المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



نحن بحاجة إلى تسديد إلهي عن طريق الدعاء  
  
1737   10:12 صباحاً   التاريخ: 18-8-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص62 ـ 65
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-7-2018 2019
التاريخ: 18/12/2022 1251
التاريخ: 2-9-2016 4902
التاريخ: 2024-03-30 708

إن الإنسان بطبعه فقير ومحتاج إلى ركن وثيق يلجأ إليه عندما يمر بحاجة أو بلاء أو مصيبة حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[فاطر: 15]، بل نحن بحاجة أن نلجأ إليه وندعوه في كل شيء إذ لا حول ولا قوة إلا به ومثلها مثل الجهاز الكهربائي أو المصباح فهو يبعث الضياء ويشتغل إذا اتصل بالتيار الكهربائي وينطفئ ويقف عن الاشتغال إذا انقطع عن التيار الكهربائي وهكذا فكل ما في الكون من وجود لا حول له ولا قوة على الحركة والعطاء إلا بأمر الله وتدخله لذلك يتوجب علينا أن نلجأ إليه لقضاء الحوائج لأننا مؤمنون به، أما الملحدين والكافرين بربوبيته فيعيشون حياة الشقاء والضياع لأنهم أنكروا خالقهم وفقدوا تلك القوة المعينة التي تستطيع فعل كل شيء كما قال تعالى: {نَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[النحل: 40]، لذلك تجد كثرة حوادث الانتحار بين شعوبهم وكثرة الإصابات بالأمراض النفسية والعقلية وحوادث الانهيار العصبي.. أما الشعوب المؤمنة بالله تعالى فلا تجد تلك الحوادث حيث يعيشون الاطمئنان والسعادة والاستقرار وفي أصعب الظروف وأشد المصائب وهناك من المؤمنين من يجد استئناسا بنزول البلاء عليه لأنه يعلم أن ذلك تخفيف له من الذنوب ورفعة له من الدرجات وزيادة له في الحسنات.. وبناءً على ذلك فإن مسألة الولاية والبراءة والتي هي من ضروريات الدين بحاجة إلى تسديد ألهي ولا يتحقق هذا التسديد إلا بإيجاد الأرضية الصالحة من المراقبة والمحاسبة وتطهير القلب والجوارح بالأعمال الصالحة.. وإن المؤمن يجب أن يبقى لسانه رطباً بالدعاء من الله وطلب العون منه حيث لا حول ولا قوة إلا به حيث قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر: 60]، وقال تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}[الفرقان: 77]، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم؛ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تدعون ربكم بالليل والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء)(1)، وقال (صلى الله عليه وآله): يدخل الجنة رجلان كانا يعملان عملا واحدا فيرى أحدهما صاحبه فوقه، فيقول: يا رب بما أعطيته وكان عملنا واحدا؟ فيقول الله تبارك وتعالى سألني ولم تسألني)(2)، ولكي تتحقق استجابة الدعاء يجب توفر شروطه من تجنب الاكل الحرام والفعل الحرام حيث روي أن موسى (عليه السلام)، رأى رجلا يتضرع تضرعاً عظيما، ويدعو رافعا يديه ويبتهل، فأوحى الله إلى موسى: لو فعل كذا وكذا لما استجبت دعاءه لان في بطنه حراما وعلى ظهره حراما وفي بيته حراماً)(3).

ومن شروط الدعاء أيضا التوجه القلبي حيث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك ووجل قلبك فدونك دونك فقد قصد قصدك) (4).

وعلى الداعي أن يتجنب الذنب والمعصية حيث ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن العبد يسأل الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطيء، فيذنب ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقضي حاجته واحرمه إياها فإنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني)(5)، لذلك نحتاج التسديد الإلهي في تزكية أعمالنا فندعوه راغبين وقد وردت مضامين عالية من مكارم الاخلاق في أدعية الصحيفة السجادية وهي تؤكد على ما أشرنا إليه من الحب في الله والبغض في الله وإصلاح ذات البين والعفو والمسامحة والتوادد... الخ، حيث ورد في فقرات منه (اللهم صل على محمد وآل محمد وبلغ بإيماني أكمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين وانته بنيتي إلى أحسن النيات وبعملي إلى أحسن الأعمال، اللهم وفر بلطفك نيتي، وصحح بما عندك يقيني واستصلح بقدرتك ما فسد مني... وحلني بحلية الصالحين وألبسني زينة المتقين في بسط العدل وكظم الغيظ وإطفاء الثائرة وضم أهل الفرقة وإصلاح ذات البين وإفشاء العارفة وستر العائبة، والسبق إلى الفضيلة ولا تبتليني بالكسل عن عبادتك ولا العمى عن سبيلك ولا بالتعرض لخلاف محبتك ولا مجامعة من تفرق منك ولا مفارقة من اجتمع إليك.. الخ)(6).

وعلينا أن نتأسى بحملة العرش حين الدعاء فهم يفتتحون الدعاء بالتسبيح والتقديس لله ثم الدعاء للمؤمنين حيث يقولون (ربنا وسعت كل شيء علماً ورحمة واغفر للذين آمنوا).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: ج2، ص468، ح3.

2ـ الوسائل: ج7، ص24، ح8605.

3ـ المستدرك: ج5، ص217، ح5730.

4ـ الكافي ج2، ص478، ح8.

5ـ المصدر السابق: ص271، ح14.

6ـ فقرات من دعاء مكارم الاخلاق (الصحيفة السجادية). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.