أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-21
1840
التاريخ: 2023-04-15
867
التاريخ: 2023-03-07
834
التاريخ: 2023-02-21
2038
|
من رقمنة الإعلام التقليدي إلى أعلمة التواصل الاجتماعي
في البدء كانت الخلفية من وراء رقمنة الإعلام التقليدي هو أن يكون مواكبا للتقنية وأكثر انتشارا وأكثر قربا من المتلقي، في البدء أيضا كانت شبكات التواصل الاجتماعي ذات بعد يهتم بالعلاقات الاجتماعية والمهنية أما اليوم فقد غزتها أيضا المعلومة والخبر لتتحول إلى فضا مؤلم، أي نافذة للإعلام، قد تصح، ونحن نرصد كل هذه التحولات، العودة إلى ذلك المثل العربي "هذا الشبل من ذاك الأسد في إحالة إلى علاقة شبكات التواصل الاجتماعي - الشبل - بالإعلام التقليدي - الأسد - بعد أن غزته الرقمنة، يمكن، وضمن مقاربة في خاتمة تفتح أكثر لمجالات التفكير في براديغم الإعلام الاجتماعي وشبكاته في علاقته بالبيئة الجديدة للإعلام، أن نتوقف عند القضايا الآتية:
أ. إن من بين خصائص شبكات التواصل الاجتماعي في علاقتها بالإعلام التقليدي أنها تبدو بلا حدود، وهو ما يبدو أيضا أحد حدودها؛ فما ليس له حدود يعتبر علميا ليس له وجود، وربما أكبر تحير علمي وبحثي أكاديمي مستقبلا هو السعي إلى توفير حدود نظرية لظاهرة الإعلام الاجتماعي وشبكاته، ربما يعود كل ذلك إلى أننا ما زلنا في تعاملنا مع شبكات التواصل الاجتماعي في مرحلة الانبهار التكنولوجي، كما عبر عن ذلك باتريس فليشي (Patrice Flichy)، عندما شخص هذه الحالة بيوتيبيا التقنية، ومن بين الحدود التي اخترقتها شبكات التواصل الاجتماعي وحافظ عليها الإعلام التقليدي، العلاقة بين ما هو خاص وما هو عام في حياة المجتمعات المعاصرة والتي قامت فلسفتها التحديثية على قاعدة الفصل المنهجي والعملي أيضا بين الخاص والعام والذي باتت تنص عليها، كما نعرف، الدساتير والمعاهدات الدولية والمرجعيات الفلسفية والقانونية المعاصرة.
ب. لم نعد اليوم، ومع الإعلام الاجتماعي، أمام جمهور يذهب إلى وسائل الإعلام بل نحن أمام وسائل إعلام عليها أن تتأقلم مع الاستعمالات الجديدة للمتلقي، وربما يعود ذلك إلى تغير الزمن الميدياتيكي، فلم يعد التليفزيون في حاجة إلى أوقات بث الذروة أو هل باتت صحيفة الصباح ضرورية حتى نكون من الأوائل ممن قرأ الأخبار.
لقد باتت هذه التقاليد في عداد النسيان اليوم، لم تعد هناك حاجة إلى أخبار الصحيفة في الصباح وهي طازجة أو أخبار الساعة الثامنة ليلا التي يبثها التليفزيون، إن هذا الانقلاب في تقاليد وعادات التلقي بات معطى سوسيولوجيا يفرض مقاربة مغايرة في التعامل مع المتلقي وهو ما يفترض تبني مقاربة إعلامية تعتمد على تعدد المحامل أو ما يمكن أن نطلق عليه: عبر الوسائط ( Cross media). فالتفكير في المتلقي من خلال مقاربة تعتمد على وسيلة إعلام أحادية في التواصل باتت شيئا متجاوزا معرفيا وتكنولوجيا، فالحدود بين الوسائط زالت؛ فماذا بقي للسمعي المرئي في علاقته بالمكتوب؟ وما علاقة الرقمي بغيره من المحامل كالهاتف الجوال؟ لقد دخلنا عصر الاندماج وانصهار الوسائط حيث تتجاور ذات المضامين على حوامل مختلفة فيعلق عليها ويتبادلها الناس على أكثر من محمل وهو أمر يحيلنا إلى الاعتقاد بأن وسائل الإعلام هي بصدد الاندثار شيئا فشيئا تاركة المجال أكثر للمحامل وإن بقيت وسائل إعلام على قيد الحياة فستكون المضامين فيها عابرة فلا هي تنتجها ولا هي توطنها بشكل منفرد.
