المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

معصية قوم لوط
10-10-2014
تعريف الأعيان اصطلاحاً
2023-03-27
أثر الخوف والقمع على التربية
13-6-2017
Reflexive Pronoun
23-5-2021
التنظيم الطبقي الاجتماعي في العراق القديم
1-7-2017
Coordination Number 10
27-4-2019


الآلام والاعواض  
  
626   11:58 صباحاً   التاريخ: 9-08-2015
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : ص 76
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / اللطف الالهي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2014 490
التاريخ: 9-08-2015 656
التاريخ: 9-08-2015 526
التاريخ: 9-08-2015 535

[الله]... ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﻞ ﻋﻮﺽ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﻊ (1) ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻻﺟﻼﻝ، ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺠﺐ ﺯﻳﺎﺩﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺒﺜﺎ.

ﺃﻗﻮﻝ: ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻥ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﺒﺢ، ﻓﺬﻟﻚ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻨﺎ ﺧﺎﺻﺔ، ﺃﻭ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺣﺴﻨﺎ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺟﻮﻩ.

ﺍﻷﻭﻝ: ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻢ. ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻋﻨﻪ. ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﻛﻮﻧﻪ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ. ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ: ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻋﻨﺎ، ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻴﺠﺐ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺮﺍﻥ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻨﻪ، ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺯﺍﺋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ، ﻷﻧﻪ ﻳﻘﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺇﻳﻼﻡ ﺷﺨﺺ ﻟﺘﻌﻮﻳﻀﻪ ﻋﻮﺽ ﺃﻟﻤﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ.

ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ: ﺍﺷﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻄﻒ، ﺇﻣﺎ ﻟﻠﻤﺘﺄﻟﻢ ﺃﻭ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻋﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﺒﺢ، ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻟﻠﻤﺘﺄﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﻟﻌﺪﻟﻪ، ﻭﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻫﻨﺎ ﻣﺴﺎﻭﻳﺎ ﻟﻸﻟﻢ ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎ. ﻭﻫﻨﺎ ﻓﻮﺍﺋﺪ:

ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻭﺇﺟﻼﻝ ﻓﺒﻘﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﻔﻀﻞ، ﻭﺑﻘﻴﺪ ﺍﻟﺨﻠﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻻ ﻳﺠﺐ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻷﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻭﻣﻜﺎﺑﺪﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﻨﻔﻊ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﻗﻠﻴﻞ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻟﺠﻮﺍﺯ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺧﻴﺮﻩ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﺻﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ.

ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ: ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻮﺽ ﺃﻟﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻓﻴﻜﻔﻴﻪ ﺇﻳﺼﺎﻟﻪ ﺃﻋﻮﺍﺿﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻔﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ، ﺃﻭ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺃﺳﻘﻂ ﻟﻬﺎ ﺟﺰ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺑﺄﻥ ﻳﻔﺮﻕ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ.

ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ : ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻨﺎ ، ﺇﻣﺎ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭ ﺇﺑﺎﺣﺘﻪ ، ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻛﺎﻟﻌﺠﻤﺎﻭﺍﺕ (2) ﻭﻛﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﺇﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﺠﺐ ﻋﻮﺽ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻌﺪﻟﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ (3).

_________________

(1) ﻓﺎﻟﻨﻔﻊ ﺟﻨﺲ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺘﻪ [ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ] ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻭﻗﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﺤﺎﺀ ﻓﺨﺮﺝ ﻟﻠﺘﻔﻀﻞ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ، ﻭﻗﻴﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻻﺟﻼﻝ ﻓﺨﺮﺝ ﻟﻠﺜﻮﺍﺏ ﻷﻧﻪ ﻣﻘﺎﺭﻥ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﻣﻨﻊ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻵﻻﻡ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻧﺰﺍﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻛﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﺇﺑﺎﺣﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻜﻠﻒ ﻛﺬﺑﺢ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻭ ﻧﺪﺑﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺿﺎﺣﻲ ﺃﻭ ﺇﻳﺠﺎﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺬﺭ ﺃﻭ ﺑﺘﻤﻜﻴﻨﻪ [ﺇﻳﺎﻧﺎ] ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻛﺎﻟﺴﺒﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻡ (ﺱ ﻁ).

(2) ﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺪﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺆﺫﻱ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻻ ﻋﻮﺽ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺑﺘﻬﺎ ﺃﺻﻼ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻜﻨﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻺﻳﻼﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻋﻘﻼ ﺯﺍﺟﺮﺍ ﻋﻨﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺨﻠﻘﻪ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺨﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺃﻭ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺰﺍﺟﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ، ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻻﻏﺮﺍﺀ ﻓﻴﺠﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

(3) ﺍﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻘﻴﺾ ﻟﻠﺠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻭﺍﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﺃﺳﻘﻂ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ (ﺟﺮﺡ ﺍﻟﻌﺠﻤﺎﺀ ﺟﺒﺎﺭ) ... ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺠﺘﻴﻦ ﺇﺟﻤﺎﻻ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼ: ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻸﻧﻬﻤﺎ ﺧﺒﺮﺍ ﺁﺣﺎﺩ ﻓﻼ ﻳﻨﻬﻀﺎﻥ ﺣﺠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ [ﻧﻌﻨﻲ] ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ، ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻟﻠﺠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﻪ، ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻟﻠﻘﺮﻧﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ (ﺱ ﻁ).




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.