المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

القدس الكبرى
29-1-2016
q-Binomial Theorem
26-8-2019
التبخير غير المباشر (Indirect Volatilization)
2024-02-08
Consonants P
2024-03-02
سكان الاندلس
22-11-2016
بين المأمون والفضل بن سهل
27-8-2017


امكان الغيبة و الدليل عليها  
  
1138   11:03 صباحاً   التاريخ: 9-08-2015
المؤلف : محمد حسن آل ياسين‏
الكتاب أو المصدر : أصول الدين
الجزء والصفحة : ص409-425
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف /

 إن فكرة «المهدوية» فكرة نابعة من صميم التشريع الاسلامي، وقد بشر بها الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم فيما أثر عنه ، وتناقل روايتها علماء الحديث طبقة بعد طبقة , كما ثبت كذلك ان المهدي الذي وردت فيه الأحاديث هو محمد بن الحسن العسكري؛ وأنه ولد بسامراء وعرف خبر ولادته يومها عند الخاصة من أصحاب ابيه، ثم اشتهر بعد ذلك في مصادر التاريخ.

ولا بدّ لنا ... أن ننتقل الى بحث ... ما يترتب على ولادة محمد بن الحسن وثبوت كونه المهدي. ولعل من الأفضل- سيرا وراء المنهج والوضوح- أن نتدرج في الحديث على ضوء التسلسل الآتي :

1- هل غاب المهدي ؟

2- وعلى فرض الغيبة هل يمكن أن يبقى الانسان حيا طيلة هذه القرون؟

ويجدر بنا...أن نقدم التمهيد التالي قبل الدخول في صلب الحديث، ليكون عونا لنا على استخلاص النتائج ووضوح الأهداف:

لقد جعل الاسلام العقل مصدرا للعقيدة وأساسا للإيمان، ونهى عن التقليد والتبعية العمياء، وكان الغرض من ذلك أن تستند أصول الاعتقاد الى العقل وتعتمد عليه وتستمد قوتها وصلابتها منه وحده، دون ما مشاركة شي‏ء آخر من هوى النفس واندفاع العاطفة واتباع الآخرين.

وهكذا كان العقل هو الدليل الى اللّه تعالى وهو المرشد نحو الايمان بوجوده ووحدانيته وضرورته، ثم كان العقل- أيضا- هو الدليل على ضرورة النبوة والامامة والمعاد تفريعا على الايمان باللّه عز وجل. أما المفردات الاخرى من أحكام الشرع ونصوص الدين فليست بحاجة الى دليل عقلي، وليس لزاما أن يقام عليها مثل هذا الدليل، بل يكفي في وجوب الاقرار بها مجرد ورود النص عليها بالطرق الشرعية المقررة للتعبد بالنصوص.

ومن هنا آمن المسلمون- بصدق ويقين- بمسألة وجود الملائكة مثلا أو تكلّم عيسى في المهد أو تسبيح الحصى بيد النبي صلى اللّه عليه وآله لورود ذلك في القرآن الكريم والسنة الصحيحة.

و اننا عندما نبحث موضوع المهدي وغيبته فإنما نبحثه مع المسلمين المقرين بأصول الاسلام وأسس التشريع، دون غيرهم من منكري وجود اللّه تعالى أو غير المعتنقين للإسلام، وذلك لان المسألة تعتمد في جوهرها على الاستدلال بالقرآن الكريم والسنة الشريفة فلا يصح الكلام فيها مع من لا يؤمن بالكتاب والسنة.

وبتعبير آخر: اننا نبحث هذا الموضوع على أساس الاعتقاد الديني المستند الى الأدلة الشرعية التي أجمع المسلمون على وجوب العمل بها، وليس على أساس آخر، ولم تكن المسألة في حال من الأحوال من قبيل العملية الرياضية البديهية كحاصل ضرب (2X2) أو من قبيل القاعدة الفلسفية التي لا يمكن فيها النقاش كبطلان الدور أو التسلسل.

وإذن فليكن القارئ الكريم على علم بأننا سنبحث هذه المشكلة بكل جوانبها على ضوء الكتاب والسنة لأنهما مصدر التشريع وباب المعرفة عند المسلمين وأن انكارهما والخروج عليهما انكار للإسلام و خروج على أحكامه و تكاليفه‏(1).

إذا اتضح هذا التمهيد نقول:

ان النصوص النبوية الشريفة التي رواها حفاظ الحديث- وفيهم من اتفق المسلمون على صحة حديثهم- تكرّر كلمة «الغيبة»(2)، وفي بعضها: «تكون له غيبة و حيرة تضل فيها الامم»(3)، وفي رواية اخرى: «يغيب عن أوليائه غيبة، لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن اللّه قلبه للإيمان»(4)، وفي حديث ابن عباس: «يبعث المهدي بعد اياس، وحتى يقول الناس: لا مهدي»(5).

