منظمة التجارة الأوربية الحرة:

تكونت منظمة التجارة الأوربية الحرة في عام ١٩٥٩، والسبب في إقامة هذه المنظمة هو قيام السوق الأوربية المشتركة التي كانت تهدف أولا إلى أن ينضم إليها معظم الدول الأوربية، ولكن بعض الدول أحجم عن الانضمام إليها ومن بينها المملكة المتحدة التي كانت ترى أن في انضمامها إلى السوق الأوربية إضرارا بمصالحها التجارية مع مستعمراتها وبدول الكومنولث، أما سويسرا فكانت ترى ضم الدول الإسكندنافية، وانتهي الأمر بتوقيع اتفاقية في يوليو ١٩٥٩ بين سبع دول (المملكة المتحدة والسويد والنرويج وسويسرا والنمسا والبرتغال والدانمرك) وانضمت إليها فيما بعد فنلند وتبعتها أيسلندا, وتقضى هذه المعاهدة بعدم تقييد الاستيراد والتصدير بين الدول الموقعة على المعاهدة، وإزالة الحواجز الجمركية بين الدول الاعفاء، وحريتهم في التفاوض مستقلين بالنسبة للسياسة الداخلية للجمارك الخاصة، ولأعضاء المنظمة الحرية في عقد الاتفاقيات التجارية والمالية.

وقد واجهت منظمة التجارة الحرة مشكلة اتخاذ سياسة جمركية موحدة تجاه الدول غير الأعضاء، مما أدى إلى تدفق منتجات هذه الدول من الخامات والسلع الوسيطة، كما حدث بالنسبة لمنتجات دول الكومنولث التي تدفقت على بريطانيا، ولم يكن اتفاق المنظمة يسمح بحرية انتقال رءوس الأموال والعمل داخل المنظمة، كما أن الاتفاق لم يكن يهدف لتوحيد النظم الاجتماعية، ولم يكن يغطى المنتجات الزراعية، لكنه كان يغطى المنتجات الصناعية فقط, وكانت المسافات المتباعدة واختلاف النظم والتقاليد والحضارات من الأمور التي عاقت نجاح المنظمة. وبانضمام المملكة المتحدة إلى السوق الأوربية المشتركة في يناير ١٩٧٢ وهي التي كانت أهم دول المنظمة انتهت منظمة التجارة الحرة ككتلة اقتصادية، حيث تبعتها كل من ايرلندي والدانمرك والنرويج ثم البرتغال فيما بعد، وبذلك انضمت معظم دول المنظمة إلى السوق الأوربية المشتركة.