الطائلة التي يصرفونها في الضلال والضياع، في توسعة نطاق الأخلاق، والقوانين الأخلاقية ثابتة لا تقبل التبديل، ومع ذلك فهي دائما في معرض التغيير والتحول، تبدو كل يوم في شأن. وواضح من دون بيان أنه ما لم تصبح الفضيلة مقياس الشخصية في مجتمع ما فإن الأفراد في ذلك المجتمع سوف لا يلتفتون إليها أبداً، بل أنهم يتأثرون بالعقل الجماعي في بيئتهم فيتبعون كل ما أقبل عليه الآخرون من دون أن يفكروا في عواقبه السيئة. وينبغي أن نعلم من هنا ان المدنية والحضارة الحديثة لا تستطيع أن توجد الأخلاق الفاضلة الصحيحة، ولا تقدر على أن تضمن سعادة المجتمع وصلاحه. يقول العالم الفرنسي الدكتور كارل: (إننا بحاجة إلى عالم يقدر فيه كل واحد منا على أن يجد لنفسه المكان المناسب في الحياة، ولا يفرق فيه بين المادة والمعنى، فنعلم كيف نعيش، إذ أنا قد علمنا الآن أن السير في درب الحياة بدون دليل أمر خطير والعجيب أن التفاتنا إلى هذا الخطر كيف لم يبعثنا على السعي في سبيل تحصيل الوسائل للعيش المعقول في هذه الحياة والحقيقة أن الذين يلتفتون الآن إلى هذا الخطر عدد قليل من الناس، وأن القسم الأعظم منهم يعيشون في اتباع أهوائهم وهم مهما وفرت لهم التكنولوجيا المادية من وسائل الحياة في سكر عظيم، ولا يرضون بأن يدعوا بعض هذه المزايا الحضارية والمدنية. إن الحياة اليوم أصبحت كمياه نهر عظيم تسربت إلى منحدر من الأرض، فهي تنحدر خلف آمالنا وأمانينا وبالتالي تجر إلى أقسام من الانحطاط والفساد، لإرضاء الأمنيات والمنافع الشخصية العاجلة والأفراح، إن الناس قد أوجدوا لأنفسهم حوائج جديدة وهم يسعون جادين في سبيل سد هذه الحوائج وهناك إلى جانب هذه الحوائج والأميال اهواء أيسر استجابة من هذه الحوائج يفرح بها الناس فرحاً عاجلاً كالغيبة، واللغو، والسفسطة ... وهي أضر عليهم من الكحول).
إن إحدى المفاسد الاجتماعية التي نبحث عنها هنا هي الغيبة. ولسنا بحاجة إلى أن نوضح معناها الاصطلاحي، فإنه يدرك معناها كل عالم وجاهل بكل سهولة ويسر.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|