نهاية الحرب الباردة

أدى سقوط جدار برلين وزوال الاتحاد السوفيتي السابق إلى تغييرات كبيرة في استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية (1995 Shalikashvili). كما أن التحول الكبير في التوجه الاستراتيجي برر التغييرات الجوهرية في حجم الجيش الأمريكي وهيكل قوته واستعداده. وبرغم انخفاض أعداد الوحدات المنتشرة في الجبهات الأمامية، فقد ازداد انخراط البلاد في عمليات عسكرية غير حربية بمعدل لم يسبق له مثيل. وبين عامي 1989 و1997، شارك الجيش الأمريكي في خمس وأربعين عملية غير حربية، وهو عدد يزيد على ثلاثة أضعاف عدد العمليات التي تمت خلال حقبة الحرب الباردة بأكملها من عام 1947 إلى عام 1989 (1998 Binnendijk). أتاحت نهاية الحرب الباردة فرصة سانحة لإعادة النظر في نطاق الجغرافيا العسكرية .(Anderson 1993; Palka 1995; Palka and Galgano 2000; O'Sullivan 2001) ویری راسل (1954 Russell) وجاکان (1962 Jackman)، أن الجغرافيا العسكرية ضمت مجموعة كاملة من البحوث الجغرافية التي تطبق على المشكلات العسكرية، ولكن كليها تصور المشكلات العسكرية في سياق الحرب. وقد أثبتت المشكلات العسكرية المعاصرة أنها مختلفة إلى حد كبير عن تلك التي تصورها راسل أو جاکان ;1995 Palka) Palka and Galgano 2000; O'Sullivan 2001; Palka and Galgano 2005) وللتأكيد، يبقى الأمن هو الشاغل الأساسي للجيش الأمريكي، ولكن خلال عقد التسعينيات من القرن العشرين، حصل توسع كبير في النشاطات ضمن المجال الإنساني (1995 Anderson 1994; Palka) ومجال الأمن البيئي (1994 ,1993 Buts).

كما أدت العمليات العسكرية في البوسنة وكوسوفا إلى طرح مجموعة جديدة من المشكلات العسكرية؛ لأن العمليات تناوبت بين جهود السلام والحرب. وتمت الاستعاضة عن مفهوم العمليات العسكرية غير الحربية بمصطلح فقهي (عمليات الاستقرار والدعم)، التي صورت بشكل أفضل هدف البعثات العسكرية الدينامية وطبيعتها، وصورت هشاشة البعثات العسكرية التي نفذت في أوقات مختلفة في حالتي السلم والحرب.