أقرأ أيضاً
التاريخ: 29/9/2022
![]()
التاريخ: 2024-01-28
![]()
التاريخ: 19-3-2022
![]()
التاريخ: 2023-05-18
![]() |
عدي بن حاتم بن عبد الله الطائي يكنى أبا طريفٍ، ابن سخي العرب المشهور حاتمٍ الطائي، وأحد الصحابة.
تولى عدي رئاسة قبيلتهِ، وحضر عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، سنة (٧هـ) وأسلم، فاكرمهُ ورعى حرمتهُ.
ظل وفياً للولاية العلوية بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، وذاد عن حريم الحق والولاية.
شهد مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، مشاهده، ولما لحق أحد أولاده بمعاوية، برئ منه. وكلماته أمام مساعيرِ الفتنةِ دليل على وعيه العميق للحوادثِ، وإدراكهِ السليم لموقفِ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وثباته على صراط الحق، ومن كلماتهِ: (أيها الناس، إنه والله لو غير علي دعانا إلى قتالِ أهل الصلاةِ ما أجبناه)(1).
إختاره الامام (عليه السلام)، لمفاوضة العدو في صفين بسبب منطقه البليغ، قُتل أحد أولاده في إحدى حروب الإمام، كما فقد إحدى عينيه، وكان معاوية يعظمه ويرعى حرمتهُ، بيد أنه كان يذكر الإمام (عليه السلام)، في مناسباتٍ مختلفةٍ ويثني عليه، ولم يتنازل عن موقفه الحق أمام معاوية.
توفي حوالي سنة 68هـ، وله من العمر مئةٌ وعشرون سنة(2).
في كتاب المحاسن والمساوئ: إن عدي بن حاتم دخل على معاوية ابن أبي سفيان، فقال: يا عدي، أين الطرفاتُ؟ يعني بنيه طريفاً وطارفاً وطرفةٌ.
قال: قتلوا يوم صفين بين يدي علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فقال: ما أنصفك ابن أبي طالب إذ قدم بنيك وأخَّر بنيه!
قال: بل ما أنصفت أنا علياً إذ قُتل وبقيت!
قال: صف لي علياً، فقال: إن رَأيتَ أن تُعفيني.
قال: لا أعفيكَ.
قال: كان والله بعيد المدى وشديد القوى، يقولُ عدلاً ويحكم فضلاً، تتفجر الحكمة من جوانبه، والعلم من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشتهِ، وكان والله غزير الدمعةِ طويل الفكرة، يُحاسبُ نفسه إذا خلا، ويقلب كفيه على ما مضى، يعجبه من اللباسِ القصير، ومن المعاشِ الخشنُ، وكان فينا كأحدنا يجيبُنا إذا سألناه ويدنينا إذا أتيناه، ونحن مع تقريبه لنا وقُربه منا لا نكلمه لهيبته، ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته، فإن تبسم فعن اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، يتحبب إلى المساكين، لا يخاف القوي ظلمه، ولا ييأس الضعيفُ من عدلهِ.
فاُقسمُ، لقد رأيته ليلةً وقد مثل في محرابه، وأرخى الليل سرباله وغارت نجومه، ودموعه تتحادر على لحيته وهو يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني الآن أسمعه وهو يقول: يا دنيا أإلي تعرضتِ أم إلي أقبلتِ؟ غُري غيري، لا حان حينُكِ، قد طلقتك ثلاثاً لا رجعةَ لي فيك، فعيشكِ حقيرٌ وخطركِ يسيرٌ، آه من قلةِ الزاد وبعد السفر وقلة الأنيس!
قال: فوكفت عينا معاوية ينشفهما بكُمهِ، ثم قال: يرحم الله أبا الحسنِ! كان كذا فكيف صبرُك عنهُ؟
قال: كصبرِ من ذُبح ولدها في حجرها، فهي لا ترقأ دمعتُها ولا تسكن عبرتُها.
قال: فكيف ذكرك له؟
قال: وهل يتركني الدهر أن أنساه!(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الامامة والسياسة: ج1، ص141.
2ـ تاريخ بغداد: ج1، ص190.
3ـ المحاسن والمساوئ: ص46.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|