أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2022
1767
التاريخ: 14-1-2018
2248
التاريخ: 2-10-2019
2314
التاريخ: 2-10-2019
2611
|
العلاقة بين الإنسان والسياحة والبيئة
تشهد السياحة في الآونة الأخيرة طفرة في نوعية جديدة ألا وهي السياحة البيئية، التي تعتمد على عوامل جذب طبيعية وبيئية، فبالإضافة إلى السائحين الذين يقضون عطلاتهم بشكل تقليدي، ظهر قطاع آخر يفضل قضاء عطلاته بشكل جديد يحقق لهم فرصة الابتعاد عن زحام وضوضاء الحياة الحديثة، والتمتع بجمال ونقـاء الطبيعة، بثراء مناظرها وأحيائها البرية والنباتية، وما يرتبط بهـا مـن سـكان وثقافات محلية، القديم منها والمعاصر، وذلك من خلال قيامهم بمجموعة من الأنشطة التي ترتبط بالبيئة المحلية، منها على سبيل المثال: مراقبة الطيـور وتأمـل الطبيعة، إقامة المخيمات والمعسكرات البيئية، الاستمتاع بمشاهدة الشعاب المرجانية، استكشاف الغابات والأنهار والجبال والوديان، ارتياد الرحلات البحرية وصيد الأسماك، قطع الصحراء في قوافل من الجمال، السفاري والتصوير، زيارات مواقع التنقيب عن الآثار والذهب، التجول في المناطق التاريخية بملامحها الثقافية المحلية، التعايش مع البيئات المحلية ، ... الخ كل ذلك يشكل أنماط جديدة لأنشطة العطلات ومسارات تجذب الرحالة لاستكشاف مناطق جديدة عليهم في أرجاء المعمورة.
برز مفهوم السياحة البيئية ، التي نحن بصددها الآن ، كاختيار عملي للاستمتاع بالطبيعة والتراث الثقافي المحلي والحفاظ عليهم في أن واحـد ، وقد تم تعريـف هـذه النوعية من السياحة على أنها "رحلات ملتزمة بيئيا وزيارات لمناطق لم تضر بعـد، وذلك بغرض الاستمتاع والدراسة ، وتأمل البيئة الطبيعية وملامحها الثقافية ".
ومن الملاحظ أن الطلب على هذه النوعية من السياحة في حالة صعود مستمر وملحوظ ، لدرجة أنها أسرع قطاع ينمو في صناعة السياحة ، حيث تم تقـدير هـذه النسبة بحوالي 10-15٪ من إجمالي الإنفاق السياحي العالمي (2007 WTTC)، وقد أظهرت نشرة الرؤية السياحية لعام 2020 الصادرة عن منظمة السياحة الدولية أن السياحة البيئية أسرع قطاعات سوق السفر نمواً ، وهذا النمو مرتبط بتزايـد الـوعي العالمي بالشؤون البيئية.
وقد وجد أن السياحة البيئية السليمة تسهم في كثير مـن الـدول في تنشيط الاقتصاد الوطني فضلاً عن دورها في المحافظة على الموارد الطبيعية ، بمعنى آخـر السياحة البيئية يمكن أن توفر تمويلاً ذاتياً مستمراً يعـود مـردوده بالفائدة على إدارة وتطوير الموارد الطبيعية لمنفعة الإنسان، ويبدو أن السياحة البيئية قد صارت ضـرورة ملحة في الدول المتحضرة والنامية على حد سواء في ظـل الطفرة الصناعية والتطـور التكنولوجي الذي صـاحبته آثار جانبية كثيرة تمثلت في التلوث البيئي بكافـة أشكاله ،وانكماش المساحات الخضراء، والتنمية العشوائية وتقلص المتنفسات الطبيعيـة التي يحتاج إليها الإنسان ، الأمر الذي ساعد على الهروب مـن منفـرات المدينة إلى أحضان الريف والطبيعة.
تعد السياحة قوة اقتصادية واجتماعية لا يستهان بها في العالم ،وقد ترتبت على حجمها الحالي ونموها المستقبلي المحتمل تداعيات خطيرة ، بالنسبة للبيئة المحلية والبيئة العالمية، وتشير الاتجاهات والتوقعات الأخيرة إلى انتشار السياحة إلى مقاصد جديدة، ومن الناحية التناسبية، سوف تنمو السياحة إلى البلدان الأقـل تقـدماً بأسرع منها إلى البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة خلال السنوات العشر القادمة، ويوجد الآن اهتمام سوقي متنام بالسياحة الريفية وسياحة الأنشطة مقارنة بسياحة المنتجعات التقليدية، وعلى الرغم من أن هذا من شأنه أن يخلق فرصاً للنمو الاقتصادي والتخفيـف مـن حدة الفقر، فإنه يحدث أيضاً تأثيرات بيئية ناجمة عن السياحة في المناطق التي قد تكـون قد ظلت غير متأثرة بنمو السياحة حتى الآن.
وبالإضافة إلى نمو السياحة المتسارع ، فإن هناك سبباً آخر لتوجيه اهتمام خاص إلى السياحة داخل سياق السياسات العامة البيئية ،هو تلك العلاقة الخاصة المتبادلة بين صناعة السياحة والبيئة، فعلى خلاف معظم الأنشطة الاقتصادية الأخرى، يعتمـد ازدهار صناعة السياحة ذاته بشدة على نوعية البيئة، ذلك أن السياح يبحثـون بـصورة متزايدة عن الأماكن الجذابة غير الملوثة لكي يقومون بزيارتها، كما أن الانخراط في السياحة يمكن أن يجعل السكان المحليين كذلك أكثر إدراكاً للحاجة إلى الحفاظ على البيئة، وكما أن البيئة المرتفعة الجودة جزء رئيسي من المنتج السياحي، فيمكن للسياحة أن تكون حليفاً لعملية حفظ البيئة وقوة اقتصادية وسياسية داعمة لها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|