المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
واجبات الوضوء
2024-06-17
مستحبات التخلي ومكروهاته
2024-06-17
ما يحرم ويكره للجنب
2024-06-17
كيفية تطهير البدن
2024-06-17
تعريف الحيض وأحكامه
2024-06-17
تعريف الاستحاضة وأحكامها
2024-06-17

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


محمد بن أحمد بن سهل (يُعرف بابن بُشرَان)  
  
2456   01:34 صباحاً   التاريخ: 13-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص147-153
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015 2236
التاريخ: 29-12-2015 7337
التاريخ: 24-06-2015 3348
التاريخ: 19-06-2015 1822

 وبشران جده لأمه، ويعرف بابن الخالة أيضا، ويكنى أبا غالب من أهل واسط أحد الأئمة المعروفين والعلماء المشهورين، تجمع فيه اشتات العلوم وقرن بين الرواية والدراية والفهم وشدة العناية صاحب نحو ولغة وحديث وأخبار ودين وصلاح وإليه كانت الرحلة في زمانه وهو عين وقته وأوانه وكان مع ذلك ثقة ضابطا محررا حافظا إلا أنه كان محدودا أخذ العلم عن خلق لا يحصون منهم أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الرحمن بن دينار الكاتب صاحب أبي علي الفارسي.

 وحدث أبو عبد الله الحميدي قال كتب إلي أبو الحسن علي بن محمد الجلابي الواسطي صديقنا من واسط أن أبا غالب بن بشران النحوي مات بواسط في خامس عشر رجب سنة اثنتين وستين وأربعمائة ومولده سنة ثمانين وثلاثمائة قال الجلابي ودخلت إليه قبل موته وجاءه من أخبره أن القاضي وجماعة معه قد ختموا على كتبه حراسة لها وخوفا عليها فقال: [الوافر]

 (لئن كان الزمان علي أنحى ... بأحداث غصصت لها بريقي)

(فقد أسدى إليَّ يدا ... عرفت بها عدوي من صديقي)

 قال وهذا آخر ما قاله من الشعر قال الحميدي وما أظن البيتين إلا لغيره قال وأنشدنا وقد انقطع الناس عن عيادته والدخول إليه: [السريع]

 (ما لي أرى الأبصار بي جافيه ... لم تلتفت مني إليّ ناحيه)

 (لا ينظر الناس إلى الميت لا ... وإنما الناس مع العافيه)

 وله حظ من الشعر في قوله وعلمه فمن شعره: [الكامل]

 (لولا تعرض ذكر من سكن الغضا ... ما كان قلبي للضنى متعرضا)

 (لكن جفا جفني الكرى بجفائهم ... وحشا حشاي فراقهم جمر الغضا)

 (ولو أن ما بي بالرياح لما جرت ... والبرق لو يمني به ما أومضا)

 (يا راكبا تطوي الدجنة عيسه ... فتريه رضراض الحصا مترضرضا)

 (بلغ رعاك الله سكان الغضا ... عني التحية إن عرضت معرضا)

 (وقل انقضى عصر الشباب وودنا ... باق على مر الليالي ما انقضى)

 (إن كان قد حكم الزمان ببعدكم ... أبدا فتسليما لما حكم القضا)

 (ونضا الشباب قناعه لما رأى ... سيف المشيب على المفارق منتضى)

 (قد كنت ألقى الدهر أبيض ناضرا ... فاسود لما صار رأسي أبيضا)

 (لولا اعترافي بالزمان وريبه ... ما كنت ممن يرتضي غير الرضا)

وله: [الكامل]

 (لا تغترر بهوى الملاح فربما ... ظهرت خلائق للملاح قباح)

 (وكذا السيوف يرون حسن صقالها ... وبحدها تتخطف الأرواح)

 وله: [الطويل]

 (هوى النفس سكر والسلو إفاقة ... ولن يستبين الرشد ذو الرشد أو يصحو)

 (فدع نصح من أعماه عن رشده الهوى ... فإن سواء عنده الغش والنصح)

 وله: [الطويل]

 (ولما أثاروا العيس للبين بينت ... غرامي لمن حولي دموع وأنفاس)

 (فقلت لهم لا بأس بي فتعجبوا ... وقالوا الذي أبديته كله باس)

 (تعوض بأنس الصبر من وحشة الأسى ... فقد فارق الأحباب من قبلك الناس)

 وله: [الطويل]

 (توهمه قلبي فأوحى ضميره ... قبولا فأحكمنا الهوى بالسرائر)

 (فلما التقينا شبت الحرب بيننا ... على السلم منا مقلتاه وناظري)

 (جرحت بلحظي وجنتيه فأقصدت ... لواحظه قلبي بأسهم ثائر)

 وله: [الطويل]

 (سقى الله ليلا بت فيه مغازلا ... غزالا حكى لي وجهه طلعة البدر)

(أصبت به من غرة الدهر فرصة ... فبادرتها علما بعاقبة الدهر)

 وله: [البسيط]

 (أفدي الذي عارضا خديه لم يدعا ... إذ أعرضا جوهرا مني ولا عرضا)