وكلمة «الغيبة» كما يقتضيها سياق الأحاديث المارة الذكر لا تعني احياء المهدي بعد موته، واعادته الى الدنيا بعد وفاته، وإنما هي ناظرة الى اختفائه واحتجابه وعدم رؤية الناس له ومشاهدتهم اياه، وهذا هو الذي يتبادر الى كل ذهن عند قراءة تلك الأحاديث والمرور بكلمة «الغيبة» المتكررة فيها.

والحديث الشريف الذي اتفق المسلمون على روايته: «من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية» صريح في ضرورة وجود امام في كل عصر وكل حين.

وبعد أن ثبتت ولادة محمد بن الحسن بما لا يقبل الشك تكون كلمة «الغيبة» و ضرورة وجود الامام في كل زمان دليلين جليين على استمرار حياة المهدي طيلة هذه القرون وعلى ردّ سائر ما يقال في هذا الصدد من تردد واستبعاد.

والقول بوفاة المهدي- بالإضافة الى مخالفته لأحاديث الغيبة وحديث استمرار الامامة- لم ينص عليه أحد من المؤرخين ولم يرد ذكره في أي كتاب بما فيها كتب المنكرين.

متى مات ... وفي أي يوم وأي شهر وأي سنة ... ومتى شيّع ومن حضر تشييعه... وأين دفن وفي أي بلد ...؟!.

ان هذا كله يؤكد أن المهدي حي لم يمت، وأنه غاب واختفى عن أعين أعدائه حفاظا على حياته ونجاة بنفسه.

وكان اختفاؤه هذا على مرحلتين :

الأولى- اختفاؤه عن أعين الناس حينما هجم جيش الخليفة على دار الامام العسكري أثر وفاته. وكان يتصل‏ خلال هذه الفترة بالثقات من وكلائه ويدلي إليهم بالأجوبة والردود على الاسئلة والمشاكل التي يوجهها شيعته إليه.

الثانية- اختفاؤه الكامل عن كل الناس بحيث لا يتصل به أحد مطلقا (6).

ان السؤال الملحّ الذي يقفز الى الذهن- بعد ثبوت وجود المهدي و اختفائه و استمرار حياته الى اليوم- هو:

هل من الممكن للإنسان البقاء على قيد الحياة طوال هذه السنين؟ و هل تقر العقول بذلك؟.

وقبل الاجابة على هذا السؤال نود أن نذكر القارئ بما سلف منا ذكره من أن حقائق الشرع اذا ثبتت بالنقل‏ الصحيح فإننا- باعتبارنا مسلمين- يجب علينا التعبد بذلك و قبوله و لو لم تهتد عقولنا لفهم فلسفته وادراك سره.

وان الجهل بحكمة هذا الحكم أو علة ذاك لا يبرر انكاره ورفضه، بل لا بد من الرضوخ والتنفيذ على كل حال، ولا يصح في الاسلام أن ينكر المسلم حكما من الاحكام أو يرفض الاقرار بفرض من الفروض بحجة عدم فهم السرّ أو عدم الاقتناع بالتعليل.

أما طول العمر وامتداد الحياة مئات من السنين فليس من المستحيلات كما يتصور بعض المتصورين، بل روى المؤرخون وقوع ذلك كثيرا في تاريخ البشرية الطويل.

فآدم عليه السلام- مثلا- عمّر ألف سنة.

ولقمان صاحب النسور عمّر ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة.

وسلمان الفارسي- (رض) عمّر طويلا في الأرض، وادعى بعض المؤرخين أنه عاصر المسيح وأدرك الاسلام وتوفي في أيام الخليفة عمر بن الخطاب.

الى كثير و كثير ممن عمّر مئات من السنين وروى‏ خبرهم المؤرخون وبخاصة السجستاني الذي جمع اخبارهم في كتاب سمّاه «المعمّرون»، و قد طبع لأول مرة في مصر سنة 1323 هـ - 1905 م.

هذا من ناحية الاثبات التاريخي.

وأما القرآن الكريم فهو أصدق قيلا وأقوى حجة من كل مؤرخ وكل رواية. وقد قال اللّه تعالى فيه وقوله الحق:

ان نوحا النبي عليه السلام لبث في قومه يدعوهم الى اللّه «950» عاما، واللّه أعلم كم عاش قبل الدعوة وبعد الطوفان.

وان يونس النبي عليه السلام بقي في بطن الحوت مدة طويلة من الزمن، ولو لا فضل اللّه عليه لبقى في بطنه الى يوم القيامة {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الصافات: 143، 144] ومعنى هذا اللبث بقاؤه حيا الى يوم القيامة وبقاء الحوت حيا معه خلال هذه الآماد المتمادية.

