أقرأ أيضاً
التاريخ: 17/11/2022
744
التاريخ: 20-5-2021
1753
التاريخ: 21/11/2022
1302
التاريخ: 18-5-2021
1675
|
بين الحربين: خطة أورانج
بذل بعض المفكرين المحنكين أمثال الرائد إلیس واللواء ليجيون جهودا كبيرة في نفض غبار النسيان عن سلاح مشاة البحرية، بالإضافة إلى التقييم الاستراتيجي لحرب مستقبلية مع اليابان. وبعد الحرب العالمية الأولى، طور مجلس الجيش والبحرية المشترك ما سمي بخطة أورانج لوضع استراتيجية خاصة بالحرب ضد اليابان. وعندما وضعت الخطة، اتضح أكثر أن جغرافيا المحيط الهادي كانت عاملا حاسة. فالعدد الذي لا يحصى من الجزر والأرخبيلات التي انتشرت على مساحات واسعة من المحيط كانت هي التضاريس الرئيسية، ويتعين الاستيلاء عليها إذا أرادت الولايات المتحدة تحقيق النصر (1992 Brown). وصورت خطة أورانج الأصلية أن الحرب ضد اليابان ستتم على مرحلتين:
1- عملية إعاقة تنفذها قوات الحامية الأمريكية في أراضي الجزر البعيدة.
2- الهجوم المضاد الذي يشق الأسطول في اثنائه طريقه عبر المحيط الهادي لتخفيف العبء عن القوات المحاصرة، واستعادة الجزر التي تمت خسارتها، والوصول إلى ذروة الحرب بعملية يشنها الأسطول ضد اليابانيين (1973 Weigley).
إلا أن الواقع الجغرافي للحرب في المحيط الهادي بدأ بتغيير طريقة تفكير المخططين الاستراتيجيين بسبب قلة القواعد بين هاواي ومانيلا لدعم تقدم الأسطول باتجاه الغرب، ولأن المسافات العملياتية كانت شاسعة. فالمسافة بين سان فرانسيسكو وميناء بيرل تبلغ 2000 ميل، والمسافة من ميناء هاربر إلى طوكيو هي 3400 میل. فمن دون وجود قواعد ومراسي على طول الطريق، لم تتمكن البحرية من التفكير في القتال عبر تلك المسافات (1973 Weigley). وعلاوة على ذلك، فقد كان اليابانيون يسيطرون على عدد من الجزر على طول محور التقدم المقصود. ولذلك، بدأ التركيز بحدة على فكرة استخدام المارينز للاستيلاء على جزر العدو حيث عمل الجنرال ليجيون عام 1921 على تلخيص المعضلة الجغرافية كما يلي: " يوجد على کلا جانبي أسطول يعبر المحيط الهادي عديد من الجزر التي تناسب العدو لاستخدامها لنصب محطات لاسلكية أو قواعد جوية أو قواعد غواصات أو مدمرات " (47 :1970 Parker).
عملت ألعاب الحرب التي صممت لتقييم خطة أورانج على تغيير الآفاق المستقبلية الاستراتيجية في مطلع عقد العشرينيات من القرن العشرين. فقد أثبتت وجود أمل ضئيل في أن الحاميات الموجودة على الجزر النائية في المحيط الهادي ستتمكن من الصمود المدة طويلة من الزمن في حال قرر اليابانيون الهجوم. وبالتالي، تحولت الخطط بسرعة إلى فكرة أن اليابانيين سيستولون على هذه الجزر ويسيطرون عليها، وبالتالي، ستتعين استعادتها إذا أرادت الولايات المتحدة أن تتقدم بأسطولها إلى داخل المياه اليابانية( Weigley 1973). ودلت الألعاب الحربية على أن خسائر الأسطول لن تكون مقبولة إذا حاولت الولايات المتحدة استعادة منطقة غرب المحيط الهادي من دون تأمين الجزر الواقعة تحت سيطرة العدو على طول الطريق (1973 Weigley).
ولذلك، تطورت خطة أورانج وتم تجاهل المعركة البحرية الهائلة التي كان من المتوقع أن تحسم الحرب. وتبنى المخططون بدلا من ذلك طريقة جديدة، وهي أنه " يجب أن يتم التقدم العسكري والبحري نحو الشرق الأقصى من خلال عملية تطهير تدريجي يتم خلالها الاستيلاء على جميع الجزر الموجودة على طول الطريق واحتلالها عند المرور بها " (254 :1973 Weigley). دعت خطة أورانج الجديدة إلى استراتيجية التنقل بين الجزر التأمين - أو الاستيلاء على - الجزر بوساطة الهجوم وإنشاء قواعد جوية ولوجستية ومراسي فيها من أجل تقريب القوات البحرية إلى مسافة تمكنها من ضرب اليابان. وأوكلت مهمة تنفيذ هذه الحملة والتنقل بين الجزر إلى مشاة البحرية؛ لأنهم على ما يبدو كانوا الأنسب لهذه المهمة بالتحديد، وكانوا أصلا يفكرون في ذلك الاتجاه (1970 Parker).
باشر الرائد إليس سلسلة من الدراسات التي تتناول جدوى الاستيلاء على شاطئ بالهجوم. وكان تركيزه بطبيعة الحال منصبا على المحيط الهادي، حيث فرض الواقع الجغرافي للأنواع المختلفة من الجزر مجموعة جزئية فريدة من المشكلات على قوات المارينز. كان هناك كثير من الجزر الصغيرة جدا بحيث تكاد تنعدم إمكانية خداع العدو حول مكان وقوع الهجوم الرئيسي، مما يستدعي تطوير تكتيكات متخصصة وأسلحة وزوارق إنزال (1970 Weigley). علاوة على ذلك، اضطروا إلى التفكير بالهجوم ضد الجزر المرجانية والجزر البركانية الموجودة ضمن منظومة قوس الجزر وشواطئ البر الرئيسي على الجزر الأكبر، مثل أوكيناوا واليابان نفسها. وقد فرض كل نوع من الجزر تحديات جغرافية مختلفة.
أثبت إليس أنه مفكر لا يكل ولا يمل وثاقب البصيرة. فخلال مطلع عقد العشرينيات من القرن العشرين، جاب جزر المحيط الهادي وجمع المعلومات عن التضاريس والهيدروغرافيا [علم وصف المياه]، ووضع نظريات جديدة حول الهجمات البرمائية. وأرسى أساسا راسخ لتطوير الطريقة البرمائية (1992 Brown). وفي عام 1921، نشر ورقة تتناول كيفية استعادة جزر المحيط الهادي. وقد تلقى توجيها من الجنرال ليجيون لإجراء دراسة مفصلة لتقييم الطريقة والتكتيكات والمعدات اللازمة لمواصلة حرب برمائية (1970 Parker). ولكن للأسف، توفي إليس بطريقة مشبوهة نوعا ما في عام 1923 في حين كان في جولة على جزيرة بالاو التي كان يسيطر عليها اليابانيون. ومع ذلك فقد أثبتت مؤلفاته أنها نقطة تحول مهمة بعد دراسة دامت ثلاثة عشر عاما ستؤدي إلى تطوير الطريقة التي أفضت في نهاية المطاف إلى الفوز بحرب المحيط الهادي .(Costello 1981; King 1946).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|