المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأمر والنهي والتذكير  
  
1952   03:11 مساءً   التاريخ: 5-6-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص351 ـ 356
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17/10/2022 1375
التاريخ: 17/12/2022 1479
التاريخ: 23-9-2020 2416
التاريخ: 19-6-2016 2422

هناك طرق عديدة لتحديد حريات الطفل لا يسعنا ذكر جميعها هنا، والمهم بالنسبة لنا هو تشخيص الأسلوب الأمثل والأعقل الذي يستعمله الأولياء، وهنا سنذكر أبسط وأمثل الأساليب في إطار الأمر والنهي والتذكير.

ضرورة الأمر والنهي

هذا الموضوع ضروري لحياة الطفل لكونه غير واعٍ بالمسائل والتيارات الموجودة في هذا العالم. وبالنظر لجهله الذاتي عن رمز وسر حياة هذا العالم والضوابط الضرورية له، بالإضافة إلى كونه طالباً للحرية بذاته وهذا ما يحفزه إلى الانتخاب الحر والكرامة في الحياة على أساس الرغبة والميل غير المجربة وهذا ما يجعل الأولياء أن يحذروا من العواقب الوخيمة لذلك. وعلى هذا الأساس المهم يلجأ الأولياء إلى أسلوب الأمر والنهي ليضعوهم على الطريق المستقيم ويعيّنون الحدود لهم ويطلبون منهم السعي داخلها.

الطفل يمر بظروف خاصة بحيث أنه يعجز حتى عن معرفة الوسائل الخطرة، فنراه يضع الأشياء الوسخة في فمه أو تكون أعماله مضرة له وللمجتمع ولكنه لا يعلم عواقب ذلك.

الطفل مستعد لقبول الأوامر من أوليائه لأنه يحاول كسب رضاهم(1)، أما حول مسألة انتخاب أسلوب التطبيق فإن كل أم أو أب يعلم جيداً ماذا يعمل وكيف ينفذ تلك الحدود وما هي الطرق التي يجب السير فيها لكي تكون قابلة للتحمل من قبل الطفل.

موارد الأمر والنهي

ما هي موارد الأمر والنهي؟ نجيب على ذلك بما يلي مع رعاية الاختصاص.

تفرض الضرورة العقلية الأمور التالية: الهدف الفكري في طريق حفظ الطفل والآخرين، ووجود الأرضية الملائمة لقبول الطفل الأوامر والنواهي التي تصب في مصلحته، وأن تكون نتيجة تلك الأوامر بالشكل التي يلتذ معها الطفل وبالتالي تؤدي الى نجاته من الأخطار والأضرار المحتملة مثل الحرق، والغرق والسقوط الذي يؤدي الى كسر أحد الأعضاء أو التكهرب و...الخ.

مبدأنا هو منع السلوك الخاطئ له في ظل تلك الأوامر والنواهي، ونعد له الأرضية المناسبة لحياة مصحوبة بالسلامة والكرامة، وعدم السماح لأعماله أن تؤدي إلى أضرار حيثية ومال ونفس الآخرين.

من الممكن أن يقل تأثير الأوامر والنواهي بالنسبة لبعض الأمور التي يتعلق بها الطفل بشدة كالألعاب مثلاً.

شروط وخصوصيات الأمر والنهي

- يجب أن لا يتصف بالاستبداد لأن التجارب تشير إلى أن الأطفال لا يخضعون لتلك الأوامر والنواهي وحتى إن كانت أعمارهم أربعة أو خمسة سنوات.

- لا يجوز أخذ رأي الطفل في الموارد التي تعرض فيها الأوامر، ولهذا يجب أن لا نسأل منه هل يرغب في هذا أو ذاك؟ خوفاً من كون الجواب سلبياً وهذا سيؤدي إلى طريق مسدود.

- يجب أن تنسجم مع وسع الطفل وامكانية تنفيذها.

- يجب أن تكون غير منحازة وقائمة على طلب الخير والمصلحة وتكون بعيدة عن الحسابات الشخصية والانتقام والإيذاء.

- يجب أن تكون مصحوبة بحب الخير والنصيحة بالشكل الذي يمكن للطفل لمسه وقبوله.

- يجب أن تكون بعيدة عن كل ألوان التحقير والملامة وأن لا تسبب آلاماً مضاعفة لا يحتملها.

- يجب الاهتمام برغبات الطفل كذلك لأنه يتمتع برغبات مشروعة وعلى الابوين مراعاتها.

