المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مـفهـوم التـمويـل الداخلـي وكـلفتـه Internal Finance
2023-07-08
Why Study Black Holes?
23-12-2015
فوائد الزواج / التكميل والتكامل
2024-09-16
معاقبة الطفل
21-4-2016
Pheromone
27-10-2015
Ioan Mackenzie James
21-2-2018


محمد بن السَّرِي بن سَهل  
  
1935   01:26 صباحاً   التاريخ: 13-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص341-343
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-7-2016 12293
التاريخ: 30-12-2015 6233
التاريخ: 29-06-2015 1970
التاريخ: 11-3-2016 2710

 أبو بكر بن السراج البغدادي النحوي. قال المرزباني: كان أحدث أصحاب أبي العباس المبرد مع ذكاء وفطنة قرأ عليه كتاب سيبويه ثم اشتغل بالموسيقى فسئل عن مسألة بحضرة الزجاج فأخطأ في جوابها فوبخه الزجاج وقال مثلك يخطئ في مثل هذه المسألة والله لو كنت في منزلي لضربتك ولكن المجلس لا يحتمل ذلك فقال قد ضربتني يا أبا إسحاق وكان علم الموسيقى قد شغلني عن هذا الشأن ثم رجع إلى كتاب سيبويه ونظر في دقائقه وعول على مسائل الأخفش والكوفيين وخالف أصول البصريين في مسائل كثيرة ويقال ما زال النحو مجنونا حتى عقله ابن السراج بأصوله وكان أحد العلماء المذكورين وأئمة النحو المشهورين وإليه انتهت الرياسة في النحو بعد المبرد وأخذ عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي وأبو سعيد السيرافي وأبو علي الفارسي وعلي بن عيسى الرماني.

 ويحكى أنه اجتمع هو وأبو بكر بن مجاهد وإسماعيل القاضي في بستان وكان فيه دولاب فعن لهم أن يعبثوا بإدارتها فلم يقدروا على ذلك فالتفت أحدهم وقال: أما تستحيون؟ مقرئ البلد ونحويُّه وقاضيه لا يجيء منهم ثور!

 وحكي أن أبا بكر بن السراج كان يهوى جارية فجفته فاتفق وصول الإمام المكتفي في تلك الأيام من الرقة فاجتمع الناس لرؤيته فلما شاهد أبو بكر جمال المكتفي تذكر جمال معشوقته وجفاءها له فأنشد بحضرة أصحابه: [الكامل]

 (ميّزت بين جمالها وفعالها ... فإذا الملاحة بالخيانة لا تفي)

 (حلفت لنا ألا تخون عهودنا ... فكأنما حلفت لنا ألا تفي)

 (والله لا كلمتها ولو انها ... كالبدر أو كالشمس أو كالمكتفي)

 ثم إن أبا عبد الله محمد بن إسماعيل بن زنجي الكاتب أنشدها لأبي العباس بن الفرات وقال هي لابن المعتز وأنشدها أبو العباس للقاسم بن عبيد الله الوزير فاجتمع الوزير بالمكتفي وأنشدها أياه وقال للمكتفي: هي لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر فأمر له بألف دينار فوصلت إليه فقال ابن زنجي: ما أعجب هذه القصة يعمل أبو بكر بن السراج أبياتا تكون سببا لوصول الرزق إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر!

 قال أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي: توفي أبو بكر بن السراج يوم الأحد لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة في خلافة المقتدر وله من المصنفات كتاب الأصول وهو أحسنها وأكبرها وإليه المرجع  عند اضطراب النقل واختلافه جمع فيه أصول علم العربية وأخذ مسائل سيبويه ورتبها أحسن ترتيب وكتاب جمل الأصول وهو الأصول الصغير وشرح كتاب سيبويه والموجز وكتاب الاشتقاق لم يتم كتاب الرياح والهواء والنار كتاب الشعر والشعراء كتاب الجمل كتاب احتجاج القراء كتاب الخط كتاب المواصلات والمذكرات كتاب الهجاء وغير ذلك.

 وحكى الرماني قال: ذكر كتاب الأصول بحضرته فقال قائل هو أحسن من المقتضب فقال أبو بكر لا تقل هكذا وأنشد: [الطويل]

 (ولو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بسعدى شفيت النفس قبل التندم)

 (ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدم)

 وقال أبو علي الفارسي: جئت لأسمع من كتاب سيبويه وحملت إليه ما حملت فلما انتصف الكتاب عسر علي إتمامه فانقطعت عنه لتمكني من مسائله فقلت في نفسي بعد مدة إذا عدت إلى فارس وسئلت عن إتمامه فإن قلت نعم كذبت وإن قلت لا بطلت الرواية فدعتني الضرورة أن حملت إليه رزمة وأقبلت إليه فلما أبصرني من بعيد أنشد: [البسيط]

 (كم قد تجرعت من غيظ ومن حنق ... لكن تجدد وجدي هون الماضي)

 (وكم غضبت ولم يلووا على غضبي ... فعدت طوعا بقلب ساخط راضي) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.