أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-03-2015
![]()
التاريخ: 29-03-2015
![]()
التاريخ: 12-08-2015
![]()
التاريخ: 12-08-2015
![]() |
كتاب التصريف للمازني مشهور متداول منذ المائة الثالثة للهجرة، تواصى العلماء به وأوصوا تلاميذهم بقراءته وإقرائه، وتباهى هؤلاء بسندهم إلى أساتيذهم بقراءة هذا الكتاب لما كان له من شأن في هذا الفن. ومؤلفنا ابن جني قرأه على شيخه أبي علي الفارسي وهذا قرأه على شيخه السري السراج، وهذ قرأه على المبرد، وهذا قرأه على شيخه المازني مؤلف الكتاب(1).
ولشأن هذا الكتاب وإقبال الناس عليه عُني ابن جني بشرحه عناية بالغة، ويلفت نظرنا من مقدمته لهذا الشرح أمور هامة نص عليها في مقدمته التي ستقرأ فقرا منها بعد هذا التعريف، من ذلك:
1- أنه شرح وضع للذين أحكموا أصول هذا الفن، يعني أنه لعلماء الصرف لا للمبتدئين.
2- وأن كتاب المازني هذا من أرصن كتب الصرف وأعرقها في الإيجاز والاختصار، فعلى قارئه تجنب العجلة في دراسته.
3- وأن ابن جني قصد في الشرح إلى غامض الكتاب ومشكله
ص128
وعويصه وغريبه ليكون شرحه المرجع الوافي في مشاكل الصرف.
4- وأن من اللغة ما لا يؤخذ إلا بالسماع، وأن هناك فروقا بين اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق, وأن بعض أهل اللغة لهم تخليط فيما سبيله القياس.
وطريقته أن يعرض فقرة فقرة من كتاب المازني, فيبسط مسائلها ويوضحها ويمثل لها حتى إذا اطمأن إلى كفاية الشرح انتقل إلى فقرة تالية. وعادته أن يبدأ الفقرة بقوله: "قال أبو عثمان" فإذا انتهت بدأ شرحه لها بقوله: "قال أبو الفتح" فيجعلنا دائما نقف على عبارة المتن وعبارة الشرح, كل على حدة.
هذا الشرح يتفاوت سعة على وفق المسائل المعروضة في الفقرة، فتارة يطول حتى يكون أضعاف المتن وتارة يقصر حتى يساويه وحينا يقل عنه, على مقدار ما يرى ابن جني الحاجة داعية إليه.
والشرح مبسوط, كثير الاعتماد على الشواهد والأمثلة.
وفي مقدمة الشرح نلمس إكبار ابن جني للمازني ولعلمه إكبارا دالا على خلقه العلمي، وهو مع إكباره له وللعلماء القدامى عامة لا ينزههم عن الخطأ.
ولا ينسى أن يحملنا معه على إكبارهم ويوصي بالخطة التي على قارئ كتب العلماء أن يلتزمها إزاءهم, فيشعرنا بنبالته وسمو أخلاقه وينص على وجوب التجاوز عما أخطئوا فيه، وأن يعزو إليهم ما استفاده منهم ويسلم لهم بما فضلهم الله, ويعترف بإحسانهم وتطولهم عليه "فإن فعل ذلك فعلى محجة
ص129
أهل العلم والأدب وقف، وإن أبى إلا كفران النعمة فعن المروءة والإنسانية صدف".
وهذه أبواب الكتاب: الأسماء والأفعال, الزيادة, ما قيس من الصحيح, الياء والواو, ما لحقته الزوائد من الفعل الثلاثي المعتل, باب ما جاء من ذلك في الأسماء, ما تقلب فيه الواو ياء, تكسير الأسماء المعتلة, ما لامه همزة, الواو والياء اللتان هما لامان, ما تقلب فيه الياء واوا, التضعيف في بنات الواو, التضعيف في بنات الياء, ما قيس من المعتل ولم يجئ مثاله إلا من الصحيح, ما تقلب فيه افتعل عن أصلها.
وغني عن البيان أن إسهاب ابن جني في مسائل الصرف هنا جعلته يفيض في مسائل الخلاف وأقوال العلماء، ويكثر من الشواهد والتعليق عليها. فالكتاب بسط للمنتهين المتمكنين لا كالكتاب الأول الذي وضع للذين هم في أول الطريق.
وقد طبع هذا الكتاب المسهب طبعة جيدة سنة 1373هـ 1954م في جزأين, من القطع الوسط, زادت صفحاتهما على "900" صفحة.
ص130
__________
(1) أدرج سند ابن جني إلى مؤلف الكتاب آخر المقدمة 1/ 6.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|