نكات مهمة في مجال الأمر والنهي

- يجب على الوالدين الاعتناء بهذه النكتة وهي أن الأمر والنهي ليس السبيل الوحيد للنفوذ إلى الروح. بعض الأحيان يمكن الحصول على النتيجة المطلوبة عن طريق الموافقة والتعاطف.

- يجب تحديد الهدف الأساسي في الأمر والنهي لكي يتضح المكان الذي نريد إيصال الطفل له.

- إن أعطيت أمراً يجب الثبات عليه وعدم التزلزل في الموقف والقدرة.

- لا تشمل الأوامر والنواهي عطاء الطفل لأنه من الخطأ أن تنتظر البذل من الطفل، الطفل لا يعطي وإنما يأخذ.

- الأمر والنهي صحيح ولكنه من غير الصحيح أن يعتقد الوالدان أنهما منبع الفضائل والكرم على الدوام وعلى الطفل اتباعهما على طول الخط.

- قبل صدور ذلك يجب تفهيم الطفل بأنك تحبه وتطلب سعادته وخيره.

- لا تكرر أوامرك لكي لا ينظر إليك الطفل في صيغة الأمر والنهي فقط.

- أصدر أمرك له ولكن لا تكسر شخصيته لأن جميع الأوامر غايتها إحياء الروح والجسم.

- لا تصل الأوامر إلى محطة استقلال الطفل مثل الألعاب غير المضرة.

- أصدر أوامرك له حول المسائل التي إن راعاها الطفل ستكون في صالحه وهي مهمة لمستقبله.

- في جميع الأحوال يكون المبدأ التعاطف معه ومرافقته إلى خط السعادة ويجب أن توضح له بأنك ستتألم جداً لآلامه وأتعابه.

أسلوب التذكير

الطفل كغيره من الموجودات يتعرض إلى النسيان لا بل إن نسيانه أكثر لأنه يغرق أحياناً بالألعاب وبهذا سينسى كل شيء، ولهذا يجب تذكيره بما تعلمه سابقاً، أصل التذكير مهم جداً إلى المستوى الذي يخاطب به الله تعالى نبيه (بالمذكّر): {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} [الغاشية: 21]، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات: 55]، {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}[الأنبياء: 50].

مع أن الأطفال سماعون للأوامر من الأولياء إلا أنهم ينسونها أحياناً وذلك ينطبق على النظم والضابطة أيضاً، وهنا يفترض أن يعيدها الأبوان عليه ويعيدونه إلى سبيل الصلاح والإصلاح. وذلك عبر بعض الجمل مثل: إن الله لا يحب هذا الفعل، وعدم رضا الإله يؤدي إلى الطرد من الجنة والخلود في النار، وفي الموارد التي يفهمها الطفل ستكون درساً تعليمياً له أو عاملاً للمنع وأحياناً يمكنه إبداء رأيه متأثراً فى أسلوب الإلقاء.

ضرر الإفراط

يجب الابتعاد عن الإفراط سواء في جانب الأمر والنهي أو جانب التذكير وكذلك اجتناب التفريط أيضاً، التذكير المكرر يؤدي إلى إهمال الطفل له.

الإكثار بالقول من العوامل التي تؤدي إلى المواقف غير الصحيحة في الأعمال والسلوك. الأفراد الذين يشعرون بالملل والتعب من الأمر والنهي والتذكير سوف لا يقتصر رد فعلهم على إهمالها فقط وإنما قد يصل إلى اتخاذ مواقف مخالفة ومضادة. أو إنه سيعتبر ذلك الأمر تدخلاً في شؤونه وهذا ما يدعوه إلى السير في الاتجاه المعاكس.

نكات مهمة في التذكير

- يجب أن لا يكون الأمر والتذكير أرضية للتدخل في عمل وبرنامج الطفل حسب اعتقاده.

- أخذ عقل وعمر الأفراد بنظر الاعتبار في تحميل الضوابط لكي لا يشعر بالعبىء الثقيل.

- التذكير في الخفاء وبصورة لا تسبب له الإحراج.

- الأوامر الصادرة له تتابع بلطف حتى مرحلة إحرازها.

- عندما لا تؤثر أوامرك فيه يجب بحث العلة دون اللجوء إلى العصبية والغضب.

- إن قاوم الطفل أوامرك يجب السؤال منه عن السبب.

- توضيح علة الأمر إليه بالحدود الممكنة.

- إن تدخلت في شؤونه يجب توضيح الهدف من ذلك إليه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الأب والأم هم عالم الطفل. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.