وان أهل الكهف‏ {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا } [الكهف: 25] ، و لا نعلم كم عاشوا قبل دخولهم في الكهف‏ وبعد خروجهم منه.

وان‏ {كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ } [البقرة: 259] ولعل بقاء الطعام و الشراب مائة عام دون ان يفسد أو يأسن أعجب من طول عمر الانسان وأغرب ‏(7).

هذا كله بالإضافة الى ما تناقله مؤلفو السير ورجال الحديث وتلقوه بالقبول من حياة الخضر من قبل زمان‏ النبي موسى عليه السلام والى آخر الزمان.

فهل نصدّق بكل ذلك الذي نطق به القرآن واستفاضت به السنة أم لا؟ وهل يصح منا انكاره ورفضه بمجرد أن العقل البشري بمستواه الحاضر لم يدرك اسرار هذه الأمور ولم يكشف خباياها المجهولة؟!

وموضوع غيبة المهدي من هذا القبيل بالضبط، و لا بدّ لنا من القول باستمرار حياته جريا مع تلك النصوص وتصديقا للنبي- صلى الله عليه واله - الذي‏ {مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4] وتنفيذا لأمره تعالى: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ } [الحشر: 7]، ولن يكون إيماننا بذلك غريبا أو أمرا لا سابقة له في الاسلام بل هو مساوق للإيمان بعمر نوح ولبث يونس في الحوت وبقاء الطعام والشراب مائة عام لم يتسنّه ولم يصبه التلف.

واذا كان النص القرآني والحديث الشريف قد دلا على امكان بقاء الانسان حيا أكثر من ألف عام وعلى وقوع ذلك‏ في الامم السابقة فليس معنى ذلك أنه شي‏ء فوق العلم وفوق العقل، وهذا هو العلم الحديث يصرح بأن بإمكان الانسان البقاء آلاف السنين لو تهيأ له من وسائل المحافظة على القوى البدنية ما يساعده على البقاء.

«ان العلماء الموثوق بعلمهم يقولون: ان كل الانسجة الرئيسية من جسم الحيوان تقبل البقاء الى ما لا نهاية له؛ وأنه في الامكان أن يبقى الانسان حيا الوفاء من السنين اذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته، وقولهم هذا ليس مجرد ظن بل هو نتيجة عملية مؤيدة بالامتحان».

«ان الانسان لا يموت لأنه عمر كذا من السنين سبعين أو ثمانين أو مائة أو أكثر؛ بل لأن العوارض تنتاب بعض اعضائه فتتلفها، ولارتباط اعضائه بعضها ببعض تموت كلها، فاذا استطاع العلم أن يزيل هذه العوارض أو يمنع فعلها لم يبق مانع يمنع استمرار الحياة مئات من السنين‏(8).

وان «جان روستان يعتقد بضوء الاكتشافات‏ والتجارب العلمية ان اتباع طريقة حفظ الانسان لم يعد يبدو مستحيلا(9)، فان الاكتشافات التي سجلها عدد من مشاهير العلماء منذ حوالي قرن تترك بعض الأمل في امكانية التوصل الى مركب متناسق يساعد في تحقيق المزيد من التقدم، اعتمادا على تجارب علمية سجلها براون سيكوارد، وألكسي كاريل، وفورنوف، ومينشبنكوف، وبوغو مولتيز، وفيلاتوف، وغيرهم».

«أما روبرت ايتنجر الذي وضع أخيرا كتابا قيما بعنوان- الانسان هل يمكن أن يخلد حيا- فقد خلق آمالا جديدة إذ قال: ان الانسان الذي يعيش ويتنفّس الآن يملك حظ البقاء من الناحية الفيزيائية»(10).

هذا كله مضافا الى التصريحات الكثيرة بشأن امكان المحافظة على حياة الانسان ألوف السنين لو جمّد خلال‏ هذه الفترة، وذلك باعتبار أن التجميد يحافظ على كل الخلايا الحية، ومتى ما أريدت اعادة الحركة الى الانسان المجمّد أعطي من الحرارة ما يستلزمه الجسم فيعود كما كان نابضا بالحركة و الحيوية.

ومهما يكن من أمر، فان تصريحات العلماء المعاصرين تؤكد امكان طول عمر الانسان، وان هذا الامكان هو المحفز الاكبر لهم على المثابرة والسعي لمعرفة الوسائل التي تحقق ذلك وإذا صح امكان طول عمر الانسان بحسب الاستعداد والطبيعة، كان ممكنا وصحيحا طول عمر المهدي طيلة هذه القرون بحسب الطبيعة والإرادة الالهية.