تتأكد هذه الثورة الإعلامية الجارفة خاصة في الهجرة اليومية للملايين من الناس من التواصل مع المعلومة والخبر عبر وسائل إعلام تقليدية إلى وسائل تواصل رقمية ذكية.
ج. شهد الإعلام الدولي تحولا من دمقرطة الرقمي إلى قمة الديمقراطية، كانت أغلب الدول، وبغض النظر عن الخلفية التي تقودها والتي كانت بالأساس اقتصادية، تسعى إلى الاستثمار في رقمنة إعلامها وتبني شبكة الإنترنت ومد خطوطها وهي بذلك من أكبر عدد ممكن من الناس من الوصول إلى المعلومة والخبر والرأي الآخر، كما إنها بدمقرطة الإنترنت تسحب تلك الأنظمة البساط من تحت إعلامها الرسمي التقليدي لتدق فيه خنجر ثقافة الرقمي وديمقراطيته الكامنة فيه. إن ديمقراطية الرقمي، ومنذ تسعينات القرن الماضي وبداية الألفية، بدأت شيئا فشيئا توسع من التفكير الديمقراطي والتفكير في الديمقراطية بشكل مغاير، غزا الرقمي والإعلام الجديد الديمقراطية ليدخل الإنسان عصر قمة الديمقراطية وهو ما قد يوحي مستقبلا بالتفكير الجاد في نظام سياسي واجتماعي يأخذ بعين الاعتبار كل هذه التحولات الجديدة التي جاء بها الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي.
د. بين فريق يمجد صحافة المكتوب والمطبوع إلى آخر يتنبأ باندثارها في النصف الثاني من هذا القرن إلى ثالث يدعو إلى أن العلاقة بين الورقي والرقمي في مهنة الصحافة لا يمكن أن تكون إلا في هيئة علاقة تكاملية وتواصلية، يصعب الوصول قريبا إلى صيغة توافقية في أي مشروع التوصيف علمي بشخص ما تعيشه مهنة الصحافة في العالم. إن مثل هذه القراءات وغيرها لها ما يبررها على المستوى الواقعي والنظري ولها من الحجج ما يقنع، لكن رغم هذا الخلاف فإنه يوجد حد أدنى من الإجماع وخلاصته هو أن الحديث عن الصحافة اليوم لا يستقيم إذا ما حافظنا على ذات آليات اشتغال الحقل الصحفي القديم - أي ما قبل الإنترنت - في علاقته بالمجتمع والفرد والسلطة. هكذا على الجميع الاعتراف والإقرار بوجود حالة تاريخية صحفية جديدة مختلفة عما كانت تقدمه صحافة نهاية القرن الماضي سواء أكان ذلك على مستوى إنتاج الخبر والمعلومة أو نشرها وتسويقها وصناعتها وتلقيها، يتطلب هذا استدعاء اليات بحث معرفية جديدة تعيد تشكيل بنية الصحافة الفكرية والثقافية أي فهم جديد للصحافة من حيث هي ظاهرة اجتماعية متجددة وعلى قدر كبير من التعقيد والتشابك وفي علاقة تجاذب دائم مع فاعلين اجتماعيين كالجمهور وقادة الرأي وصناع القرار والتقنية والمال وذلك بشكل يبدو اليوم متزامنا ومتداخلا. إن الصحافة التقليدية بوصفها المنظومة التي مكنت مقولات الاتصال الجماهيري من الشكل مثلت، ولا تزال، المقاربة الوظيفية التقليدية والوظيفية الجديدة في نظريات الاتصال، أما الإعلام الاجتماعي وشبكاته، فإنه وبحكم استقلاليته النسبية عن فعل المؤسسة ونزعته الاطلاقية وغياب حدود نظرية تؤطره يكاد يميل مدخلا جديدا لمقاربة وظيفية نقدية لوسائل الإعلام والتي كانت دائما تنادي وتسعى إلى تحرير الفرد من هيمنة وسائل الإعلام الجماهيرية بوصفها منتجة للهيمنة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|