 (ولم يزل ممرضي تمريض مقلته ... حتى ثناني على فرش الضنى حرضا)

 (قال الوشاة إلى كم ذا الغرام به ... فقلت حتى أرى من حسنه عوضا)

 (قالوا فقد كنت ذا صبر تعوذ به ... فقلت شرده عني الهوى فمضى)

 وله: [البسيط]

 (إن قدم الحظ قوما ما لهم قدم ... في فضل علم ولا حزم ولا جلد)

 (فهكذا الفلك العلوي أنجمه ... تقدم الثور فيها رتبة الأسد)

 وله: [البسيط]

 (لما بدا يفتن الألباب رؤيته ... أبديت من حبه ما كنت أخفيه)

 (وبان عذري لعذالي فكلهم ... إليّ معتذر من عذله فيه)

 (لكن سكرت براح من لواحظه ... فما أفقت بغير الراح من فيه)

 قال وقد سئل ابن بشران إجازة هذا البيت: [الخفيف]

 (ليس يخفى عليك وجدي عليكا ... واشتكائي شوقي إليك إليكا)

فقال: [الخفيف]

 (ونزول المشيب قبل أو ان الشيب ... في عارضي من عارضيكا)

 (وحياتي لديك في قبضة الأسر ... فكن حافظا حياتي لديكا)

 (وعليك اعتمدت في حفظ عهدي ... فارع لي حرمة اعتمادي عليكا)

 (ناظري ناظر إلى جنة منك ... وقلبي في النار من ناظريكا)

 نقلت من خط خميس الحوزي قال: قال قاضي القضاة أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة قال اجتمعت مع أبي غالب بن بشران في جمادى الأولى سنة ستين وأربعمائة بواسط فسألته أولا عن سبب تجنبه الانتساب إلى ابن بشران وهو به مشهور فقال هو جدي لأمي وهو ابن عم ابن بشران المحدث الذي كان ببغداد فسألته عن مولده فقال مولدي في سنة ثمانين وثلاثمائة قال الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة وسألته يعني خميس بن علي الحوزي أبا الكرم عن أبي غالب النحوي فقال هو محمد بن أحمد بن سهل يعرف بابن الخالة أصله من نهر سابس ينسب إلى خاله ابن بشران وكان أحد الأعيان قدم واسط فجالس ابن الجلاب وابن دينار وتخصص بابن كروان وقرأ عليه كتاب سيبويه ولازم حلقة أبي إسحاق الرفاعي صاحب السيرافي وكان يقول قرأت عليه من أشعار العرب ألف ديوان وكان مكثرا حسن المحاضرة مليح العارضة إلا أنه لم ينتفع به أحد بواسط ولم يبرع به أحد في الأدب وكان جيد الشعر مع ذلك رأينا في كتبه بعده خطوط أشياخ عدة بكتب كثيرة في الأدب وغيره إلا أنه كان معتزليا وشهد عند إسماعيل قاضي واسط في آخر شوطه وذكر وفاته كما تقدم ومن شعره في أمرد التحى: [الطويل]

 (قالوا التحى من قد براك صدوده ... وعما قليل سوف عنك يفرج)

 (فقلت لهم إني تعشقت روضة ... بها نرجس غض وورد مضرج)

 (وقد زاد بعد ذاك بنفسج ... أأتركها إذ زاد فيها بنفسج)

 وله: [الطويل]

 (طلبت صديقا في البرية كلها ... فأعيا طلابي أن أصيب صديقا)

 (بلى من تسمي بالصديق مجازة ... ولم يك في حفظ الوداد صدوقا)

 (وطلقت ود العالمين صريمة ... وأصبحت من أسر الحفاظ طليقا)

 ومن مستحسن قوله في الشيب: [الطويل]

 (وقائلة إذ راعها شيب مفرقي ... وفودي ما هذا جعلت لك الفدا)

 (تراه الذي خبرت قدما بأنه ... يصير أهل الود في صورة العدا)

 (لقد راعني حتى تخيلت أنه ... وحاشاك مما قلته حادث الصبوح)

 (فقلت لها بل روضة غاض ماؤها ... ونبت أنيق حال إذ بلغ المدى)

 (وإن عشت لاقيت الذي قد لقيته ... وأيقنت أني لم أكن فيه أوحدا)

 (وكل امرئ إن عاش للشيب عرضة ... وإن عف عنه اليوم جاز به غدا)

قال: وكان لابن بشران كتب حسنة كثيرة وقفها على مشهد أبي بكر الصديق فذهبت على طول المدى وسئل ابن بشران عن مقدمة العسكر ومقدمة الكتاب فقال أما مقدمة العسكر فلا خلاف فيه أنه بكسر الدال وأما مقدمة الكتاب فيحتمل الوجهين والوجه حمله على مقدمة العسكر.

 وله: [البسيط]

 (قل للوزير الذي ما في وزارته ... لمن يلوذ به ظل ولا شرف)

 (حتام ويلي أنا وقف عليك ولي ... الى سواك من الأمجاد منصرف)

 (كأنني فرس الشطرنج ليس له ... في ظل صاحبه ماء ولا علف) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.