وبعد:

فان البشرية التي تعيش اليوم أعقد ظروفها الفكرية و أخطر مراحلها الحضارية في أمسّ الحاجة الى هذا المصلح المنتظر الذي لا بد أن يطلع عليها في يوم ما ليعيد ركب الانسانية الى نهجه الصحيح و يحمله على الصراط المستقيم.

وان العقل البشري- المسلم و غير المسلم- ليتطلع الى مثل هذا المصلح المنتظر و يقر بحتميته وضرورته، ولو لم يكن هناك نص عليه أو اشارة إليه بل ان الفيلسوف الانكليزي المشهور برناردشو قد بشر بهذا المصلح بدافع من فكره الذاتي وكتب في ذلك كتابا سماه «الانسان والسوبرمان» وقد ذهب الى أن هذا المصلح المنتظر «انسان حي ذو بنية جسدية صحيحة وطاقة عقلية خارقة: انسان أعلى يترقى إليه هذا الانسان الأدنى بعد جهد طويل» وأنه «يطول عمره حتى ينيف على ثلاثمائة سنة، ويستطيع أن ينتفع بما استجمعه من أطوار العصور وما استجمعه من أطوار حياته الطويلة»(11).

ويقول عباس محمود العقاد تعليقا على ذلك: «يلوح لنا أن سوبرمان شو ليس بالمستحيل وأن دعوته إليه لا تخلو من حقيقة ثابتة»(12).

 ولن نجد في ختام هذا الحديث خيرا من أن نبتهل الى اللّه تعالى فنقول: «اللهمّ إنّا نشكو أليك فقد نبينا، وغيبة وليّنا، وكثرة عدوّنا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصلّ على محمد وآله، وأعنّا على ذلك بفتح منك تعجّله، وبضرّ تكشفه، ونصر تعزّه، وسلطان حقّ تظهره».

اللهم انصره نصرا عزيزا، وافتح له فتحا يسيرا واجعلنا من أنصاره وأعوانه انك سميع مجيب.

وآخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين.

____________________

( 1) من الغريب جدا في هذا المقام ما يرويه الدكتور أحمد أمين في كتابه المهدي و المهدوية: 108 من« أن مذهب ابن خلدون قبول الخبر الواحد اذا أيّده حكم العقل و رفض الأحاديث الكثيرة اذا لم يؤيدها العقل»، و انه إنما أنكر المهدي و المهدوية لأن ذلك مخالف لحكم عقله !.

( 2) يراجع كتاب البيان للحافظ الكنجي الشافعي:

102- 113. و أخرج الشيخ القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: 448 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: ان عليا وصي؛ ومن ولده القائم المنتظر المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا ان الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر. فقام إليه جابر بن عبد اللّه فقال: يا رسول اللّه؛ وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: اي وربي، ليمحص اللّه الذين آمنوا ويمحق الكافرين، ثم قال: يا جابر ان هذا أمر من أمر اللّه وسر من سر اللّه؛ فإياك والشك فان الشك في أمر اللّه عز وجل كفر».

( 3) ينابيع المودة: 488.

( 4) ينابيع المودة: 495.

( 5) الحاوي: 2/ 152.

( 6) ينسب الدكتور أحمد أمين الى الشيعة أنهم يعتقدون في المهدي« انه وهو في استتاره يحرك اتباعه ليزيلوا المظالم» وأنه« يعيش في الخفاء ويوحي من وراء ستار بالأوامر والنواهي» المهدي و المهدوية: 109 و 119.

وكل كتب الشيعة تصرح بأن المهدي غائب لا يتصل به أحد، فأين الصدق في القول وأين الأمانة في النقل؟!.

( 7) ومع كل هذه النصوص القرآنية الصريحة فان الدكتور أحمد أمين يرى أنه لا يمكن للإنسان أن« يختفي و يبقى مختفيا مئات السنين من غير أن يجري اللّه عليه حكم الموت» واعتبر أن ذلك لا يجوز« الا على السذج الذين فقدوا عقولهم» المهدي و المهدوية: 96.

فهل يرى الدكتور في التصديق بعدم اجراء حكم الموت على نوح و يونس و الحوت و أهل الكهف دليلا على فقدان العقل؟!.

( 8) مجلة المقتطف: السنة التاسعة و الخمسون/ الجزء الثالث.

( 9) التعبير بالاستحالة غير صحيح، و الصواب انه لم يعد يبدو بعيدا.

( 10) جريدة الأنباء الجديدة البغدادية: العدد 40/ السنة الاولى/ 27 آذار/ 1965 م.

( 11) برناردشو: لعباس محمود العقاد/ سلسلة اقرأ/ العدد 89/ ص 124- 125.

( 12) نفس المصدر السابق.

 

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.