هل صحيح أنّ سيف ذو الفقار للإمام علي عليه السلام قد أنزله الله من السماء؟ |
5000
10:46 صباحاً
التاريخ: 24-8-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-6-2022
1881
التاريخ: 14-8-2022
1428
التاريخ: 16-7-2022
1861
التاريخ: 29-5-2022
30584
|
الجواب : إنّ نزول سيف ذو الفقار من السماء نقله العلاّمة ابن شهر آشوب عن تفسير السدي عن ابن عباس في قوله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ } [الحديد: 25] ، قال : أنزل الله آدم من الجنّة معه ذو الفقار ، خلق من ورق آس الجنّة ، ثمّ قال : {فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} [الحديد: 25].
وكان به يحارب آدم أعداءه من الجنّ والشياطين ، وكان عليه مكتوب : « لا يزال أنبيائي يحاربون به نبيّ بعد نبيّ ، وصدّيق بعد صدّيق ، حتّى يرثه أمير المؤمنين ، فيحارب به عن النبيّ الأُمي ».
ثمّ قال : وقد روى كافّة أصحابنا أنّ المراد بهذه الآية ذو الفقار ، أنزل به من السماء على النبيّ فأعطاه علياً.
وسئل الإمام الرضا عليه السلام من أين هو؟ فقال : « هبط به جبرائيل من السماء ، وكان حلية [ حليته ] من فضة ، وهو عندي » (1).
وهذا أحد الأقوال ، إذ ذهب بعضهم إلى أنّ جبرائيل أمر النبيّ صلى الله عليه وآله أن يتّخذ سيف ذو الفقار من صنم حديد في اليمن ، فذهب علي وكسّره ، وعمل منه ذو الفقار.
وقيل : إنّه كان من هدايا بلقيس إلى سليمان عليه السلام.
نعم ، ورد عن طرق أهل السنّة ، فضلاً عن الشيعة : إنّ جبرائيل قد سمع يقول : « لا سيف إلاّ ذوالفقار ، ولا فتى إلاّ علي » (2).
قال الطبري : « حدّثنا أبو كريب قال : حدّثنا عثمان بن سعيد قال : حدّثنا حبّان بن علي ، عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبيه عن جدّه قال : لمّا قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية ، أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركي قريش ، فقال لعلي : « احمل عليهم » ، فحمل عليهم ، ففرّق جماعتهم ، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي.
فقال جبرائيل : « يا رسول الله إن هذه للمواساة » ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : « إنّه منّي وأنا منه » ، فقال جبرائيل : « وأنا منكما ».
قال : فسمعوا صوتاً : لا سيف إلاّ ذو الفقار ، ولا فتى إلاّ علي » (3).
ولا مانع أن يكون سيف ذو الفقار قد نزل من السماء ، فإنّ به ثبت الدين ، وانهزم المشركون ، وعلت كلمة الحقّ ، فإذا أقررنا شهادة جبرائيل بأن لا سيف إلاّ ذو الفقار ، فتعظيماً لمقام هذا السيف ، وإمعاناً في بيان فضله ومنزلته عند الله لم يكن نزوله من السماء شيئاً مستبعداً.
وقال جميع المفسّرين من الفريقين في تفسير قوله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ} [الحديد: 25] وأنّ الحديد أنزله الله مع آدم ، وهي السندان والإبرة والحبل ، وكان كلّها من حديد ، فهذا إقرار منهم بأنّ الله قد أنزل مع آدم هذه الآلات من الحديد ، فإنزال السيف هو الأوفق بسياق الآية ، فإنّ البأس الشديد مع منافع الناس إشارة إلى أنّ البأس الشديد هو محاربة الكفّار ، وتثبيت كلمة الله.
ثمّ أردف قوله تعالى بعد ذلك : ( وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ ) إشارة إلى أنّ النصر لا يتأتى إلاّ بآلات الحرب ، ومنها السيف ، فمناسبة النصر والبأس الشديد لا تكون إلاّ ما يناسبها وهو السيف ، ولا معنى للاقتصار على الإبرة والسندان وغيرها ، فإنّ الآية في مقام البأس الشديد ، والانتصار لله ولدينه ، فلا يناسبها .
إلاّ السيف ، وذكر الإبرة والسندان يناسب قوله : ( وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ).
فبمقتضى المقابلة بأس شديد يقابلها السيف ، ومنافع للناس يقابلها الإبرة والسندان ، فلا منافاة إذاً من الجمع بين السيف وبين ما ذكره عامّة المفسّرين من الشيعة والسنّة.
________________
1 ـ مناقب آل أبي طالب 3 / 81.
2 ـ الكافي 8 / 110 ، الإرشاد 1 / 84 ، ذخائر العقبى : 74 ، شرح نهج البلاغة 11 / 217 و 13 / 293 ، نظم درر السمطين : 120 ، تاج العروس 3 / 474 ، كشف الخفاء 2 / 363 ، تاريخ مدينة دمشق 39 / 201 و 42 / 71 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 197 ، البداية والنهاية 4 / 54 و 6 / 6 و 7 / 250 و 293 و 372 ، السيرة النبوية لابن هشام 3 / 615 ، السيرة النبوية لابن كثير 3 / 94 و 4 / 707 ، جواهر المطالب : 189 ، ينابيع المودّة 1 / 434 ، و 2 / 12.
3 ـ تاريخ الأُمم والملوك 2 / 197.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|