المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



من تراث المرتضى: القرآن الكريم والسنّة النبويّة المباركة  
  
2288   06:16 مساءً   التاريخ: 1-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص228-229
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2016 3101
التاريخ: 13-4-2016 3324
التاريخ: 7-02-2015 3316
التاريخ: 28-1-2019 3551

1 - قال ( عليه السّلام ) : وأنزل عليكم الكتاب تبيانا لكلّ شيء وعمّر فيكم نبيّه أزمانا حتى أكمل له ولكم - فيما أنزل من كتابه - دينه الذي رضي لنفسه .

2 - ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق ، ولكن أخبركم عنه ، ألا إنّ فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظم ما بينكم ، وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض ، ولا يختلف في اللّه ولا يخالف بصاحبه عن اللّه ، ولا يعوجّ فيقام ولا يزيغ فيستعتب . . . ولا تخلقه كثرة الردّ وولوج السمع . . . لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلّا به .

وفيه ربيع القلب . . . وما للقلب جلاء غيره . . فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ورياض العدل وغدرانه ، وأثافيّ الاسلام وبنيانه ، وأودية الحق وغيطانه ، وبحر لا ينزفه المستنزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون . .

جعله اللّه ريّا لعطش العلماء وربيعا لقلوب الفقهاء ، ومحاجّ لطرق الصلحاء . . . وعلما لمن وعى ، وحديثا لمن روى ، وحكما لمن قضى . . وشفاء لا تخشى أسقامه . . ودواء ليس بعده داء . . . فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم ؛ فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء . وهو الكفر والنفاق والغيّ والضلال[1].

وأما سنّة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فقد دعا الإمام إلى العمل بها ، وبيّن موقع الأئمّة وموقفهم المشرّف في إيصال السنّة الصحيحة إلى الامّة وإحياء ما أماته المبطلون من سنّة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأسباب انحراف من انحرف عن مدار السّنة .

قال ( عليه السّلام ) : اقتدوا بهدي نبيّكم فإنّه أفضل الهدي ، واستنّوا بسنّته فإنّها أهدى السنن .

وقال ( عليه السّلام ) : أحبّ العباد إلى اللّه المتأسّي بنبيّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) والمقتصّ أثره . وقال ( عليه السّلام ) :

إرض بمحمّد ( صلّى اللّه عليه وآله ) رائدا وإلى النجاة قائدا .

وقال ( عليه السّلام ) : إنّ في أيدي الناس حقّا وباطلا وصدقا وكذبا وناسخا ومنسوخا وعامّا وخاصّا ومحكما ومتشابها وحفظا ووهما ، ولقد كذب على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) على عهده حتى قام خطيبا فقال : من كذّب عليّ متعمّدا ؛ فليتبوأ مقعده من النار .

وقال ( عليه السّلام ) : لا يقاس بآل محمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) من هذه الامّة أحد . . هم عيش العلم وموت الجهل . . لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه . . هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحقّ في نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته . عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية . هم موضع سرّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وحماة أمره وعيبة علمه وموئل حكمه وكهوف كتبه وجبال دينه ، هم مصابيح الظلم وينابيع الحكم ومعادن العلم ومواطن الحلم .

وقال ( عليه السّلام ) : وإنّي لعلى بيّنة من ربّي ومنهاج من نبيّي ، وإنّي لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا[2] .

 

[1] راجع الخطبة 176 من نهج البلاغة ، طبعة صبحي الصالح .

[2] راجع المعجم الموضوعي لنهج البلاغة : 42 - 53 و 101 وتصنيف غرر الحكم : 109 - 117 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.